حين اشرنا في عدد الاسبوع الماضي من جريدة الشعب إلى ظهور بوادر انفراج مشجعة لإنهاء كابوس العمال المطرودين والمستهدفين في المغازة العامة بسوسة ، بعد معاناة دامت أكثر من ثلاثة أشهر وتخللتها عديد الجلسات الصلحية الفاشلة . كنا ندرك جيدا ماذا نكتب وماذا ونقول، فمن عادة الاخ المناضل عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل انه إذا وعد وفى وانه إذا ما بلغته أصداء استهداف للعمال بالطرد أو العقوبات التعسفية ثار ولم يهدأ له بال حتى ينتصر لهم ويعيد لهم كل حقوقهم، فمصالح العمال بالفكر والساعد ظلت على الدوام عنده خط احمر لا يجوز لأي كان تعديه وتجاوزه، فما بالنا إذا كانت معاناة عمال المغازة العامة المستهدفين مقترنة ببطلان الإجراءات وزيف التهم وحرمانهم من فرحة العيد التي مرت وتركت في حلق عائلاتهم غصة لا توصف! ونؤكد أنّ كلّ هذه المعطيات كان يجهلها الاخ الأمين العام للاتحاد وقام باطلاعه عليها بمناسبة يوم العلم الاخ احمد المزروعي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة مناشدا أخوّته وطامعا في مساندته ومساعدته لأبنائه العمال وذلك من خلال السعي إلى رفع المظلمة عنهم وإعادتهم جميعا إلى سالف عملهم ومنع استهدافهم من جديد. وقد كنا ليلتها شهود عيان على الحيرة التي انتابت الاخ الأمين العام وتأسفه الشديد لما آلت إليه الأوضاع في المغازة العامة ووصولها إلى حد اعتصام العمال في مقر العمل، الأمر الذي جعله يعد قبل مغادرته جهة سوسة عائدا إلى تونس العاصمة بالتدخل العاجل من اجل إيجاد حل مشرف وسريع لعمال المغازة العامة ودعم جهود الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة لرفع هذا الكابوس نهائيا وفتح صفحة جديدة مع الطرف الإداري للمؤسسة المذكورة مبنية على احترام الحق النقابي والتشريعات الشغلية الجاري بها العمل بلا تأويل للنصوص أو عبث بالقوانين. الوعد الصادق والتدخل الحاسم في الوقت الذي كان فيه العمال المطرودين يرابطون بدار الاتحاد الجهوي ويسابقون الزمن لسماع خبر سار من تونس العاصمة يستعيدون من خلاله ثقتهم في انفسهم ويؤسسون من خلاله لمرحلة جديدة من الاستقرار العائلي والمعنوي والمادي ، كان الاخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يجري عدد من الاتصالات على أعلى مستوى لحلحلة الأوضاع في المغازة العامة واستطاع مشكورا في ظرف زمني قياسي أن ينتزع تاريخ جلسة عمل في تونس بين الطرفين النقابي والإداري ومعها ضمانات بان تكون هذه الجلسة وتاريخها 25 سبتمبر 2009 الأخيرة في أجندة معاناة عمال المغازة العامة وان يتم التقدم خلالها وبحث كل النقاط التي ظلت منذ مدة موضع خلاف وأهمها عودة العمال المطرودين إلى سالف عملهم والتأكيد على ذلك بوضوح في محضر الاتفاق. وبذلك يكون الاخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد قد وفى بما وعد به الجمع الغفير من النقابيين والعمال الذين جاؤوا لاستقباله في سوسة بمناسبة يوم العلم ورفع المظلمة الصارخة عن عمال انعدمت ثقتهم بالجميع ولكنهم ظلوا مؤمنين بقدرة اتحادهم العظيم ومناضليه على إنصافهم ورفع الظلم عنهم وإعادة البسمة إلى شفاههم. أصل الخلاف تفاهة التهم الملفقة للعمال المستهدفين ، وسذاجة الإجراءات الإدارية تجعل كل ذي عقل رصين يدرك أن ثمة غايات أخرى غير تلك التي بررت بها الإدارة في سوسة طردها للعمال ونقل البعض منهم تعسفيا ومضايقة من بقي من حاملي النفس النقابي في انتظار تهمة مناسبة مسقطة تلحقهم ببقية الضحايا! وعلى ذلك فالسؤال الذي كان مطروحا بإلحاح في المدة الماضية نجده قد انحصر حول أصل الخلاف ولماذا تطور إلى حد استهداف العمال في بطونهم وتجويعهم ومن ورائهم تجويع عائلاتهم! والإجابة في هذا المجال تبدو واضحة وتتعلق بموقف المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة الذي رفض بشدة الانصياع إلى رغبة الإدارة في تسريح العمال المستهدفين مقابل منحهم «تفتوفة» مستحقات لا يرضى بها عامل في جرابه سنة واحدة عمل. وعندها لم تجد الإدارة في سوسة غير الانفراد بالعمال كل على