حتى لو استنجدنا بالأستاذ قاموس لن نستطيع أن نعطي ودادية وزارة التربية وخليتها بالمنستير حقهما في الإشادة بما قاما به من حركة نبيلة سالت لها دموع وتداعت لها مشاعر في منتهى النبل والصدق. كيف لا والأمر يتعلّق بلمسة وفاء نادرا مانراها بل قل لم نرها بذاك الحجم وتلك الجمالية وذاك التنظيم وتلك الكلمات التي تنضح زهرا وبمعزل تامّ عن ألفاظ الخشب والشعارات الفضفاضة واللّغو الذي «لاساس ولا رأس» والأقرب ما يكون إلى توجيع الراس وحتّى الأكف!! الأمر ببساطة يتعلّق بتكريم ما يناهز 300 من رجال التربية ممّن أحيلوا على شرف المهنة من المدير العام إلى أعوان التنظيف وما بين الرّتبتين من متفقدين عامين إلى مديرين ومديرين جهويين ورؤساء مصالح وأساتذة ومعلمين وقيمين... وموظفين... كلّ هؤلاء وبلا ألوان سياسية أو منظماتية وبمن فيهم من فارق الحياة ونابت عنه أسرته وطبعا «فِعْله» استهدفتهم ورود وميداليات وشهائد المتألق المنجي النصري رئيس الودادية ومحمد علي فرشيو رئيس خلية المنستير اللذين فوجئا والمكرّمين بقطع الوزير حاتم بن سالم لكل التزامات السبت الماضي لحضور هذه الاحتفالية من بدايتها التاسعة صباحا إلى غاية أواخر الأصيل حيث انضم الوزير الشاب سمير العبيدي وزير الشباب والطفولة إلى جزء من الاحتفائية «بالشيوخ». على هامش الفرحة... هبّة اعلامية كبيرة (صحف واذاعات) لم يؤثر فيها غياب «السبعة» التي تملك ستوديو وأجهزة كبيرة في المنستير وعلى مرمى «حَصْحاصة» من الفندق الذي انتظمت فيه التظاهرة رغم الاتصال مباشرة برئيس مصلحة أو قسم أو لست أدري ماذا البرمجة في العاصمة... ومع ذلك لم يلتفت إليها أحد في ظلّ المساهمة المتميّزة لإذاعات تطاوينوالمنستير وصفاقس وفصة والأمر من منير هلال وعبد الجليل بن عبد الله لا يُستغرب.. أمّا ما يثير الاستغراب فعلا فهو غياب اذاعة جوهرة وحضور مديرها الذي جاء ليكرّم بوصفه رجل تربية.. شيء يدوخ!! الجميع استساغ دعوة الاتحاد العام التونسي للشغل من خلال الأخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير والذي تعذّر عليه الحضور لتزامن التظاهرة مع الهيئة الادارية الوطنية، وكذلك جريدة «الشعب» من خلال محدثكم والزميل رئيس التحرير محمد بن صالح الذي حال مؤتمر فصة دونه والحضور.. من الوجوه الوافدة من الوزارة سجلنا حضور الصادق دحيدح مدير عام المرحلة الأولى للتعليم الأساسي والسيد منير الحداد (ادارة الشؤون المالية) والسيد رفيق الشاوش (ديوان الوزير) والسيد عبد الله المناعي كاهية مدير التكوين والأستاذ الحبيب دغيم المتفقد الاداري والحالي إلى جانب «الرئيس» الودادية»المنجي النصري. والي الجهة خليفة الجبنياني «استفزه» جمال الحفل فطلب كلمة لم تبرمج في البروتكول «يقبّل» من خلالها أيادي رجال المئزر والدفتر والطبشور...