يشهد قطاع صناعة »الآجر« هذه الأيام بعض التململ في جهة المنستير نتيجة بعض الهنات التي أدّت الى صدور لائحتي اضراب بكل من معمل آجر زرمدين وصناعة الآجر بمنزل الحياة، وقد تحركت الجهات المعنية لتطويق الإشكال حتى لا يتطور الى أزمة القطاع في غنى عنها وذلك لمصلحة جميع الأطراف وأهمها الطرف العمّالي الذي يعتبر بيت القصيد ومطلعه و»قفلته«!! بكل ثقل... أمام تعثر الأمور في بداياتها مما أدى الى صدور لائحة إضراب في مؤسسة »مهني لصناعة الآجر بزرمدين« إثر اجتماع حضره الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير والاتحاد المحلي بزرمدين والفرع الجامعي للبناء .. وأمام هذه الوضعية تكثفت الاتصالات بين الاتحاد الجهوي ومدير عام المؤسسة الى غاية الاسبوع الماضي تاريخ جلسة هامة بمقر المؤسسة وقع النظر خلالها في النقاط التي تضمنتها اللائحة ومنها ترسيم العمال والتغطية الاجتماعية والتصنيف المهني والتسبقة على المرتّب المفعول بها عادة. هذه الجلسة حضرها الأخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير ومدير عام المؤسسة ، بدا خلالها استعداد هذا الأخير للنظر في كل ما تضمنته اللائحة.. وقد بدأ فعلا في انجاز المطلوب حسب ما صرح به لنا الأخ سعيد يوسف على غرار مسألة التصنيف حيث أعطى التعليمات وبحضور الطرف النقابي لتنفيذ المطلوب .. كما أقر الجانب الاداري ضرورة عدم التأخر في سداد الأجور وفي صورة حدوث ذلك عرضا فإنه يقع الإعلام المسبق للنقابة .. أما فيما يخص الترسيم فقد طالب مدير المؤسسة وفور انتهاء الجلسة بتناول الملفات »واحدا واحدا« على حد وعده مع مراعاة جانبي الأولوية والكفاءة المهنية.. الأخ سعيد أفادنا أن الأجواء التي سادت اللقاء كانت إيجابية جدّا خاصة لما أبداه السيد علي مهني من استعداد لتفادي كل ما من شأنه أن يهزّ المناخ الاجتماعي للمؤسسة وذلك بإيفاء الطرف العمّالي حقه تماما كما يطالب . طريق »الموازنة« غير بعيد عن زرمدين وتحديدا في منطقة منزل الحياة يعيش عمال مصنع آجر (IBZ) وضعا غير مريح بعد أن وصلت المساعي مع الادارة الى طريق شبه مسدود خلال التفاوض حول جملة من المطالب الشرعية يتصدرها مطلب منحة الموازنة التي حرم منها العمال في ظل الادارة الجديدة بعد تمتع بها على امتداد أكثر من عشرين سنة ... الى جانب مطالب أخرى على غرار تصنيف العمّال حسب اختصاصهم وترسيم العرضيين منهم، وتأمين الحذاء الواقي من حوادث الشغل وهي مطالب كانت موضوع لائحة الإضراب ليوم 18 و19 ديسمبر الجاري في صورة عدم تلبية هذه المطالب ... وبعد جلسات »ماراطونية« بين جميع الأطراف المتدخلة تم التوصل الى اتفاق أرضى جميع الأطراف وينص في أولى نقاطه على تمكين العملة من منحة تشجيعية لسنتي 2008 و2009 على أن تسند منحة الموازنة بعنوانها هذا سنة 2010 مع العلم وأن الاتفاقية المشتركة للبناء والأخشاب تنص على هذه المنحة مما يجعلها حقّا مكتسبا ... وهو ما يفسر إنضباط المؤجر السابق على امتداد سنين طويلة ... تجاوزت العقدين .. أما بقية المطالب فتتجه النيّة الى حلّها داخل أسوار المؤسسة بين الإدارة والنقابة .. وفي حال التعثر لاسمح الله فإن جلسة سوف تعقد للنظر فيما يبدو من تطورات خلال مارس المقبل ... ومن المتوقع حسب مصدر نقابي أن تسير الأمور في اتجاه ايجابي لا أضواء حمْرٍ فيه، بل إتجاه خيّر لفائدة شغيلة مشهود لها بالكفاءة والصبر ... والنضال.