تفتك الاعمال والابداعات الفنية الجيدة والمحترمة الاضواء بما تتركه من صدى ووقع لدى من يطلع عليها ومثل هذه الابداعات دائما ما تكون منفلتة عن المشهد العام المكرور بما تطرحه من رؤى مخالفة ووجهات نظر غير مطروقة وهذه السمات تميّز في الغالب الاعم الاسماء المعروفة والمدعومة والمتواترة في اذهاننا وامام ابصارنا وهو ما قد يحجب عنا اسماء اخرى وفضاءات اخرى ومدارات وافكار قد تبدو لنا لأول وهلة شاحبة باهتة غير اننا بمجرد ان نقف عليها امعانا وتدبّرا سنُدهش بها، والدهشة بداية الحب والحب مدار الفن ومعبره، ومن هذه الاعمال من قدمته مؤخرا فرقة بلدية النفيضة للفن الركحي رغم قلة مواردها المالية والصعوبات التي تجابهها هذه الجمعية الفتية وهذا العمل هو مسرحية الاطفال «وردة» التي جمعت 12 ممثلا وممثلة من هواة المسرح بالمنطقة وهي من اخراج معز دبش. هذه المسرحية إكتنزت كثيرا بالايحاءات والدلالات الحافّة بمنطوقها المباشر وتميّزت بحرفية واجادة ممثليها لتقمص ادوارهم التي وان لم تخرج عن عالم الاطفال الا انها ألقت بظلالها على عالم الكبار محطمة بذلك كل الحواجز العمرية ومُكسبة المسرحية بُعدًا مُشتركا ينأى عن التصنيف المجحف للاعمال الفنية. مسرحية «وردة» هي حتما غصن من شجرة وارفة ومزهرة ستنمو وتكبر داخل فرقة بلدية النفيضة للفن الركحي وستزهر بإخضرار مواهب اطفال هذه الفرقة ومؤطريهم متى وجدت الدعم اللازم والعناية اللازمة، ولما لا تبرمج هذه المسرحية في اكثر من معهد ثانوي ومدرسة إعدادية في مختلف ولايات الجمهورية وهي جديرة بذلك.