يبدو ان الاستثناء الوحيد الذي نجح في شد المشاهد التونسي الى حدود الاسبوع الثاني من البرمجة الرمضانية هو مسلسل «بين الثنايا» للمخرج الحبيب المسلماني بطولة حسين المحنوش وسوسن معالج ويونس الفارحي وجمال المداني والذي بثته قناة تونس 21 مع موعد الافطار تقريبا. ويبدو ايضا ان البرمجة اليومية لقنواتنا التلفزية لم تنل رضا المشاهد التونسي عموما واحبطت انتظاراته وجعلته يحول وجهته نحو الفضائيات العربية الاخرى... وقد اشرنا في العدد السابق الى عدة ملاحظات اولية بخصوص عدد من البرامج والاعمال الدرامية وكنا نأمل ان تتطور تلك الاعمال بمرور الايام غير ان آمالنا وآمال المشاهد التونسي لا تزال الى اليوم معلقة بين قناة واخرى. حي النصر سلسلة «شوفلي حل» التي صارت مقسمة بين وسط العاصمة حي النصر مازالت وتيرتها الدرامية ثابتة فلا الاحداث أنبأت بعقد درامية عميقة ولا الشخصيات طورت من تجربتها في التمثيل، نفس الكليشيات ونفس الحركات والايماءات والكلمات... هامر!!! سيارة مئات الملايين الهامر، تلك التي تشبه الدبابات والتي افتتح بها مسلسل «مكتوب» مازالت تحرث وقتنا اثناء الافطار بعقد الاحياء الراقية ومشاكلهم التي لا تعنينا بالمرة... لاغلاء الاسعار ولا العودة المدرسية ولا زحمة المواصلات تعرفها سخصيات هذا المسلسل المتشبه بالمسلسلات الأجنبية. وخاصة برنامج دون استئذان على فضائية حنبعل بما انه حاد عن اهدافه فما الذي يهمنا في شقان فطر فاطمة بوساحة وزينة القصرينية. كمبيوتر!!! البرنامج الديني الذي تبثه احدى قنواتنا التلفزية ويظهر فيه «واعظ» و «مرشد» يتأبط حاسوبا محمولا في اشارة لحداثة الاسلام وتحديثه، لم يضف جديدا للمشاهد، فنفس الايات القرآنية ونفس شواهد السيرة النبوية مكررة وأتعس من ذلك ان مقدم هذا البرنامج لا يحسن بتاتا فنون التواصل والتقديم الهادئ والرصين.