يمكن القول أنّ النادي الصفاقسي يمرّ بمرحلة انتقالية في بداية هذا الموسم بما أنّه لم يجد توازنه على جميع المستويات ربّما لضعف أداء الهيئة المديرة كما يعتقد البعض أو لإنشغال هذه الهيئة بالعديد من الملفات التي لها علاقة بالعمل اليومي للجمعية التي رافقتها الكثير من الاشاعات والأحاديث. وبما أنّه تمّ الاختيار على السيد المنصف السلامي ليكون رئيسا للجمعية وليكون رجلا للمرحلة والمنقذ من الأزمة المادية رحب الجميع بهذه الفكرة رغم إقامته خارج صفاقس والتي يعتبرها البعض من أهم العراقيل التي تساهم في ضعف أداء الهيئة المديرة وتتسبّب في توتّر العلاقة بين بعض الأطراف في صفاقس وينعكس هذا التوتر على الفريق ونتائجه ورغم التكتم الشديد عن تداعيات وسلبيات وجود السلامي في العاصمة بعيدا عن الجمعية إلاّ أنّ ما يتمّ ترديده في الشارع الرياضي خلاصته أنّ النادي الصفاقسي فقد الكثير بسبب عدم وجود رئيس قوي الشخصية مقيم في صفاقس. الملفات الكبرى اليوم وليس غد الهيئة المديرة مطالبة بمعالجة الملفات العالقة بسرعة وإيجاد الحلول بسرعة حتى لا تكون لكل ملف تداعياته وآثاره والمتتبع لأداء الهيئة الحالية يلاحظ أنّ التعامل مع بعض الملفات لم يكن بالسرعة المطلوبة.. فقد تأخّر كثيرا تعيين رئيس لجنة الأحباء في حين أنّ أهمية هذه اللجنة تجعل كل هيئة مديرة مطالبة بالإسراع بتعيينه قبل انطلاق الموسم فلو تمّ تعيين لطفي العيادي منذ البداية لما حصل ما حصل في مقابلة الترجي الرياضي من تجاوزات(؟) كما أنّ الهيئة لم تحسم ملف اللاعب فاتح الغربي منذ البداية وتركت الأمر للتأويلات والكلام والإشاعات وهذا من شأنه أن يوتّر العلاقة بين اللاعب والهيئة ويغلق باب التفاوض ويكون النادي هو الخاسر لأنّ فاتح الغربي لاعب من طراز رفيع وبإمكان الإلتحاق بأي فريق في تونس أو خارجها ومن حقّه المطالبة بمبلغ مالي لإمضاء عقد جديد ومن حقّه الحصول على مستحقاته السابقة كما أنّ عملية انتداب لاعب آخر في مستوى الغربي سيكلّف النادي الكثير هذا إذا نجح هذا اللاعب في تقديم الإضافة وتعويض الغربي. كما أنّ ما حصل للحارس لطفي السعيدي وحمزة يونس لم يكن مجرّد تصرّفات فردية صدرت عنهما بل هي نتيجة التهميش وعدم الإحاطة باللاعبين مع عدم تمكينهما من حقوقهما في موعدها وغيرها من العوامل التي أدت إلى فقدان اللاعبين لتركيزهم وإرتكابهم لمخالفات أضرّت بهم وبالفريق، والغريب أنّ الهيئة أعادت النظر في عقود بعض اللاعبين وتجاهلت البعض الآخر وربّما تعاملت معهم بطريقة استفزازية خاصة بعد تركيز البعض على إبراز وترديد مقولة أبناء النادي لهم الأولوية في كل شيء والمقصود بأبناء النادي أولئك الذين ترعرعوا في النادي الصفاقسي ومن تداعيات هذا التمشّي. ما حصل للحارس لطفي السعيدي ومن بعده حمزة يونس وما تعرّض له فرج البنوني بعد الهزيمة ضد نادي حمام الأنف وما فعله غازي الغرايري مع هيثم المرابط الشيء الذي جعل الأحباء يتهمون غازي الغرايري بمعاملة الوافدين على النادي معاملة لا علاقة لها بالإحتراف الكروي.. الغرايري يدرب فريق محترف بعقلية وطريقة عمل الأندية الهاوية.. الهيئة المديرة تتعامل مع الغرايري كمدرب للفريق من جهة وتتفاوض مع مدربين آخرين من جهة أخرى وهذا التصرّف قد تكون نتائجه وخيمة على نتائج الفريق إذا تواصل لأسابيع أخرى. تجاوز الحاضر الصعب! خلاصة القول يعتبر أداء الهيئة المديرة ضعيفا والكلمات الفضفاضة المتعلقة بالمصالحة والوفاق ووضع اليد في اليد أصبحت بلا معنى خاصة وأنّ هناك حديث عن امكانية استقالة المنصف خماخم وتأكد الجميع أنّ الدفاع عن مصالح النادي وفرض الانضباط والتعامل مع الملفات الهامة تحتاج إلى شخصية قوية وهيئة مديرة متماسكة ورجل حديدي. أسئلة كثيرة يطرحها الأحباء الآن.. ماذا ستفعل هيئة السلامي إذا تواصلت سلسلة النتائج السلبية في سباق البطولة؟ ومتى يجد النادي الصفاقسي توازنه؟ وماذا تخفي الأيّام القادمة للسي آس آس؟!