عادة ما يمثل فصل الشتاء رحمة على مواطني وأهالي المناطق الفلاحية لما تجود به السماء من أمطار، غير أن الأمر يختلف مع أهالي ومواطني «أبرد» منطقة بالجمهورية التونسية، تالة، إذ أنهم لا يخفون توجّسهم وخوفهم مع اقتراب فصل الشتاء لما يعانونه من شدة البرد، وتراهم لذلك يتزوّدون بكل وسائل التدفئة من أخشاب وفحم وغاز طبيعي وبنزين وما الى غير ذلك ... واستغاثتهم التي يرفعونها أمام هذا الفصل البارد، مردها ارتفاع سعر «القاز» بشكل مُفاجئ، بحيث ستعجز العديد من العائلات على توفير الكميات التي تستحقها طيلة فصل الشتاء، درءًا لقساوة الطقس الإستثنائي بتلك المناطق الجبلية، والتي من شأنها أن تودي بحياة من لا يوفّر المناعة الجسدية الضرورية لها، وغالبا ما يعجز أبناء تالة المفقّرين من توفيرها.