الرابعة على التوالي: الدفاعات الجوية الإيرانية تدمر مقاتلة إسرائيلية من طراز إف 35    تجديد انتخاب ممثل تونس بالمجلس الاستشاري لاتفاقية حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه لليونسكو    اتحاد الشغل يدعو النقابيين الليبيين الى التدخل لإطلاق سراح أفراد قافلة "الصمود"    نتنياهو: "إغتيال خامنئي سيُنهي الصراع".. #خبر_عاجل    عاجل/ وزير الخارجية يتلقّى إتّصالا من نظيره المصري    تونس تدعو إلى شراكة صحّية إفريقية قائمة على التمويل الذاتي والتصنيع المحلي    من تطاوين: وزير التربية يشرف على انطلاق مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية    نحو إحداث مرصد وطني لإزالة الكربون الصناعي    حالة الطقس هذه الليلة    "سيطرنا على سماء طهران".. نتنياهو يدعو سكان العاصمة الإيرانية للإخلاء    تظاهرة يوم الابواب المفتوحة بمعهد التكوين في مهن السياحة بجربة .. فرصة للتعريف ببرنامج التكوين للسنة التكوينية المقبلة وبمجالات التشغيل    تعيين التونسية مها الزاوي مديرة عامة للاتحاد الافريقي للرقبي    جندوبة: اجلاء نحو 30 ألف قنطار من الحبوب منذ انطلاق موسم الحصاد    عاجل/ إضراب جديد ب3 أيام في قطاع النقل    الشيوخ الباكستاني يصادق على "دعم إيران في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية"    "مذكّرات تُسهم في التعريف بتاريخ تونس منذ سنة 1684": إصدار جديد لمجمع بيت الحكمة    الدورة الأولى من مهرجان الأصالة والإبداع بالقلال من 18 الى 20 جوان    جندوبة: الادارة الجهوية للحماية المدنية تطلق برنامج العطلة الآمنة    عاجل/ هذا موقف وزارة العدل من مقترح توثيق الطلاق الرضائي لدى عدول الإشهاد..    الكأس الذهبية: المنتخب السعودي يتغلب على نظيره الهايتي    إجمالي رقم اعمال قطاع الاتصالات تراجع الى 325 مليون دينار في افريل 2025    في قضية ارتشاء وتدليس: تأجيل محاكمة الطيب راشد    منوبة: الاحتفاظ بمربيّي نحل بشبهة إضرام النار عمدا بغابة جبلية    القيروان: 2619 مترشحا ومترشحة يشرعون في اجتياز مناظرة "السيزيام" ب 15 مركزا    الكاف: فتح مركزين فرعيين بساقية سيدي يوسف وقلعة سنان لتجميع صابة الحبوب    كيف نختار الماء المعدني المناسب؟ خبيرة تونسية تكشف التفاصيل    منذ بداية السنة: تسجيل 187 حالة تسمّم غذائي جماعي في تونس    ابن أحمد السقا يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    كأس العالم للأندية: تشكيلة الترجي الرياضي في مواجهة فلامنغو البرازيلي    دورة المنستير للتنس: معز الشرقي يفوز على عزيز دوقاز ويحر اللقب    تأجيل محاكمة المحامية سنية الدهماني    الحماية المدنية: 536 تدخلا منها 189 لإطفاء حرائق خلال ال 24 ساعة الماضية    صاروخ إيراني يصيب مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب..    وفد من وزارة التربية العُمانية في تونس لانتداب مدرسين ومشرفين    خبر سارّ: تراجع حرارة الطقس مع عودة الامطار في هذا الموعد    10 سنوات سجناً لمروّجي مخدرات تورّطا في استهداف الوسط المدرسي بحلق الوادي    كأس العالم للأندية: برنامج مواجهات اليوم الإثنين 16 جوان    باريس سان جيرمان يقسو على أتليتيكو مدريد برباعية في كأس العالم للأندية    النادي الصفاقسي: الهيئة التسييرية تواصل المشوار .. والإدارة تعول على الجماهير    تعاون تونسي إيطالي لدعم جراحة قلب الأطفال    كأس المغرب 2023-2024: معين الشعباني يقود نهضة بركان الى الدور نصف النهائي    "صباح الخير يا تل أبيب"!.. الإعلام الإيراني يهلل لمشاهد الدمار بإسرائيل    صفاقس : الهيئة الجديدة ل"جمعية حرفيون