هل يمكن القول ان الاغنية التونسية تطورت واستطاعت بالتالي تجاوز محليتها التي لازمتها طويلا الى حد «التكبيل» السؤال طبعا جائز خاصة بعد نجاح اسماء في قيمة صابر الرباعي ولطفي بوشناق وصوفية صادق وأمينة فاخت من الغناء في اكبر المسارح العربية ومن نعني غير مهرجان قرطاج الدولي بعد ان تكون شبابيك التذاكر قد اغلقت قبل انطلاق الحفل بساعات، دون توقف امام التفاصيل الكثيرة يكفي التأكيد على كون الساحة الغنائية التونسية تحتكم على مجموعة من المطربين الجيدين، لكنها لم تتمكن من صنع نجومية بعضهم، فإذا كان صابر الرباعي نجح في لبنان، فان لطفي بوشناق سبقه صوته الى المشرق العربي وقد ساهم في انتشاره المرحوم نجيب الخطاب من خلال شبكة العلاقات الجيدة التي كان يحتكم عليها، صوفية صادق ولئن لم تبرز خارج الحدود كما يجب الا انها كلما غابت ان لم نقل اختفت وحين تعود يعود معها الجمهور ليملأ الاماكن التي تغني فيها امينة فاخت صاحبة الصوت الرائع ورغم اكتفائها بترديد اغان حفظها الجمهور او تقديم اغان غيرها الا انها تبقى في مقدمة الاصوات الهامة في الساحة الفنية التونسية. هذا على مستوى نجوم الصف الاول، اما في الصف الثاني فإننا نجد نوال غشام التي لم تتطور بل انها اكتفت بتجارب اخرى من التراث لن تضيف لها اي شيء!! شكري بوزيان ظل حيث هو، أما عبد الوهاب الحناشي فإنه يتابع وكفى. علياء بلعيد صوت رائع لكنه لم يصل بعد الى مراميه بما ان علياء اثرت عليها مشاكلها الخاصة. منيرة حمدي مازالت لم تنته من التجريب بما انها ذهبت الى ليبيا ثم هاجرت الى مصر والنتيجة «هي هي». سنية مبارك صاحبة تجارب موسيقية متعددة لكنها لم تحتل المكانة التي هي بها جديرة. نور الدين الباجي صاحب صوت جوهري «بخلي» اكثر من اللزوم مكتف بما تحقق (!). ثامر عبد الجواد عاد ثم ما لبث ان ذهب ليكتفي بالغناء في المطاعم الفاخرة. بعد كل هذا نعود لنسأل الى متى ستظل الأغنية التونسية تبحث عن صيغة لتخرج من الكادر الضيق الذي وضعها فيه البعض سواء بحسن نية او عن سوئها.