لو رآها جميل لهجر بثناه وتركها في ذاك »الوادي البغيض« ... ولو رآها قيس لترك لبناه شريدة وهرب الى حضنها ... ولو رآها المجنون ابن الملوّح لهانت عليها ليلى والديار .. ومثله لفعل ابن زيدون مع ولادة عند مرآها ... وحتى »يول« لو عانق دوز لخرّ راكعا »مسبّحا«لك الله يا »فرجيتي « (هذين الأخيرين بطلا قصة لمصطفى لطفي المنفلوطي) ومثله قد يكون فعل نزار الذي لو وطئت قدماه دوز لاعتبر بلقيس خرافة ولسلم أن »من يتبع الخرافات يتعب« ... ومثلهم جميعا لفعل وسيفعل العشاق على مرّ الأزمنة لو عانقت أبصارهم دوز المتجملة هذه الأيام والمتألقة على مدى... المدى... هناك ذهبنا قبل زفّة عروس الصحراء بأيام قلائل ... ذهبنا لنراها كما عهدناها بل أجمل .. كما ألفناها بل أبهى .. هي دوز في عيدها بل عرسها الذي تسافر له المركبات من فيافي الربع الخالي الى أعالي الآلب (ALPES) ... هناك في دوز يهرب لك الأفق الى ما وراءه .. وإذا الجمال تذروه الرياح فتستحيل حبات الرمل المتجمعة الى لوحة بل لوحات في شكل كثبان بل كثيان في شكل لوحات تسلب الألباب ... تعزز الإيمان لكل شكاك مريب.. تلك هي دوز كأجمل نساء الدنيا متلألئة خلابة بضفائر تطاول الأفنان وطلعة هي البهاء بلا نظير... تلك »دوز« التي أنّثناها لأنها المدينة والمدينة أنثى لفظا ولكن واقع الحال يمكن أن يخبرك بأنها عنترة العبسي الذي لا يهاب موتا ولا يخشى الردى شاهرا سيفه في وجه الرمال الجميلة حين تتكثب والمؤدية حين تزحف على الأخضر (وما أكثره اليوم في دوز ) فترديه خلاء صفصفا بلقعا إلا من ريح السموم وفحيح الأفاعي... هيام ... وبعد رغم انني لا أملك في هذه الديار لا ليلى ولا بلقيس فإنني كدت بل قل وقعت في اسقاطات وهيام لا يغفره قارئ ولا رقيب ... وهي ذاتيات لم تغنْ عن فتح المساحة للحديث عن عرس »المرازيق ونفزاوة« والصحراء ودوز المهرجان في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في منطقة يشهد كل ذي فكر نزيه أن تربتها استحالت بفعل اختيارات صائبة الى تبر تطاله بعض الشوائب ليس أسهل من تجاوزها لوضغط على دواسة الاصلاح أكثر وأكثر ... وذلك بمزيد تفتح سائر الجهات الثقافية والسياسية على حد سواء على إضافات أهالي نفزاوة وطاقاتهم الخلاقة ... ماذا لو يتسع صدر أهل الذكر من ساسة ومسؤولين وطنيا وجهويا وهياكل ثقافية لاحتواء تلك الاصوات التي سمعناها فتُدرس اقتراحاتهم وتسمع أصواتهم وتشغل طاقاتهم فتعزز ملكاتهم رصيد المهرجان الشقيق التوأم للجم وسمفونياتها وطبرقة و»سكسفونها« وسبيطلة وعبقها ... وهذا الأمر مدعاة تعب وجسيم المسؤولية لهيئة المهرجان السابقة والحالية واللاحقة . في ظل تخلف بعض الجهات التي يعنيها المهرجان مباشرة عن الدعم المستحق والأكيد والضروري بل الذي يتنزل في عداد الواجب الذي لا يحتمل الاخلال ... هذه الصور غير الجميلة متداولة في »صالونات « دوز مما حملنا على ضبط لقاء مع السيد الطاهر عون وبحضور الصديق بنوداعة بن مبارك الرجل الفاعل في هيئة المهرجان والأخ حسين الفاهم من النقابة الجهوية للتعليم الاساسي كان الحديث التالي: مانعلمه أن »مهرجان دوز« هو الابن المدلل لوزارة الثقافة فهل هو كذلك فعلا؟ فعلا هذا نسمعه وما يتصوره البعض أنه الدلال المطلق والحقيقة هي غير ذلك نسبيا ... والمطلوب دعم هذا المدلل خاصة وهو يعد أكبر تظاهرة شتوية على المستوى الوطني بما فيها من خصوصيات ومردودية اقتصادية على غرار تسويقه للمشهد السياحي .. وتعبئة للقطاع الفلاحي ... ان المتوفر الآن على أهميته لا يفي بالحاجة .. فديون الدورات السابقة تؤرقني شخصيا وتثقل كاهل »المهرجان« عموما .. فعلى المستوى الشخصي لا تنسى ولا يجب أن ينسى أحد أني في هذه المدينة وهو ما لا يسمح لي بأن يصبح التعامل معي كإدارة مهرجان باحتراز... فديون الدورات السابقة تجاه أهل المدينة من أصحاب المرافق ذات الصلة بالمهرجان (الفنادق والمطاعم مثلا) وكذلك بعض العناصر الفاعلة كأصحاب الإبل والخيل وكلاب الصيد ... في تأثيث برنامج المهرجان ... جميعها تتطلب تدخلا إضافيا عاجلا ... أولا لتبرير ذمة هيئات المهرجان والناس الناشطين صلبه على امتداد الدورات السابقة . وثانيا باعتبارها صمام أمان لتحقيق نجاحات أفضل في المستقبل وتوظيف الرصيد المادي المحترم لخدمة الابداع والثقافة التي يتعين أن يتذكر الجميع أنها شكل جدي من أشكال التنمية كما أرادها ويريدها السيد الرئيس زين العابدين بن علي . هذا النمط التنموي متجسم في القطاعات الفاعلة في المهرجان من خارج الحقل الثقافي فهل هناك فرق ما .. من الوزارتين القريبتين منن المهرجان وأعني الفلاحة والسياحة ؟ قلناها مرارا وطلبنا تكرارا بأن تدلي وزارتا الفلاحة والسياحة بدلوهما خاصة وأن التظاهرة تعمل في جزء كبير من برمجتها على اثراء هذين الجانبين مثل الإبل والصيد والخيل وقطعان الماشية والتمور والنخيل بالنسبة للفلاحة مع ذلك لا تتدخل مطلقا في الموضوع رغم إلحاحنا ومناشداتنا المتكررة . وهو الأمر ذاته بالنسبة لديوان الصناعات التقليدية الذي يقتصر دوره على المعرض دون أي خدمة أو مردود مادي لا للمهرجان ولا للبلدية . وماذا عن السياحة ؟ رغم أن المهرجان يعتبر شريان السياحة فإن مساهمة القطاع السياحي مازالت دون المأمول رغم أن دوز (بلدية وأهالي) لم تبخل بالتضحية من أجل إنماء هذا القطاع وإقامة هذه المؤسسات الفندقية بأدنى التكاليف وأقصى التسهيلات ولكنها لم تراع ذلك ولم تدعم المهرجان بالشكل المطلوب وعلى سبيل المثال ايواء ضيوف المهرجان يكون بتكلفة باهضة وكان من المنطقي بل من المفروض أخلاقيا أن يكون على الأقل بحجم التعامل مع وكالات الاسفار وهذا ما لم يحدث في مؤسساتنا الفندقية مع بعض الاستثناءات طبعا... أراك »متقلقا« فهلاّ »نور تنا« برقم عن ميزانية المهرجان ؟ قلقي هو بواعز وطني صرف لأن نجاح المهرجان ببعديه التنموي والثقافي هو التنفيذ الفعلي لإرادة السيد الرئيس الذي كما أسلفت أحرص الناس على أن تكون صورة الوطن وضّاءة ومشرقة بين الأمم.. ومهرجان الصحراء بدوز ما هو إلا منارة من منارات هذه الإشراقة خاصة عند الحديث عن »دولية« هذا المهرجان ... وهذا يجرني الى الرقم الذي طلبته والذي لا أعتبره سرّا . بل بالعكس مرهق للجميع في اطار الشفافية والصدق الذي آلينا على أنفسنا أمام الله والناس أن يكون شعارنا مهما كان موقعنا ... انه 125 مليون ... »إرتحتش توّا !!« إنها ملايين داخلة يا عمّ فمن أي ابواب تخرج ؟ أدعوك لتلقي نظرة على برنامج هذه الدورة والمشاركات فيه ثم أدخل واخرج وأحكم كما تشاء... فهناك فرقة مالوي للفنون الشعبية من معد ، وثلاثة فرق فنون شعبية من الجزائر ومثلها من ليبيا وأخرى من فرنسا، شعراء من الكويت ، ليبيا، الإمارات، الأردن ... 26 شاعرا تونسيا من خارج الولاية ، 13 فرقة فنون شعبية من الولاية هذا الى جانب ضيوف ندوة كرسي بن علي لحوار الحضارات ووفود من السعودية والكويت والأمارات وليبيا وإيطاليا وتونس إضافة الى هيئة مهرجان » لمطة« من ولاية المنستير ... ولك ان »تحسبها« دون إغفال جانب الإقامة والتنقل و»الكاشي« والجوائز ... وبعدها أجبني ...