بلا حدود تعتزم كسب رهان الحرف، وتثمين الحرف الجديدة والمعاصرة (رئيس الجمعية)    بعد ترميمه فيلم "كاميرا عربية" لفريد بوغدير يُعرض عالميا لأوّل مرّة في مهرجان "السينما المستعادة" ببولونيا    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    الإعلامية ريهام بن علية عبر ستوري على إنستغرام:''خوفي من الموت موش على خاطري على خاطر ولدي''    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    باجة: سفرة تجارية ثانية تربط تونس بباجة بداية من الاثنين القادم    إطلاق خط جوي مباشر جديد بين مولدافيا وتونس    موسم واعد في الشمال الغربي: مؤشرات إيجابية ونمو ملحوظ في عدد الزوار    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد دعم المنظمة لمقاربة الصحة الواحدة    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    خطبة الجمعة .. رأس الحكمة مخافة الله    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بحثا عن سبل تشبيب الحركات النقابية المغاربية
في الجامعة النقابية الرابعة للشباب العامل المغاربي: اي واقع للحركة النقابية في ظل المتغيرات المتسارعة؟
نشر في الشعب يوم 21 - 11 - 2009

تحت شعار »الشباب المغاربي في مواجهة تحديات العولمة« نظم الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي الدورة الرابعة للجامعة النقابية للشباب المغاربي أيام 12و13و14 نوفمبر 2009 بأحد نزل مدينة الحمامات الشمالية، أين التقت الوفود الخمسة للاتحادات المهنية الوطنية للبلدان المغاربية، وقد أشرف على فعاليات اختتامها الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي وتميز برنامجها بقيمة المداخلات والمحاضرات العلمية التي رصدت أهم وأخطر المشاكل التي تتهدد مستقبل الشباب المغاربي، كما خلصت هذه الجامعة إلى جملة من التوصيات الهامة.
تشخيص واقع الشباب
ضمن افتتاح فعاليات هذه الدورة الرابعة أكد الأخ عبد المجيد الصحراوي مدير الجامعة على أن انعقاد الدورة الرابعة يأتي في ظروف دقيقة ومتغيرات سريعة يشهدها العالم وهي تندرج ضمن محاولات الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي للعمل على مواجهة تحديات العولمة ومنظومة القيم الجديدة وانعكاساتها على واقع الشباب المغاربي من حيث نمط التفكير والتحليل واستقراء راهنه وذلك من خلال برنامج ثري وعميق حاول من خلاله المشرفون على تنظيم هذه الجامعة ملامسة وضع الشباب النقابي المغاربي وتشخيص علله والبحث لها عن معالجات ممكنة لتداركها وتجاوز عوائقها.
الأخ محمد الطرابلسي ممثل منظمة العمل الدولية أشار إلى ضرورة تشخيص واقع الحركة النقابية في ظل هذه المتغيرات المتسارعة ورصد أهم التحديات العالقة والرهانات الممكنة لتجاوز المشاكل والصعوبات ولعل أهم تحد تواجهه الحركة النقابي هو سبل تشبيب هذه الحركة.
في حين أبرز الأخ نوري سالم رحومة نائب الأمين العام للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي الدور الهام الذي تقوم به المنظمة في العمل على توحيد الحركة العمالية المغاربية وتفعيل مؤسسات الاتحاد من أجل أن يتحقق الحلم، ثم أحال الكلمة إلى الأخ محمد السحيمي الأمين العام المساعد مسؤول قسم العلاقات الدولية والهجرة بالاتحاد العام التونسي للشغل ليبين أهمية عقد مثل هذه الجامعات النقابية والندوات التكوينية للالتقاء والبحث والتشاور في أمهات المشاكل وسبل معالجتها داعيا النقابات إلى ضرورة العمل الداخلي والتكون الذاتي من أجدل التفاعل والتعامل مع المتغيرات والتطور ولعل أهم رهان تواجهه هو ضرورة الوعي والعمل على الخروج من دائرة الاحتجاج إلى واقع الشراكة.
