بعد التحيّة والإحترام اللاّئقين بمقامكم، فإنّي المواطن التونسي وحيد بن أحمد بن محمّد براهمي أصيل عمادة الفريق من ولاية سيدي بوزيد، وصاحب بطاقة التعريف الوطنية رقم 06059987، أكبر جهودكم الجبّارة في المساهمة العمليّة فيما حقّقته تونس من إزدهار وتطوّر وتقدّم حتّى أصبحت عنوانا دوليّا بارزا للحريّة والنّماء والرقيّ قولا وفعلا. كما أثمن عاليا مساعيكم الحميدة في تحقيق المساواة والشراكة الكاملة والفاعلة بين الرجل والمرأة إلى حدّ يمكن التأكيد على أنّ التجربة التونسية تقف في الطليعة بالمقارنة مع غيرها من التجارب في العالم الثالث، لهذا فإنّ المرأة التونسيّة تدين بمكاسبها ومكانتها الرّفيعة لجلالتكم. إلى ذلك اكتشفتم أنّ الثروة الحقيقية لتونس هي الأمن والإستقرار والنظام والمعرفة والطموح وسيادة القانون وخاصّة مجتمع متضامن ومتراحم بما حوّل تونس من دولة كافلة إلى دولة التكافل. والآليات في هذا الإطار لا تُحصى ولا تعد. ولكن سأخصّ بالذكر جمعيّة بسمة التي ترأسونها والمهتمّة برعاية المعوقين وتأهيلهم وإدماجهم في المجتمع كمواطنين صالحين. ومن هذا المنطلق، فإنّي أتقدّم لكم بهذه الصّرخة قصد تمكين والدتي »زهرة بنت الطيّب براهمي« صاحبة بطاقة تعريف وطنية رقم 425595 من منحة المعوقين ومن كرسي متحرّك. لأنّها مقعدة تماما نتيجة مرض عضال أصابها في الظّهر. كما أنّها تعاني من إعاقة سمعيّة، وصعوبة بالغة في النّطق حتّى أنّها تقضي يومها في التوسّل إلى اللّه حتى يريحها من هذا العذاب، والزحف إلى المرحاض. وقد استفحلت بها عدّة أمراض (الدم الأعصاب صعوبة في التنفس الفشلة الجلطة...) نظرا لحالة البؤس والفقر التي نعانيها وعجزنا الكامل على توفير أبسط أنواع الأدوية والأكل التي تحتاجها... سيّدتي الفاضلة، إنّ والدتي تذبل يوميّا وتموت ببطء شديد، ولم نقدر على وقف ذلك مادام قاموس سلطنا المحلية والجهويّة لا يُحرّك ساكنا رغم عشرات المراسلات والمقابلات... الى ذلك، فإنّ مخاطبكم أعاني من إعاقة بصريّة حادّة. لم تسمح لي ظروفنا الاجتماعية القاهرة بزيارة طبيب مختص أو اقتناء نظارات طبيّة... صاحبة الفخامة، إنّي لا أبالغ ولا أهوّل ولا أتجنّى على أحد. وبإمكانكم التحقّق من صحّة خطابي من خلال القيام ببحث اجتماعي سيكشف لكم حجم مأساتنا... لذا فإنّ أملنا كبير في لفتة إنسانية من لدنكم تنتشل والدتي من هذا المصير وتعيد لها البسمة والرّغبة في الحياة، كما آمل أن تمكنوني من نظارات طبية أصبحت ضرورة ملحّة بالنسبة لي... سيّدتي هذا كلّ همّنا وطموحنا، وليس بعزيز عليكم أن تحققوا لنا هذا المطلب البسيط. وفي انتظار ذلك تقبّلوا سيّدتي فائق التقدير والإحترام، ووفقكم اللّه لما فيه خير البلاد والعباد.