في إطار مزيد متابعة الأيام الدراسية للنقابة العامة للاطباء التي دارت بالحمامات يومي 17 و18 نوفمبر الماضي، ارتأينا معرفة رأي أحد ممثلي وزارة الصحة وهو السيد الهادي العاشوري المدير العام للمستشفيات حول ما دار من نقاش ضمن الندوة معتبرا ان التشاور الحاصل جاء ببادرة من النقابة العامة وهي تنصهر في التوجه العام لمزيد التشاور حول وثيقة عمل للنقاش وللاثراء ولتحسين الأوضاع واعتبر العاشوري ان وثيقة الاولويات التي يتم التشاور حولها لم تدّع بانها كاملة وارسلت الى هياكل الاتحاد لمراجعتها ولاثرائها. واشار الى ان التوجه العام ايجابي ويهدف الى مزيد توسيع الاستشارة حول مشاكل اساسية يتعرض لها القطاع الان وقد تم اقتراح طرق وسبل تجاوزها والهدف الرئيسي للرفع من اداء المنظومة الصحية العمومية التي قدمت خدمات كبيرة للمريض التونسي والاجنبي على حدّ سواء. وحول ما رآه ايجابيا خلال الايام الدراسية اشار السيد الهادي العاشوري الى تعدّد المتدخلين حسب ما يعيشونه يوميا في مختلف مناطق الجمهورية مما سيثري التفكير الجماعي ويقدم نظرة اخرى قد تكون الوزارة سهت عنها. ولاحظ العاشوري ان ما يثري الحوار هي التجارب المختلفة للاطباء الحاضرين مما يمكن من توفير فرص التواصل بين الاجيال. اما عن السلبيات التي لاحظها فقد اوضح ان الوقت المخصص لدراسة المواضيع كان ضيقا للتعبير عن كل ما يهم القطاع لكن ذلك يمكن تلافيه بعقد ندوات اخرى. وأكد الدكتور العاشوري ضرورة تدقيق فهمنا لبعض المفاهيم دون التشكيك في المقاصد كما اشار الى اهمية الجلوس اكثر مع البعض لمزيد التقارب في وجهات النظر حتى لا يتم تفويت هذه الفرصة التي وفرتها الدولة بمعية الاتحاد العام التونسي للشغل لاعطاء رأي واضح حول التأهيل في فضاء حر. وبخصوص فلسفة التأهيل اكد المدير العام للمستشفيات ان التأهيل له عناصر مادية واخرى لا مادية ويجب الاتفاق على ان العناصر المادية لا تكفي وحدها لانجاح التأهيل لذلك يجب الاهتمام بالعناصر اللامادية المرتبطة بعدة مفاهيم وسلوكيات ثقافية وتاريخية موجودة بالقطاع على الجميع ان يعيها ويحاول تطويرها مثل التشريعات ونظم التصرف وثقافة الجودة. واعتبر الدكتور العاشوري ان مفهوم الجودة يجب ان يصبح مرجعا مهما بداية من الاستقبال الى اهم مرحلة في العملية الطبية مركزا هنا على المسألة الاتصالية بين المريض والاطار الاستشفائي. واشار الى اهمية ان يصبح المريض هو المرجع الاساسي في كافة الحالات وذلك بتوفير عقلية جديدة في العلاقة بين الاطار الطبي وشبه الطبي والمريض وذلك بتحسين ظروف العمل وتوفير التجهيزات مؤكدا بالنهاية ان الجميع مسؤول عن ملف التأهيل لانه يهم المجتمع التونسي ككل. وبيّن ان قطاع الصحة ينفق يوميا ثلاث مليارات من المليمات لذلك يجب ان نحسن التصرف فيها مؤكدا على ضرورة ان تنتفي كل الايديولوجيات عند الوقوف امام المريض لتبقى الانسانية والضمير الحي هما أساس عمل كل اطارات الصحة في كل المراكز المهنية.