تأميم الخسائر
الجلسة العملية الأولى ترأسها الأخ عبد الحميد عاشور الذي أطر الجلسة وأحال الكلمة إلى الأستاذ عبد الجليل البدوي خبير العلوم الاقتصادية، ليتحدث عن الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها على البلدان المغاربية ودور الشباب العامل في مناهضة انعكاساتها مشخصا الأزمة وطبيعتها الهيكلية من خلال تعريفه لظاهرة العولمة وتتالي الأزمات وتكرارها، مبرزا أن العولمة سببت تراجعا في عديد المكاسب الاجتماعية بالإضافة إلى كونها نجحت في تأميم الخسائر من خلال الاستفادة من المال العام عبر المكاسب الجبائية والامتيازات التحضيرية من ناحية وخصخصة المرابيح لفائدة القطاع الخاص داعيا الشباب إلى ضرورة الوعي واليقظة بهذا الواقع حتى لا يدفعوا فاتورة مديونية اليوم.
وقد بين المحاضر أن اندماج البلدان المغاربية في السوق العالمية من حيث التجارة أدى إلى الهشاشة والاستثمار والهجرة والاندماج المالي وقد كان لذلك تأثيرات عديدة منها تراجع نمو الاقتصاد ونمو الموارد المالية ونمو الموارد الجبائية ونمو موارد الصناديق الاجتماعية وتحويلات الهجرة، أما على الشباب فقد أدى إلى ارتفاع نسب البطالة واحتداد المنافسة بين الشباب على فرص العمل مما جعله عرضة لليأس والإحباط.
منطق السوق
الأخ المنجي عمامي مدير الدراسات والتوثيق بالاتحاد العام التونسي للشغل قدم مداخلة بعنوان »الحياة النقابية: الإشكاليات وإمكانية تنمية العمل النقابي« حيث بين الوضع الجديد لسوق العمل بسيادة منطق السوق وتحول تنظيم الخدمات كالمناولة والأنشطة في الخارج مبرزا أوجه الاختلاف في تنظيم العمل بين الماضي والحاضر من حرص أقل على المعرفة مثلا إلى تعبئة أكثر لمعارف وكفايات ومن تخصص مفرط إلى مرونة مرتفعة في التشغيل.
ليخلص إلى التأثيرات المباشرة على الانتساب وسوق الشغل وعلى المؤجرين حيث أصبحوا أكثر شراسة وارتباط برأس المال العالمي وعلى ظروف العمل من خلال مزيد الأعباء والفردانية وشخصنة العمل والانعكاسات السلبية على النقابات كاتساع الفوارق بين النقابات الصغيرة والكبيرة وغياب الصغيرة والهياكل الممثلة في سلطات القرار، وهذا دال على غياب الديمقراطية والمزيد من خطر التهميش ومشكل التداول وهذا من طبيعة الهيكلة التي عليها النقابات.
وإثر المداخلتين فتح باب النقاش حول أهمية مثل هذه اللقاءات للتباحث والتشاور للأسباب الحقيقية لمعالجة الأزمة متسائلين عن تقلص فرص العمل وما يمكن أن يسببه من مضاعفة إفقار مفهوم العمل من قيمته الحقيقية، كما بين البعض أن واقع النقابات عندنا مرتبط بمنظومة القطاع العام التي قامت عليها وتأسست بفعلها أن الواقع اليوم يلح على ضرورة الاهتمام والعناية بالقطاع الخاص وبالعمل بكثافة على تعزيز الانتساب وتقوية الانخراط في هذا القطاع و تطوير الأشكال النضالية لتطبيق التشريعات والاعتناء بإرث الحركة النقابية وأهمية تمريره وتبليغه إلى جيل الشباب.
