يلتئم بتونس خلال الاسبوع الثاني من شهر اوت 2008 المؤتمر 31 للاتحاد الدولي للجغرافيا وهو تظاهرة علمية كبيرة يتنادى لها الجغرافيون وخاصة الجامعيين منهم من مختلف بلدان العالم كل اربع سنوات لتبادل الخبرة والرأي حول مواضيع جغرافية متعددة وحساسة وتعرض فيها اخر المنتجات وآخر التقنيات والمنهجيات المستخدمة في الاختصاص. والجدير بالذكر ان اسضافة بلادنا لهذا المؤتمر كان ببادرة من جمعية الجغرافيين التونسيين وهوما اثارمنذ اربع نوات جدلا فيما بين الجغرافيين التونسيين نظرا لتمسّك الاتحاد الدولي للجغرافيا بشرط حضورالوفد الاسرائيلي وقد ادى ذلك الامر الى انقسامات داخل الجمعية. واللافت للانتباه ان اسلطة وقفت منذ البداية وراء الاقلية الداعية إلى التنظيم باعتبار ذلك الشرط وهو توجه غير متطابق مع الموقف الرسمي المعلن والمقاطع لاي شكل من اشكال التعامل مع العدو الصهيوني الغاصب للاراضي العربية والمرتكب لجرائم قتل واغتيال على الارض التونسية والمنكل على مدى 60 سنة متواصلة بالاخوة الفلسطينيين والممارس للارهاب والاجرام الموصوفين بعدة مناطق عربية وغير عربية. والامر يكتسي حساسية اكبر حين يتعلق بالجغرافيا حيث تصبح التظاهرة فرصة لترويج الفكر الصهيوني المدعي للحق التاريخي في الارض العربية والداعي إلى مزيد التوسع والاستيطان بها، وتشير عديد المعلومات المتوفرة لدينا الى ان عديد الجغرافيين الاسرائيليين طرف فاعل فى كل ذلك وينشطون بصفة وبصلة وثيقتين مع المؤسسة العسكرية.والاجهزة الاستيطانية الصهيونية. اعتبارا لكل ذلك، فان الجامعة العامة للتعيم العالي والبحث العلمي اذ تؤكد تمسكها بمبادئ الحريات الاكاديمية ودفاعها عن حق الاختلاف وحرية التعبير فانها تدعو كل الجامعيين التونسيين الى احترام مقررات مؤتمرها التوحيدي الداعية الى مقاطعة كل اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني ومؤسساته وتدعو السلطات التونسية المعنية الى تحمّل مسؤوليتها بان تستخدم حقّ السيادة وتمنع الوفد الاسرائيلي من دخول البلاد، وتحيي موقف الجغرافيين التونسيين الذين اعلنوا مقاطعتهم لهذا المؤتمر وتدعو المشاركين منهم في حال تمكّن ممثلي الكيان الصهيوني من الحضور، الى مقاطعة الجلسة العامة للاتحاد الدولي حتى لا يكون العلم والجمعيات العلمية مطية للتطبيع وحتّى يتلاءم موقفهم مع موقف الجغرافيين الفلسطينيين والعرب الداعي إلى مقاطعة التظاهرة.