لم أعش طيلة حياتي مثلما عشت تلك الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة هطل المطر غزيرا وهذا أمر طبيعي ومقبول، وعشناه آلاف المرات، أما أن تتوقف الحركة فهذا أمر غير طبيعي، فلا مترو ولا قطار ولا حافلة، فوجئ الناس، وهم في العاصمة بتهاطل الامطار ولكنهم تعودوا على العودة الى بيوتهم بوسيلة النقل هذه أو تلك... واذا بهم ينتظرون، حتى سيارات الأجرة التي يستغل اصحابها تلك الفرص فلم يعد لها أثر، وعلمت صباح اليوم التالي ان هناك من قضّى ليلته في الشارع... تلك هي الطبيعة التي لا قدرة لأحد للوقوف في وجهها... ولكن... شوية من الحنة وشوية من رطابة اليدين.