أرقام قياسية
جلسات اليوم الثاني ترأس أشغالها الأخ مسعود ناجي مدير البرامج والمستشار بالاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي، وقد حاضر في الجلسة الأولى الأستاذ سليم البلغوتي حول الشباب وإشكالية البطالة في المغرب العربي استعرض من خلالها نسب البطالة وأنواعها في الأقطار المغاربية، إذ تؤكد إحصاءات 2007-2008 أن نسب البطالة بلغت 15.3 بالجزائر و11.6 بتونس و14.2 بالمغرب أما في موريتانيا وليبيا فقد بلغت معدلات قياسية كانت على التوالي 32.5 و20.74 وتبقى هذه الأرقام غير دقيقة في رأي الأستاذ بسبب صعوبة قياس القطاع غير رسمي.
ثم تطرق لاحقا إلى المشاكل المترتبة عن أزمة البطالة التي ازدادت حدتها جراء السياسات المعتمدة وهي السياسات التي عن الاتفاقيات غير المتكافئة ومنها وأساسا اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي والتي تعمل على تنفيذ املاءات المراكز المالية العالمية وبين الأستاذ المحاضر الطرق والآليات المعتمدة من قبل مختلف الأقطار المغاربية للتصدي للبطالة حيث أكد قصور وعدم نجاعة الآليات المعتمدة نظرا لغياب التخطيط المحكم وتخلف الأنظمة السياسية ثم خلص إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وآجلة لمقاومة هذه الظاهرة وأكد أخيرا على دور النقابات العمالية في التصدي لظاهرة البطالة وضرورة إيجاد إستراتيجية نقابية للنضال ضد البطالة وانعكاساتها.
منطقة عبور
المداخلة الثانية للأستاذ عبد الرزاق بالحاج زكري خبير في شؤون الهجرة وكانت بعنوان:»الملامح الجديدة للهجرة: التحديات والرهانات« بين ضمنها الأسباب الحقيقية للهجرة وتداعيات العولمة وأبرز أهم الفترات التي عرفتها الهجرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتحدث عن خصائص الهجرة المغاربية التي عرفت تغيرات عميقة شملت المستوى التعليمي والاقتصادي ودخول المرأة المغاربية تدريجيا على سوق العمل وتحول في اتجاهات المهاجرين نحو الاستقرار النهائي في بلدان الإقامة، وقد أصبح المغرب العربي يمثل منطقة عبور واستقبال للعمالة الإفريقية من خلال الهجرة غير الشرعية مما يضع البلدان المغاربية أمام تحديات جديدة منها استنزاف الهجرة.
وقد فتح إثر ذلك باب النقاش حيث عقب بعض الأخوة مشيرين إلى أن البطالة تعتبر كارثة على الشباب وحملوا المجتمع المسؤولية فيما آلت إلية أوضاع هذه الشريحة العمرية مبرزين أن من أسباب تخلفنا هو غياب الحكم الرشيد وغياب المؤسسات ودورها في التنمية والتطور كما أبرز البعض أن التأثيرات السلبية للعولمة على شبابنا ناتجة عن تخلي البعض من شبابنا عن هويته مما جعله عرضة للاستقطاب والاغتراب.
الطموح والتحديات
الأخ محمد الطرابلسي ممثل منظمة العمل الدولية قدم مداخلة تتعلق »بالعمل اللائق بين الطموح والتحديات« فحاول في بداية تعريف المفهوم من خلال مؤشرات منظمة العمل الدولية التي تعمل على إدراجه ضمن الاستراتيجيات التنموية على المستوى الوطني والعالمي تأكيدا للترابط بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي في خطط التنمية وبرامجها، فالتنمية طريق للعمل اللائق والعمل اللائق وسيلة للتنمية ثم تحدث عن آليات تحقيقه من خلال إعلان المبادئ لسنة 1998 والملزم لكل الدول يعتبر مدخلا أساسيا لتحقيق العمل اللائق ويتضمن ذلك الالتزام بتطبيق الاتفاقيات الثماني في هذا الخصوص لتحقيق أهداف العمل اللائق وفوائده.
كما بين الأخ محمد الطرابلسي التحديات التي تحول دون تحقيق العمل اللائق ومنها مكافحة الفقر والبطالة والعمالة والهجرة السرية والأزمات والتوترات، ثم تطرق إلى سبل تحقيق العمل اللائق ومجالاته من خلال الاعتماد على البرنامج العالمي للعمالة ومنظومة الحقوق النقابية والحوار الاجتماعي والحكم الرشيد ومقاومة الفساد وتحسين القدرات الإنتاجية لليد العاملة وتطوير التعليم والاستثمار والتشجيع على روح المبادرة وقيد المؤسسات ومواصلة الدولة للاضطلاع بدورها التعديلي.
