في إطار الاحتفالات بخمسينية الجامعة التونسية، تنظّم وحدات البحث في الفلسفة بجامعة تونس وجامعة تونس المنار بالتعاون مع المكتبة الوطنية يوما دراسيا تحت عنوان «راهنية الفلسفة في تونس» وذلك بمقر المكتبة الوطنية يوم 20 فيفري 2009 وقد اتصلت الشعب بالأستاذ الجامعي الطاهر قيزة كي ينزل الندوة في اطارها فأجاب: «إذا كانت الفلسفة واسطة نظرية نتلمس من خلالها نبض الوجود وإيقاع الزمان فإنّ أسئلتها إنّما هي أسئلة تحكم الفكر وتصغي إلى التجربة على ضوء تقدم التفسير والفهم والتأويل، ومادام الحوار مرشد الفلسفة وراشدها عزمت مجموعة من وحدات البحث الفلسفية والعاملون في الحقل الفلسفي بالتعاون مع المكتبة الوطنية بوصفها مؤسسة علمية حيوية، تجسيم تنوعهم واقتسام معارفهم ومواقفهم خلال يوم دراسي يتطارحون فيه تقييم ما سبق وفهم ما لحق من قضايا الفكر والواقع. لأجل ذلك يكتسي الاحتفال بخمسينية الجامعة التونسية طابعا مميزا عند المهتمين بهذا الحقل في تونس. فقد ارتبطت عودة الفلسفة في ديارنا بتأسيس الجامعة التونسية، لذلك من الطبيعي أن يلتزم العاملون في الحقل الفلسفي بطرح الأسئلة الراهنة في الفكر والثقافة، ليس لأنّ رهان التأهيل بقي شأنهم الأول وحسب بل لأنّ مسائل مصيرية مثل المعاصرة والكونية والفردية والعقلانية والعلم والتنوير والحداثة واللغة والتواصل والتأويل مسائل تقضّ مضجعهم وهم يتولون النظر فيها ويتناولونها بالدراسة والبحث والتنقيب. ماهي أهداف هذه الندوة أستاذنا الكريم؟ هي فرصة للتعريف بحاضر الفلسفة في تونس، توجهاتها، أعمالها، بحوثها، نواقصها، إخفاقاتها، حضورها الوطني والعالمي بغية إبراز الدور التاريخي الذي يتحمله الفاعلون في الفلسفة اليوم عساهم يميطون اللثام عن هواجسهم ومشاغلهم وآرائهم ومواقفهم حتى لا يبقى انتاجهم منحبسا في الاطار الأكاديمي يعرّف بنفسه ويوطّد العلاقة بأصدقاء الفكر وأهله. وسيكون أيضا هذا اللقاء فرصة سانحة ليظهر الفاعلون بالفلسفة في تونس اليوم وحدات بحث ومخابر وأطر تدريس وتأطير في المجال الفلسفي أنّه ثمّة منحى حداثيا يميز اهتمامات الفلاسفة في تونس وأنّ مسؤولية التساؤل عن ضرورة تحديث التعليم والتفكير والعقليات والمناهج إنّما هي مسؤولية مشتركة يُنظر إليها من وجهات نظر تتعدّد بتعدّد الرؤى التي تسعى إلى ابراز مشروعية التفسير والتأويل من منطلقات فلسفات، قد تتباين لكنّها تلتقي في الآخر من أجل تثمين فلسفة الفعل وروح النقد وقيمة العمل. هل من نشاط على هامش اليوم الدراسي؟ يصاحب هذا اللقاء معرض للكتاب الفلسفي تتعاون على إنجاحه وحدات البحث الفلسفي والمكتبة الوطنية حتى نعرف ما تمّ نشره من أعمال كتبها المتفلسفون التونسيون وبعضها لم تقدم ولم يتم التعريف بها وبإسهامها في رسم معالم ثقافتنا وتشييد حضارتنا. سنستغل هذه المناسبة الثمينة التي تتلاقى فيها بعض أعلام البحث الفلسفي للإحتفاء بالزملاء الذين غادروا التدريس لكنهم مايزالون يعملون وينتجون في الحفل الفلسفي.