يواصل حوالي 400 عامل، أغلبهم نساء، تنفيذ اعتصامهم بمؤسسة »ميا« للملابس الجاهزة بمنطقة عين زغوان من ولاية تونس منذ يوم 22 ديسمبر من السنة الفارطة، وذلك على إثر قيام المؤجّر التركي الجنسية بغلق المصنع بشكل غير قانوني مخلّفا وراءه ديونا متخلّدة بالذمّة تقدّر حسب مصادرنا ب 4 مليارات فضلا عن عدم خلاص أجور العملة لشهر ديسمبر ومنحة آخر السنة وعدم التصريح بأجورهم لدى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي لمدّة وصلت إلى 12 سنة! صمود عاملات وعمّال الشركة، اضطروا إلى الإعتصام بساحة المصنع بآعتبار غلق أبوابه، مواجهين البرد القارس وانعدام الكهرباء وقلّة المؤونة. فمنذ يوم 22 ديسمبر كانوا يشعلون الحطب اليابس ويستعملون الأغطية الصغيرة للتدفئة، ومازاد الطين بلّة مشاركة عديد العاملات الحوامل في الإعتصام وآخرين مصابين بأمراض مزمنة وأولياء كانوا يعملون بالمصنع، يصطحبون أبناءهم الذين فقد الكثير منهم أماكنهم في الدراسة بسبب عدم توفّر المصاريف المطلوبة. «الشعب» زارت مقرّ الإعتصام ولم تلحظ الاّ إصرارا وصلابة غير عاديين من معتصمين أغلبهم نساء، واللاتي يردّدن: »نحن، لم يبق لنا ما نخسر، فرغم الجوع والبرد والأمراض المزمنة وبكاء الأطفال ونقص الحليب للرضّع، مازلنا مواصلين وثقتنا في الإتحاد العام التونسي للشغل كبيرة«. ولقد لاحظنا، الوضع المزري الذي تُنفّذ فيه هذه الحركة الإحتجاجية، لكن فاجأتنا قوّة إرادة المعتصمات اللاتي كنّ يردّدن شعارات الإتحاد والنضال رغم جوعهنّ وتعبهن الواضح وبكاء أبنائهنّ، داعيات إلى إنهاء معاناتهنّ وعودتهنّ إلى الشغل من أجل ضمان حياة كريمة. زهرة، نادية، سفيان، عواطف، صالحة، إلهام، غالية.. كل العاملات والعمّال أكدوا التفافهم حول الإتحاد العام التونسي للشغل وهياكله المعنية التي قدّمت لهم المعونة المعنوية والمادية اللازمة ليحقّق هذا الإعتصام أهدافه. ولقد أكّد لنا الأخ الحبيب الخزامي الكاتب العام للجامعة للنسيج والملابس والجلود والأحذية، أنّ هياكل الإتحاد متمسّكة بحقوق عمّال وعاملات »ميا« متسائلا كيف تمكّن المؤجّر التركي من الحصول على قروض من البنوك رغم أنّ قانون (72) يمنع ذلك باعتبار أنّ هذا العرف لا يملك رصيدا. وبيّن الأخ الكاتب العام أنّ هناك اتصالات بالتفقدية العامة على أساس تعيين متصرّف قضائي وتقديم قضايا شغلية في المستحقات والتوجّه نحو الإحالة. الوضع بمؤسسة »ميا« لافت للإنتباه، وعاملاتها وعمّالها ينتظرون الحلّ ومجازاتهم بشغل قار وحياة كريمة، مصرّين في الوقت ذاته على إكمال مشوارهم النضالي بدعم من الإتحاد.