غياب التنسيق
الأستاذ الصادق بالحاج حسين الخبير لدى منظمة العمل الدولية تطرق في مداخلته حول »استحقاقات العاملين بالقطاع غير المنظم في مجالات التنظيم والحماية والاندماج« الى تعريفات مكتب العمل الدولي مبينا تطور القطاع غير المنظم من قطاع غير المنظم إلى تشغيل غير منظم إلى اقتصاد غير منظم، وقد أصبح هذا النوع من العمل يمثل 90 من اقتصاديات بعض البلدان مع وجود تداخل بين القطاعين المنظم وغير المنظم مثل شركات المناولة، مبينا الصعوبات والمشاكل التي يعانيها هذا القطاع من خلال العجز الكبير على إدارة العمل اللائق وفقدان أبسط شروط الصحة والسلامة المهنية مع ضعف مستوى المهارة والإنتاجية إضافة إلى ساعات عمل طويلة مع صعوبة في الحصول على المعلومة. داعيا إلى مساعدة العمال المهمشين بهذا القطاع من خلال الدفاع عن حقوقهم وتأمين حياتهم علما وأن 25 من عمال هذا القطاع هم من فئة الشباب مشيرا إلى أن الأقطار المغاربية لم تتوصل إلى توحيد رؤيتها بخصوص العمل اللائق ولا وجود لتنسيق في هذا الصدد، وقد أشار إلى أن القطاع غير المنظم قد تسبب في ارتفاع نسب البطالة وبالتالي نسب الفقر خاصة في القطاع الزراعي. وهذا القطاع يتنامى مقابل عدم تطور الإطار التشريعي ومنظومة القوانين وبين الأستاذ مستويات العمل الدولية والإجراءات المقترحة باعتماد استراتيجيا موسعة وإدراج العمل اللائق ضمن خطط مقاومة الفقر وتوسيع الحماية الاجتماعية مع مراجعة السياسة التنموية والتمويلية مع دعم روح المبادرة والتنمية المحلية والمساواة بين الجنسين.
تحولات عميقة
وبعد النقاش والتعقيبات أكد الجميع على أن المشكل هو في عدم احترام الاتفاقيات الدولية وضرورة البحث عن آليات تنفيذ الاتفاقيات وآليات للمراقبة لمنع تفشي ظاهرة تشغيل الأطفال وعلى النقابات العمل من أجل تفعيل العمل والضغط لتنظيم هذا النمط من العمل.
الأخ مصطفى التليلي قدم مداخلة في صباح اليوم الاختتامي من الجامعة المغاربية بين فيها ضرورة تمتين العلاقات بين المنظمات النقابية المغاربية ومنظمات المجتمع المدني المستقلة، مؤكدا على أن طبيعة النضال النقابي اليوم يشهد تحولات عميقة من حيث الآليات والخطط، وما على المنظمات إلا أن يمتلكوا الأساليب الحديثة والمواكبة لعصرهم للاقتراب أكثر من المشاكل الحقيقة التي تحدق بالمجتمعات المغاربية في عالم الشغل.
فتح الحدود
الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي كان له تدخل رصين وعقلاني في اختتام الدورة الرابعة للجامعة النقابية للشباب المغاربي، بين من خلاله ضرورة وضع استراتيجيا استشرافية للعلاقة بين المنظمات النقابية المغاربية، خاصة وأن هذه المنظمات تربطها علاقات تاريخية وعضوية متينة غير أن ما يعوزها الآن هو التنسيق الدوري، مشيرا أن الاتحاد المغاربي يعمل على انجاز وتنظيم ندوة مغاربية على مستوى المكاتب التنفيذية الوطنية لمعالجة الأشكال الجديدة لأنماط العمل كالمرونة والمناولة والافراق وتحديدا في القطاع الخاص الذي وصفه بأنه الابن المدلل للدولة، كما أكد الأخ عبد السلام جراد على أن من أوكد شروط النهوض بواقع البلدان المغاربية اليوم في ظل هذا العالم المعولم وفي ظل التكتلات الإقليمية، هو فتح الحدود تماما بين الشعوب ومنحهم حرية التنقل والتقارب أكثر.
