يجمعون القطع القديمة من خشب النخيل أو من النباتات أو مما تتوفر من المواد الطبيعية ويقطعونها ليستخرجوا منها أشكالا عديدة لها إستعمالات ووظائف تتجاوز المألوف وبين البحث و مشاق الاستخراج يظل الحرفي حائرا أي سعر سوف يرضي انتظارات الحريف ومجهوداته هو المبذولة طيلة عملية الابتكار. الاعلان التقت بعض الحرفيين الذين شاركوا في معرض الصناعات التقليدية تحت اشراف المندوبية الجهوية للصناعات التقليدية بقبلي والذي انتظم بمناسبة المهرجان الدولي للواحات بدوز. المعرض هو عبارة عن متحف للتراث الوطني بما تضمنة من تشكيلة من المنتوجات التقليدية التي عكست خصوصية كل جهة. اذ شارك حرفيون من مختلف ولايات الجمهورية التونسية والذين جاؤوا من أجل فرصة اعتبروها «ثمينة» لبيع ابتكاراتهم المتميزة وهي بالفعل ابتكارات متميزة لانها استخرجت من أبسط المواد التي هي بين يديه لتكون ذات جمالية تصنع الاستثناء. وبعد الامال الكبيرة والتطلعات التي طمح اليها الحرفي ومنها تحقيق الربح الوفير خلال مهرجان يزوره الالاف من مختلف أنحاء العالم. فيأتي كل حرفي ب«ذهب» الصنعة وتراث الولاية التي ينتمي اليها ليرجع حاملا تساؤلات عن سبيل توعية المواطن بالكلفة والصعوبات التي يتكبدها ليقدم منتوجه على الشاكلة التي يراها الحريف. وهو ما أكدته لنا لمياء المتخصصة في النقش على الخزف والبلور والتي تشارك سنويا في المعرض ولكنها تصطدم ببعض الصعوبات والتي تبدأ من الحريف الذي لا يقدر الكلفة الحقيقية للمنتوج الى مشاكل الاقامة ومصاريف التنقل ومع هذا تبقى نظرتها جد تفاؤلية وتعتبر مجمل الصعوبات «تحديات ملائمة مع الصحراء « فالمعرض يفتح افاق التعرف على حرفيين من مختلف أنحاء الجمهورية .بالاضافة الى أنه يمثل فرصة هامة لترويج المنتوج من خلال كسب حرفاء جدد ومن ولايات أخرى . ولا تنتظر لمياء سوى أن تتمكن من استرجاع مصاريف التنقل بعد انتهاء المعرض. ويتفق معها في ذلك الحرفي جلال بريك. ويذهب حرفي اخر والذي يصنع من قطع النباتات بعد تنظيفها وصقلها الطاولة والمزهرية و»المظلة» وعدة ابتكارات أخرى الى أن كثرة الوافدين على المعرض لا تعكس قيمة المبيعات لان الاغلبية يزورونه من أجل التمتع بجمالية المنتوج وليس من أجل الشراء هؤلاء هم نماذج من الذين طوعوا بعض المواد من أجل تقديم أشياء جديدة للسوق المحلية والعالمية هم فقط يتمنون لو يقدر الحريف كل هذه المتاعب