يعيش المواطن المسحوق اجتماعيا احتقانا بالغ الخطورة نتيجة اغترابه وغياب التأطير الاجتماعي والسياسي المعبّر عن تطلعاته في التحرر الاجتماعي لذلك قد يسلك سلوكا عدوانيا تجاه غيره. ذلك ما حدث يوم 24 افريل 2009 بمدرسة الوردية 6 بالكبارية حيث ما ان علمت ولية تلميذ بإصابة ابنها بحادث بالمدرسة (رضوض على مستوى إبهام يده اليمنى) حتى حلّت بالمكان فوجدت مساعد المدير وزميلا له بمكتب المدير بصدد تقديم الاسعافات الاولية لإبنها المصاب وعوض ان تشكرهما قامت بخنق أحدهما ومنعته من طلب الاسعاف ودفعته وانهالت على مكتب المدير مكسرة البلور وقالبة المكتب مبعثرة الوثائق. في الاثناء حضر وليّ التلميذ وعوض ان يستجلي حقيقة ما حصل بادر بتسجيل لكمة في صدر أحد المربّين ثم تجول في ساحة المدرسة سابا الجلالة شاتما المعلمين ناعتا إياهم بشتى النعوت. كان بصدد البحث عن مربّ ذهب في ظنه انه قام بتعنيف ابنه ولما لم يجده اخذ يصيح: «كلكم معلمين» ناعتا إياهم بشتى النعوت اللاأخلاقية وأمسك بمعلمة وضربها ثم دفعها فهربت محتمية بزميلتها التي هي لم تسلم بدورها فقد دفعها المعتدي فسقطت على جدار وواصل المعتدي الصياح والسب والشتم ورغم ذلك فقد تحلّى الاطار التربوي بدماثة الاخلاق وسعة الصدر وحاولوا اقناع الولي بحمل ابنه المصاب الى المستشفى في سيارة أحدهم كما عرضوا عليه المساعدة ولكنه أبى... في الاثناء حضر الأمن وأمر المعتدي بإسعاف ابنه أولا بعد ذلك توجه المربّون المعتدى عليهم الى مركز الأمن بالكبارية لتقديم شكوى في الموضوع الا ان ذلك أُرجأ!! ومن الغد السبت 25 افريل 2009 نفّذ جميع الزملاء بمدرسة الوردية 6 إضرابا احتجاجيا عن العمل دفاعا عن كرامة المربّي وحماية للمؤسسات العمومية من عبث اي معتد. ولقد كانت نسبة المشاركة في هذا التحرك 100 لاسيما وان النقابة الاساسية بالكبارية حضرت ممثلة في الاخوة محمد التاجوري عمر المسعودي ومبروك الكافي يوم الاضراب متبنية الاضراب مفاوضة باسم الزملاء مع السلط المعنية. وقد حضر السيد المدير الجهوي للتعليم بتونس والسيد معتمد الجهة ووعدا بحماية المؤسسات التربوية وحفظ كرامة المربّين.