وقد قدمت الأستاذة فتيحة السعيدي محاضرتها بعنوان »المعوقات المؤسساتية والتنظيمية والثقافية التي تحول دون النهوض بالمساواة بين الجنسين وشروط التجاوز« حللت ضمنها تشظي المرأة بين النظرة السلفية والنظرة الليبرالية اللتان يحقران المرأة ويتعاملان معها كموضوع وكجسد فقط، وكانت هذه النظرة الدونية حافزا لنشوء مجموعات الضغط النسوية في العالم ومنه المغرب الكبير، مشيرة إلى أن التنمية الاقتصادية والثقافية والسياسية لن تكون متوازنة إلا متى آمنا حقيقة بالمرأة كذات فاعلة في المجتمع.
وبعد تلاوة التقرير التأليفي من قبل الأستاذ نور الدين الشمنقي وتلاوة التوصيات المقترحة من قبل المشاركات والمشاركين أعلن الأخ عبد المجيد الصحراوي رسميا عن اختتام فعاليات الدورة الرابعة للجامعة النقابية للشباب العامل المغاربي.
توصيات
أفضت فعاليات الجامعة النقابية الرابعة للشباب العامل المغاربي إلى جملة من التوصيات ونظرا لأهميتها نوردها كاملة:
مزيد العمل على تفعيل المؤسسات والضغط على الحكومات لتعجيل وتيرة الوحدة ومسار الاندماج لأن كلفة اللامغرب باهظة.
العمل على إرساء قواعد الحكم الرشيد ومؤسسات الشفافية لمقاومة الفساد المالي والإداري.
إنجاز ندوات علمية وعملية للمتابعة والتقييم.
العمل على التفكير بحداثة وعمق للنظر في إعادة هيكلة الحركة النقابية: تصورا وتخطيطا وأداء.
مزيد توثيق أثر الحركة النقابية المغاربية وحماية الذاكرة النقابية وتمريرها للشباب.
رسم خطة مغاربية للتضامن والتصدي لتداعيات العولمة وتأثيرات الأزمة الاقتصادية الأخيرة.
دراسة المعوقات المعطلة للانتساب النقابي وتنمية الحس النقابي.
ضبط خطط نضالية لمساعدة القطاع غير المنظم والدفاع عن حقوقهم وتأمين حياتهم.
العمل على إرساء عقد اجتماعي جديد.
العمل على إدراج العمل اللائق ضمن استراتيجيات مقاومة الفقر.
العمل على تعزيز الانتساب وتوسيع قاعدة المشاركة والتمثيلية.
دعم البرامج التربوية والتكوين.
العمل على تنظيم حوار وطني يضم كل الأطراف للحوار حول البطالة والعمل غير المنظم.
العمل على تنمية الوعي وتطوير الثقافة العمالية في القطاع غير المنظم.
العمل على تسهيل الاتصال بين القطاع غير المنظم والقطاع المنظم.
التأكيد على إبراز دور الحركة النقابية في البناء المغاربي.
ضرورة مزيد تشبيك العلاقة بين المنظمات النقابية ومؤسسات المجتمع المدني والقوى الديمقراطية.
العمل على تحسين القدرات والكفاءات المهنية والإنتاجية لليد العاملة وتطوير التعليم.
العمل والضغط من أجل استعادة الدولة لدورها التعديلي الذي أثبت نجاعته بعد فشل السياسية النيوليبيرالية أمام الأزمة المالية.
العمل على بعث مرصد نقابي مغاربي للشباب وتكثيف اللقاءات لتطوير العلاقات وتمتينها.
العمل على رسم خطط لمعالجة الهجرة والحد من مساوئها.
العمل على وضع برامج للمتابعة والإحاطة والتأطير لعمالنا المهاجرين في الضفة الشمالية للمتوسط.
العمل على صياغة ميثاق اجتماعي للهجرة بين ضفتي المتوسط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.