تعيش مختلف الفئات الشعبية وشرائح كبيرة من ارباب العائلات هذه الايام «غصرة» العودة المدرسية وحلول شهر رمضان وما يتطلبانه من مصاريف طائلة لا يعلم احدنا سقفها الاقصى في ظل الارتفاع الجنوني واللامبرر للمواد الغذائية بالاساس ومختلف الحاجيات اليومية، وفي ظل هذا الظرف «العصيب» و «الغصرة» الموسمية يستمر اعتصام 37 عاملة وعامل بمؤسسة الشركة التونسية لمشتقات الحليب المعروفة بشركة «جبن ريكي» والكائنة بمدينة الجديدة بولاية منوبة من اجل تطبيق الفصل 6/4 من مجل الشغل والاتفاقية الدولية 135 لحماية المسؤول النقابي. اضرابان ... فاعتصام بعد العديد من الجلسات التفاوضية بين الطرفين النقابي والاداري بشركة جبن ريكي من اجل تسوية الوضعية القانونية ل 41 عامل وعاملة، وامام تعنت صاحب الشركة ورفضه تطبيق القوانين والتشاريع الشغلية الوطنية والدولية دخل العمال والعاملات في اضراب اول بثلاثة ايام لم يسفر عن اية نتيجة تذكر مما اضطرهم الى الدخول في اضراب ثان بثلاثة ايام اخرى وافقت 24 و 25 و 26 جوان 2008 اصرارا منهم على الاعتراف بحقهم القانوني خاصة وان من بين المضربين من تراوحت مدة عملهم بهذه المؤسسة بين 8 و 20 سنة عمل دون انقطاع، ومع ذلك واصل العرف تجاهله لهذه الوضيعات وضربه عرض الحائط كل القوانين وخاصة الفصل 6/4 من مجلة الشغل والاتفاقية 135 لحماية المسؤول النقابي، واقدم على ايقاف عدد من المسؤولين النقابيين منهم الكاتب العام والكاتب العام المساعد وعامل مترسم. ومنذ 1 اوت والى حدود كتابة هذه الاسطر يعتصم العمال والعاملات بمقر الشركة ورغم التجاء صاحب الشركة الى قوات الامن وطرد المعتصمين في اليوم الاول لهم الا ان وحدة العمال وايمانهم بشرعية مطالبهم وحركتهم الاحتجاجية كانت اقوى من غطرسة العرف وهم الى الان يواصلون اعتصامهم في ظروف قاسية وعصيبة لولا التأطير المحكم والعناية اليومية من قبل الهياكل النقابية المحلية والجهوية والقطاعية وحركة التضامن الواسعة التي يلقاها المعتصمون والمعتصمات طيلة 26 يوما كاملة والتي ساهمت في رفع معنويات المعتصمين والمعتصمات وتماسكهم امام الوسائل التي يستعملها العرف للضغط عليهم كالطرد والتهديد بغلق المؤسسة والاستعانة بقوات الامن بتعلة عرقلة سير النشاط العادي للمؤسسة.