ولد فرحات حشاد يوم 2 فيفري 1914 بقرية «العباسية» بشرقي شمال جزيرة قرقنة التونسية في اسرة متواضعة تعيش من صيد السمك ودخل المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية بقرية «الكلابين» الواقعة على مسافة كيلومترين من مسقط رأسه وذلك سنة 1920 . وكان فرحات تلميذا نجيبا اية في الذكاء، وفي السنة الاخيرة من التعليم الابتدائي والتي كان يعدّ فيها الشهادة الابتدائية وقد اصيب بمرض خطير جزع اهله عليه منه ولم يتمكن حشاد من اجتياز الامتحان الا ان مدير مدرسته الذي كان به شغوفا ومعجبا بذكائه الوقاد واصل السهر عليه ومده بالعلاج الصالح حتى شفي فرحات من مرضه وعاد الى المدرسة، وفي سنة 1928 تقدم الى امتحان الشهادة الابتدائية ونجح فيه نجاحا باهرا، ولم يتمكن من مواصلة تعلمه بالمدارس الثانوية لحالة عائلته الفقيرة. واضطر حشاد الى دخول معترك الحياة صغيرا والارتزاق من منصب متواضع شغله بالشركة التونسية للنقل بالسيارات في الساحل S.T.T.A.S وكان يعمل بها موزع تذاكر لسيارات نقلها بجهة صفاقس ثم كمسؤول على احدى محطات الشركة وبعض خطوطها واخيرا ككاتب محتسب في قسم حساباتها بادارتها بمدينة سوسة. واشتهر فرحات في هذه المدرسة بطاقة عجيبة وقدرة على العمل كانت محل اعجاب رؤسائه وزملائه وكان قدوة لبقية موظفي الشركة لامانته في العمل واستقامته في السيرة ولقد احرز على ثقة كل العملة لتواضعه وطبعه الكريم لما عرف به من ايثار رحب للغير وعناية بشؤون اخوانه العمال واهتمام بمصلحتهم. وتدرج هكذا الى الاهتمام بالمسائل النقابية والدخول في الكفاح النقابي وخوضه. نشاطه النقابي في سنة 1936 انخرط في نقابة عملة النقل التابعة للجامعة العامة للعمل (F.S.M) الفرنسية وما كاد يشارك في النشاط النقابي حتى احتل بين العملة المسؤولين النقابيين بالجهة من تونسيين مسلمين ويهود ثم فرنسيين مكانة مرموقة لما اظهره من فكر نير وبعد نظر وحيوية متدفقة ونشاط واقدام وعزيمة خلاقة. في اواخر سنة 1937 اضراب عملة النقل بسوسة بقيادة فرحات لإرغام الشركة على الاعتراف بحقوقهم والاذعان لمطالبهم نجح الاضراب نجاحا باهرا، ونقلت الشركة فرحات ليعمل بفرعها بصفاقس لما لحقها من اضرار نتيجة ذلك الاضراب. في 1938: اطرد منها شارك في مناظرة للوظيفة العمومية في اواخر سنة 1940: نجح مستكتبا في الحسابيات بفرع ادارة الاشغال العمومية العامة بصفاقس وبقي في هذه الخطة الى ان غادرها كي يتفرغ للعمل النقابي الصرف. 1940/1938: مرحلة قضاها فرحات بالجامعة الفرنسية للشغل والتي تدعمت اركانها من جديد بعد سنة 1943 وعادت الى نشاطها بعد ان كان حلّها «فيشي» جعلته يلمس مدى انسياق هذه المنظمة لتعليمات الحزب الشيوعي الفرنسي وائتمارها بأوامره ويفكر جديا في الانسلاخ من هذه المنظمة الاجنبية وذلك ابتداء من سنة 1944 ويقرّ العزم على انشاء حركة لا تخضع ولا تهدف الا الى مصالح العمال التونسيين التي اهملها وتباعد عنها مسيرو منظمة س/ج/ت.