حده في محاولة للتأثير عليهم وإقناعهم بقبول مبدأ تسريحهم والتمتع بمستحقات مالية عوضا عن الطرد والخروج بخفي حنين! ولكن المكتب التنفيذي الجهوي كان لهذه المحاولة أيضا بالمرصاد وعرف كيف يبطل مخطط الإدارة ويحذر العمال من تبعاته، مقابل تأكيده أيضا أثناء المفاوضات على عدم إدراج مسألة التسريح تحت أي بند من البنود والتزامه بالدفاع عن مصالح العمال وحصر مشكلهم الأساسي في عودتهم إلى سالف عملهم وليس في التفاوض من اجل تسريحهم، وهذا ما دفع بالإدارة في الأخير إلى التكشير عن أنيابها واستخدام آخر سلاح عندها وهو التسريح القسري للعمال بمعنى طردهم تعسفيا دون أسباب قانونية وشرعية ودون الاكتراث للتدخلات من الجهات الرسمية على غرار تفقدية الشغل والسلط الجهوية. أحمد المزروعي: شكرا للأخ الأمين العام الاخ احمد المزروعي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة الذي مثل الطرف النقابي صحبة الاخ مصطفى مطاوع عضو المكتب التنفيذي الجهوي إضافة إلى الجامعة العامة للسياحة والمعاش في جلسة 25 سبتمبر 2009 بارك انفتاح مالك مؤسسة المغازة العامة ورغبته الجادة في تنقية الأجواء وتجاوبه بالخصوص مع مطالب الطرف النقابي التي لم تكن تعجيزية أو تصعيدية في أي لحظة من اللحظات باعتبارها انحصرت منذ بدء الخلاف في مطالبته باستعادة عدد من العمال جملة من حقوقهم المسلوبة، وقد أكد الاخ احمد المزروعي انه فوجئ لأنه لم يكن ينتظر هذا التجاوب السلس من صاحب المؤسسة ومسارعته في تسوية كل الإشكاليات وأهمها إبطال قرار طرد العمال وإعادتهم جميعا إلى سالف عملهم. كما لم يخف الأخ أحمد المزروعي تقديره للمجهود الفعّال لقسم القطاع الخاص وعلى رأسه الأخ بلقاسم العياري الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، ومساهمته القيّمة في الدفع بملفّ المغازة العامة نحو تسوية نهائيّة ومشرّفة. رسالة العمال إلى الأمين العام مباشرة فور الإعلان عن فحوى الاتفاق الذي خرج به الطرف النقابي عقب جلسة 25 سبتمبر مع الطرف الإداري للمغازة العامة والقاضي بعودة كل العمال المطرودين إلى سالف عملهم عمّ الانشراح بين زملائهم وأبدت الإطارات النقابية بجهة سوسة ارتياحها لهذا الاتفاق الذي جاء ليعزز عنصر الاستقرار الذي تشهده الجهة ويدعم جملة المكاسب المحققة حتى الآن في الاتحاد الجهوي. المشهد المؤثر الآخر الذي لا يجب أن نمر عليه مرور الكرام تمثل في تواجد معظم العمال المطرودين بدار الاتحاد الجهوي منذ الصباح الباكر ليوم السبت أي بعد يوم واحد من إمضاء محضر الاتفاق لتبادل التهاني فيما بينهم وتقديم تشكراتهم العميقة لأعضاء المكتب التنفيذي الجهوي على ما بذلوه من مجهودات جبارة أثمرت حلحلة اوضاعهم وخصوصا التقدم برسالة طلبوا منا بإلحاح إبلاغها إلى الاخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عبر جريدة الشعب مفادها إكبارهم الكبير لموقفه المشرف وإحساسه بمعاناتهم وتدخله السريع والناجع الذي أعاد لهم كل حقوقهم مبدين اعتزازهم بالانتماء إلى منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل واستعدادهم للدفاع عنه وللنضال المشروع في رحابه. كما لم يستثن العمال في رسالتهم توجيه تحية شكر إلى مالك المؤسسة على رحابة صدره وحسن تعاطيه مع الملف وإنصافه لهم واعدين ببذل كل ما في وسعهم للنهوض بمؤسستهم والعمل فيها بكل تفان وإخلاص. ندوة إطارات عصفت بها الخلافات لم يكتب لندوة إطارات التعليم الثانوي بسوسة التي كانت مبرمجة ليوم الجمعة 25 سبتمبر 2009 بدار الاتحاد الجهوي أن تنعقد حيث انتهت قبل أن تبدأ بعد أن عصفت بها رياح الخلافات الأمر الذي اضطر غالبية إطارات القطاع ممن كانوا متواجدين بقاعة الندوة إلى المغادرة احتجاجا على أصل الخلاف. علما أن الندوة كان يمكن أن تنعقد وتنظر في جدول الاعمال المخصص لها لولا سوء التفاهم الحاصل والذي كان بالإمكان مثلما أكدنا تجاوزه. فماذا جرى إذن بالتحديد في هذه الندوة حتى لا يكتب لها الانعقاد ومن يتحمل مسؤولية وتبعات ذلك؟ في البداية نشير إلى أن هذه الندوة التي اشرف عليها في لحظاتها الأولى الاخ محمد الحبيب بن عبد الجليل الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة وعضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي كان كل شيء يوحي بانعقادها في أفضل الظروف ، في الأثناء قدم إلى دار الاتحاد الجهوي للشغل أستاذ تعليم ثانوي محملا بطلب شكوى تتضمن تفاصيل تعرضه إلى نقلة تعسفية من معهده الأصلي إلى معهد آخر وطالب بتدخل الاتحاد الجهوي والنقابة الجهوية خصوصا وأن قضيته طالت أكثر من اللزوم ولم تظهر بوادر حلحلتها حتى الآن كما استسمح المشرف على ندوة الإطارات بقراءة نص شكواه أمام الإطارات فاستجاب له الاخ الحبيب بن عبد الجليل خصوصا وان ندوات إطارات سابقة سبق أن عرفت نفس هذه الحالات ونظرت في عديد التظلمات التي طرحها أصحابها ولم ينجر عن ذلك أية خلافات، وفي محاولة للتخفيف من معاناة هذا الأستاذ اقترح المشرف على الندوة الاخ الحبيب بن عبد الجليل على الإطارات سماع مشكلته كما هي مدونة في نص الشكوى وبصوت صاحبها وهنا حصل الإشكال حيث انقسم أعضاء النقابة الجهوية بين مؤيد لذلك ورافض، ففي حين أصر العدد الأكبر من الإطارات الحاضرة صحبة أعضاء من النقابة الجهوية في إطار تعاطف كلّي مع الأستاذ على الاستماع إليه وعدم مصادرة حقه في الاستنجاد بالاتحاد الجهوي للشغل بسوسة ومن ورائه النقابة الجهوية للتحسيس بمشكلته في ندوة الإطارات، استند الشق المعارض لهذه الخطوة بان هذه الندوة لا يمكن أن يحضرها إلا الإطارات وبإمكان الأستاذ المستهدف أن يطرح مشكلته في اجتماع عام. وهنا تحديدا عصف الخلاف بالندوة وأدى إلى إلغائها بعد انسحاب غالبية الإطارات من القاعة تضامنا مع زميلهم الذي تم استهدافه بنقلة تعسفية كيدية والاستماع إلى تفاصيل المظلمة التي تعرض لها في بهو الطابق الثاني لدار الاتحاد الجهوي. هذا وقد أبدى الاخ محمد الحمدي عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي استغرابه الشديد للخلافات التي شهدتها ندوة الإطارات، وتأسف لعدم تمكين زميل تعرض إلى الظلم من إبلاغ صوته والتحسيس بمشكلته أمام الإطارات الحاضرة وسأل متى كان لندوة الإطارات جدول أعمال صارم يمنع التعاطي مع المسائل المستجدة خصوصا إذا كانت متعلقة باستهداف واضح وظلم مفضوح للزملاء الأساتذة، واعتبر ما حصل في ندوة الإطارات سابقة خطيرة تتعارض مع نضالية القطاع وتطرح أكثر من نقطة استفهام. وهذا ما سايره فيه الاخ محمد الحبيب بن عبد الجليل عضو النقابة الجهوية والكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة الذي استغرب بدوره كيف يتم منع زميل جاء مستنجدا بالاتحاد الجهوي والنقابة الجهوية رغم أن ذلك حق من حقوقه مؤكدا أن دار الاتحاد ستظل على الدوام دار الشغالين بالفكر والساعد وصوت الحق والدفاع عن المظلومين والمهمشين من مختلف الشرائح الاجتماعية واعدا بالنظر قريبا في مختلف جوانب إشكالية هذا الزميل المتظلم والبحث عن حلول لها. مجالس تاديبية، فهل تتدخل السلط المعنية؟ حين اكدنا على صفحات جريد الشعب وجود تشكيات عديدة متعلقة بعدد من الزملاء في قطاع التعليم الثانوي ينتظر احالتهم على مجالس التاديب، قامت الدنيا ولم تقعد من طرف البعض الذين كذّبوا الخبر واعتبروه يمسّ بالنقابة الجهوية للتعليم الثانوي. وها ان الايام تؤكد ما نشرته جريدة الشعب حيث ثبت بالدليل القاطع وجود هذه التشكيات واستدعاء الادارة الجهوية لعدد من الاساتذة للمثول امام مجلس التاديب. وتأكد الامر اكثر بحصول الاخ عمر العظام الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي والمسؤول عن القطاع على استدعاء رسمي قدمته له استاذة لغة عربية يتضمن مطالبتها بحضور احدى جلسات التأديب هذه بتهمة مضحكة وكيدية صاحبها غير معروف حتى الان وممضاة باسم مجهول . فهل هكذا نؤسس لسنة دراسية نطمح ان نبلغ فيها درجة الامتياز على كل المستويات ؟ وهل اصبحت التهم التي تسقط جزافا على الاساتذة من قبل مجهولي الهوية شعار الادارة الجهوية في تصفية حساباتها مع البعض؟ وهذه مسالة خطيرة لا بد من التصدي لها وفتح تحقيق بشانها من قبل السلط المعنية .