ندخل اليوم الجمعة 5 سبتمبر في اليوم الخامس من شهر رمضان وقد بدأنا نكتشف بعضا من ملامح البرامج اليومية لفضائياتنا الثلاثة تونس 7 وقناة 21 وقناة حنبعل، دون حسبان فضائية حنبعل الشرق وحنبعل الفردوس وقناة نسمة... ولن نفصّل القول حول البرامج لكل قناة على حدة لأن الحكم لها أو عليها قد يكون مجانبًا للصواب فالملامح مازالت في بدايتها وان بدت بعض البرامج قد استوفت جميع شروط نهاية صلاحيتها. الطبخة التلفزية!!! كالعادة كل المقادير في متناول الجميع واطباق قنواتنا لم تنزل من عليائها، فمقدمي هذه البرامج يتحدّثون الى شريحة لا تشاهد التلفزيون اصلا ويقدمون لهم وصفات نموذجية أقل طبق فيها قد يفوق الخمسين دينار!!! فرفقا بنا يا طبّاخي وطباخات تلفزتنا فنحن شعبٌ نتزاحم في الأسواق الشعبية ونلهث تحت الشمس وتلهث جيوبنا من نار الأسعار وحيل التجار... شوفولو حل!!! السلسلة الهزلية «شوفلي حلّ» يبدو أنها فقدت بريقها وتراجعت فنيا ومضمونيا فالجينيريك يبدو وكأنه من عهد الابيض والاسود اما المضمون فقد طغت عليه السطحية والبلاهة واستسهال المشاهد، هذا فضلا عن تأخير موعدها الى العاشرة... مكتوب على المشاهد!!! مسلسل مكتوب وبغض النظر عن موعد بثه الذي يتزامن مع الافطار تقريبا فهو لم يخرج من دائرة الدراما السوداويّة التي خنقت الأعمال التونسية ومعها المشاهد التونسي وهو بالاساس عمل لا يمكن ان يكون لشهررمضان!!! هدى بن عمر الفكرة ليست مبتكرة وبداية اختياراتها غير موفقة وان توفرت على الضحك والخفة، أعني برنامج «خليك معايا» والذي قدم لكم «سعد الصغير» بغضّ النظر عن التهريج الذي أتاهُ هذا المصري بخصوص اللهجة التونسية فإن أكثر ما استفزني هو قول هدى بن عمر أن «مارضاء الله إلا برضاء الوالدين» هي قولة للمرحوم نجيب الخطاب ولم تنصّص على أنّه كان يردّدها!! لن أعلق ولكن أطلب من هذه المنشطة ان تنشّط أكثر ذاكرتها ولم لا تأخذ دروس تدارك في «الكُتّاب» الى جانب دروس التجميل... ونذكّر هذه المنشطة بهذا البيت الشعري: «ما رضاء الله الا برضاء الوالدين أبوا الانسان بعد الله أولى بالمحبة» بين الثنايا مسلسل بين الثنايا للحبيب المسلماني الذي تبثه قناة 21 يبدو أنّه سيخفف عنّا وطأة المشاهدة فهو الى الآن يسير بنسق مطّرد ويبدو أن الممثلة سوسن معالج ستعيد الى أذهاننا دور وجيهة الجندوبي في مسلسل اخوة وزمان، ولكن هذا لا يمنع من ان مسلسل بين الثنايا وقع هو الاخر في عقدة اللهجة... حنبعل في حومتنا رغم جهد لطفي بندقة وجعفر القاسمي والفريق العامل بهذه السلسلة ورغم اقترابه من مشاغل المواطن الحقيقية من خلال فقرة «على عين المكان» إلاّ ان هذه السلسلة بدأ بريقها يخفتُ ويبدو أننا سنشبع بالحشو الزائد في الايام القادمة... شوف الشاف سلسلة هزلية بالاساس تقدم مواقف مضحكة فقط ولم نقف الى الان على أي موقف جاد من قضية ما، فهي سلسلة للاضحاك فقط وليست هادفة بالشكل الذي تحاول قناة حنبعل أن تبلغه... كما أنّ هذه السلسلة ترفع شعار الصراخ اولا وأخيرا. قهيوة عربي سلسلة على قناة تونس سبعة لم تضف جديدا الاّ طعم القهوة المرّ الذي يستطعمه المشاهد المرغم على قناة تونس سبعة. جنسيات مسلسل تركي وآخر ياباني وثالث مكسيكي وأقل مسلسل يضم مائة حلقة والمشاهد الذي يدفع أمواله لا يدري الى الان لماذا تصرّ اداراتنا التلفزية على ادراج هذه الكيلومترات من الحكايات البائسة لأوهام اكثر بؤسا...