انطلق مهرجان مسرح قفصة في دورته (14) برئاسة المسرحي والفنان الهادي عباس يوم 22 ماي 2009. ومن خلال البرنامج المنوع والشامل والمعطر بنفحات مسرحية خاصة تحتفل بمائوية المسرح التونسي عاشت مدينة قفصة العرس المسرحي الكبير واحتضنت بباقاته الفقرات الاجتماعية والتثقيفية والتكوينية. وهي مسرحية تعالج في محورها قضية الغربة ومأساة الاغتراب واذية الحرمان ووحشة التشرد وذلك من خلال قصة حياة المرحومين محمود بيرم التونسي وعلي الدوعاجي. أجيال وتجارب ذلك هو عنوان الندوة الفكرية التي نشطها الاعلامي احمد عامر وحضرها عدد من الهواة واهل المسرح والثقافة وتدخل خلالها الاستاذان محمود الماجري وعز الدين العباسي حول اجيال وتجارب مسرحية تجوّل بعناصرها المحاضرين بكل قدرة واستقطاب. انطلق الاستاذ الماجري بالتعرض للحركة المسرحية في تونس منذ بداية طموحه وافكار هادفة ومبادرات بناءة كان لها الاثر الكبير في تركيز أسس مسرحية وطنية ثابتة وصولا الى مسرح وطني والفرق الجهوية المحترفة ومؤسسات الانتاج ومراكز الفنون الدرامية والركحية وتطوير مدارس التمثيل والنهوض بمستواها. ثم تحدث الاستاذ العباسي عن تجربة الاخراج في المسرح التونسي الذي هو بحق عمل فني يشمل التصور والهيكلة لمكونات العرض وكذلك المقومات والعناصر الكفيلة بالتحكم في كل ما يهم المسرح وعروضه وما يحويه ويلزمه من فضاء وأداء وصوت وانارة واضاءة وملابس الخ... واستنتج المتحدث ان المسرح التونسي يمثل وجها من أوجه الحداثة وخاصة في مجال الثقافة العربية والتونسية والتفاعل مع الابداع اللفظي المتنوع. وفي الجزء الثاني من الندوة كان الحوار والنقاش فرصة للإثراء والاضافة والانارة والتذكير مما أكسبها ثوبا مسرحيا منمّقا وكاملا ووافيا. العرائس والدمى المتحركة تواصلا مع تربص الدورة الفارطة في مجال التقنيات المسرحية المختلفة احتضن فضاء مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة بإشراف الاستاذة حبيبة الجندوبي ودعم ادارة المركز المذكور ورعاية الفنان عبد القادر مقداد دورة للتكوين في مجال وتقنيات الفنيات اللازمة لصنع وتحريك الدمى واكتساب مهارة في فن مسرح العرائس وما يحويه من جديد في البحث والتطوير والتجديد والابتكار. تكريم الهاوي والمحترف المسرح رسالة... فن وابداع ويجمع رواده واهله وعشاقه في حب جارف لا فرق بين عطاء الهاوي وابداع المحترف وكان هذا اللقاء جمع في تكريم الصنفين (الهاوي والمحترف). الهاوي المنصف الشريف الذي يساهم في عطائه منذ أواخر الخمسينيات جمع بين صعود الخشبة والكتابة والاعلام والتدوين ومواكبة بالعطاء لكامل دورات المهرجان. والمحترف الفنان الكبير والمبدع والممثل الجريء الذي أحبه الجميع لعطائه وسخائه وتضحياته وهو عبد العزيز المحرزي. الختام: كرم على أمل اللقاء قاعة دار الثقافة الكبرى لم تسع للحضور ولقاء الختام. وزير الثقافة كان حاضرا بانفاس دعمه وحركية المندوب الجهوي في كامل فقرات المهرجان. الوالي والكاتب العام للجنة التنسيق كانا في مقدمة الحضور... بالحضور الباسم... والاحضان المدعمة. شركة مناجم قفصة وبلديتها كان لهما كل الفضل في الدعم المالي... والمعنوي. مديرة دار الثقافة الواقفة طيلة المهرجان (ليل نهار) برزت بدماثة اخلاقها ورعايتها للمهرجان واحتضان ضيوفه... الذين هم في آن واحد ضيوفها.