يستعد الشغالون في تونس خلال الاسبوع المقبل وتحديدا يوم الثلاثاء 20 جانفي 2009 للاحتفال بالذكرى الثالثة والستين لتأسيس منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل الذي حققوا من خلاله نجاحات ومكاسب وانجازات وعرفوا من خلاله أزمات وانتكاسات لكن الافضلية تبقى دوما للنضال والاستماتة في الدفاع عن حقوق العمال والمبادئ والاهداف التي تأسس من أجلها الاتحاد يوم 20 جانفي 1946 على يد شهيد الحركة النقابية والوطنية فرحات حشاد. غير ان التاريخ يشاء ان تتزامن ذكرى تأسيس الاتحاد هذه السنة مع العدوان السافر للعدو الصهيوني على الشعب العربي في غزةبفلسطين. وبهذا الصدد نسجل ان الزعيم فرحات حشاد ولد في خضم الحراك الدائر الى غاية منتصف الاربعينيات يعاين المدى الدموي القائم بين قوى الاستعمار والصهيونية خلال الحرب الامبريالية الثانية وهي تتسابق متنافسة ومتوافقة على احتلال اقطارنا بعد فرض التقسيم على أمتنا كما كان يتابع ما كان يطبخ من خلال الاستيطان وجرائمه على أرض العرب وفلسطين وفي أروقة مجلس الامن الدولي مجلس المتضررين من الحرب الامبريالية من تآمر لزرع الكيان اليهودي على أرضها. لقد نشأ حشاد في أجواء من الوطنية المعادية للاستعمار ولمناهضة كل اشكال دعم ذلك الاستعمار وقد كشفت له تجربته ضمن نشاطه النقابي في نقابة الس. ج. ت الشيوعية الفرنسية الازدواجية والنفاق والمغالطة التي كان قادة تلك المنظمة الفرنسية وغيرهم من الاستعماريين يتميزون بها تجاه القضية التونسية وتجاه حركتها الوطنية... وكان للدور الخطير الذي كان «لوبي» اليهود يلعبونه في دعم سياسة الاحتلال الفرنسية في القطر ولاحتلال البلاد العربية بصفة عامة وكذلك التفاعل الذي كانوا يعلنونه مع الحركة الصهيونية العالمية وما كان يقدمه فرعهم في تونس من دعاية من اجل اغتصاب فلسطين واقامة كيان الاستيطان الصهيوني على أرضها وتشريد شعبها ومنع العرب من تحقيق وحدتهم القومية... ... لقد كانت سنوات الاربعينيات قاسية على الامة فقد شهدت قرار تقسيم فلسطين وحرب «48» واعلان قيام الكيان الصهيوني على أرضها وكعادته نهض شعب تونس العربي الاصيل يشد الرحال الى القدس كما فعل اجداده من قبل وقام فرحات حشاد الامين العام للاتحاد بدور بارز عندما شكل في اطار المنظمة لجنة التطوع لاتفاق فلسطين واشرف بنفسه على سفر المتطوعين وتوفير كل اللوازم للقيام بالمهمة الوطنية والقومية وحرص على الاتصال بعوائل من استشهد منهم واستقبل بنفسه العائدين واشرف على علاج من كان منهم مصابا... ... لقد تجذرت وطنية حشاد وتعمق لديه الانتماء العربي الاسلامي فراح يحرص على تشكيل النقابات في ارجاء المغرب العربي لتكون رافدا وسندا قويا لحركات التحرر العربية... ... لقد نجح حشاد في جعل الاتحاد عمادا صلبا في مقاومة الاحتلال والمشاركة في تحرير البلاد كما نجح في مساندة حركة التحرير العربية وجعل من فلسطين قضية الاتحاد الاولى وجسد ذلك بالمشاركة الفعلية ضمن مقاومته وبتقديم الدعم لمقاوميها والدفاع عنها في المحافل الدولية... اضرابات في ظل التأسيس اضرابات عمال مناجم قفصة (47 1948) اضرابات عمل الفلاحة بباجة وسوق الاربعاء (1949) اضرابات عمال النفيضة (1952) انخراط الاتحاد في حركة المقاومة المسلحة (1952) حوادث 5 اوت 1947 بصفاقس احداث وطنية لم تحجب على الاتحاد معايشته لحركة الاستيطان الصهيوني بفلسطين ونكبة 1948 ورغم جراح الشعب التونسي في تلك المرحلة أبى الاتحاد الا ان يرفع راية الدفاع عن فلسطين في المحافل الدولية وجعل منها قضيته المركزية. احداث في ظل التأسيس تمكن الاتحاد منذ انبعاثه من التصدي الى الاستعمار الفرنسي عبر سلسلة من التحركات النقابية ومن المساهمة اثر الاستقلال في بناء الدولة الوطنية وكسب معركة التنمية. حمل راية الدفاع عن الحريات العامة والفردية ودعم حركات التحرر في العالم وجعل من قضية فلسطين قضيته المركزية. سبقت ميلاد الاتحاد احداث استلهم منها المؤسسون وفي مقدمتهم حشاد كفاحهم ونضالهم ومن ابرز هذه الاحداث: احداث الجلاز سنة 1911 احداث الترامواي سنة 1912 اندلاع الحركة المسلحة بالجنوب التونسي سنة 1916 1917 تأسيس جامعة عموم العملة سنة 1924 على يد محمد علي اعادة التجربة النقابية التونسية على يد بلقاسم الناوي سنة 1937