بحكم تواجد مؤسّسة باطام في 13 ولاية تحدّثت بعض الجهات عن طرد العمّال وإلقاء اللّوم على النقابة الأساسية وتحميلها مسؤوليّة ما حدث، لكن ما لم تدركه هذه الجهات هو ان النضال مفروض على عمّال بطام، من اجل استمرارية الشغل في ظلّ علاقة شغلية تضبطها تشريعات شفافة ووسط مناخ اجتماعي يسوده الاحترام المتبادل. كان صبر العمال منذ سنة 2003 الى 2008 صبرا حقيقيا بالرغم من تأخر الاجور وتدنّيها وغياب الترقيات وضياع الحقوق المكتسبة فلم تشهد المؤسسة اضرابا واحدا بل اكتفى العمّال بلفت نظر السلط المعنية والالتفاف حول النقابة للحفاظ على مناخ اجتماعي سليم يضمن احالة المؤسسة الى أهل الاختصاص، ومنذ احالتها اكتشفنا ان اهل الاختصاص ليس لهم اختصاص في توزيع المواد الكهرومنزلية بل لهم خبرة في توزيع العمال وتجويعهم وارهابهم. فبعد 5 سنوات مضت انطلق الاستفزاز بتهميش الاصناف المهنية وغموض العلاقة الشغلية وانعدام النشاط وغياب تام للاهداف والمسؤولين وعند فشل هذه المحاولات الاستفزازية شنّت الادارة أبشع وسائل الاستفزاز، حيث التجأت الى تجويع العمّال بتأخير متعمّد لصرف الاجور ثم التنقيص فيها بصفة عشوائية من 4 أيام الى حدود 12 يوم خصم في مناسبات دينية وعودة مدرسية ثم تعمّدت طرد العمال انطلاقا من الكاتب العام إلى أعضاء النقابة ثم اعضاء اللجنة المتناصفة لإرهاب العمال وتهميشهم بعد طرد من يمثّلهم. أبعد هذا الصبر صبرا أم بعد هذا البلاء بلاء؟ فالتقارير التي أعددناها كانت تشير منذ فيفزي 2008 الى الاستفزازات ومنذ افريل 2008 كانت تشير الى ان المستثمر الجديد لن يستثمر ولن ينطلق نشاطه اصلا وان هدفه الحقيقي هو تصفية المؤسسة ولهذه الاسباب كان الاضراب لا يؤثر مباشرة في المستثمر، فما ذنب العمال اذا كان النشاط مفقودا؟ واذا اردنا معرفة الحلول فاسم المنظمة هو الحل الوحيد، فالنضالات اذا فشلت على مستوى النقابة الاساسية داخل المؤسسة لعدم نجاعتها وعدم وجود نشاط فانّ الاضافة تأتي من الانتساب الى جهة حتّى تتضامن والاضافة تأتي من الانتساب الى قطاع حتّى يتفاعل والاضافة تأتي من الانتساب الى المنظّمة التي قوامها قواعدها وأساسها نقاباتها هنا يكمن الفرق بين النضال على مستوى النقابة والنضال التضامني.