يسير المجتمع التونسي في طريق الهرم السكاني المقلوب أي في إتجاه التشيّخ والتهرم وتزايد عدد المسنين ما فوق 60 سنة والذين يمثلون حاليا حوالي مليون مسنّ ومسنّة، وتنبئ الإسقاطات الإحصائية بأن تطور نسبة هذه الشريحة بالبلاد التونسية سيتواصل في السنوات القادمة لتبلغ ٪11 من مجموع السكان سنة 2014 و٪15 سنة 2024. ويفسّر المختصون في الديمغرافيا هذا التطور والإرتفاع في نسبة شريحة المسنين في البلاد التونسية بتغير الهيكلة العمرية للسكان وتوجّه المجتمع نحو التهرّم بسبب التضخّم في عدد الشيوخ والتقلص في عدد الأطفال نتيجة الى ارتفاع أمل الحياة عند الولادة (74 عاما) وتراجع نسبة الخصوبة، وتجدر الإشارة الى أن أعلى نسبة في شريحة المسنين تتمركز في إقليم الشمال الغربي اذ تضمّ الكاف أعلىنسبة من العجائز (حوالي ٪12) وباجة أعلى نسبة من الشيوخ (أكثر من ٪12).. في حين تضمّ أريانة أقل نسبة من المسنين توزعت بين ٪7 من النساء و٪7 من الرجال. خطة وطنية للإعداد للتقاعد والشيخوخة النشيطة واستعدادا لهذا التغير الديمغرافي علمت �الإعلان� أن وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين تعدّ خطة وطنية للإعداد للتقاعد والشيخوخة النشيطة تهدف الى تمكين المقبلين على التقاعد من إكتساب بعض المعلومات حول مرحلة التقاعد والشيخوخة بهدف الإستعداد لها على المستوى الشخصي والصحي والنفسي والإجتماعي والتقبّل الإيجابي لها، كما تهدف هذه الخطة أيضا الى التعريف بالأنشطة والحياة الثقافية والجمعياتية التي يمكن الإنخراط ضمنها قصد ضمان شيخوخة نشيطة وتفادي بعض المشاكل الصحية والنفسية التي قد يتعرض لها المسنّ في هذه المرحلة من العمر بالإضافة الى التحسيس بأهمية الإمكانات والقدرات الذاتية بهدف إعادة توظيفها في فترة ما بعد التقاعد ومواصلة العطاء والنشاط. خطة اتصالية وتكوين أعوان في الإحاطة الحياتية وفي نفس الإطار شرعت وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين منذ بداية السنة الماضية في تنفيذ خطة إتصالية تدعّم مكانة المسنّ داخل الأسرة والمجتمع، وللرفع من مستوى الخدمات المقدمة لهذه الشريحة وتحسين نوعيتها فقد عملت الوزارة بالتنسيق مع وزارتي الصحة العمومية والتربية والتكوين على الإنطلاق منذ بداية السنة الماضية كذلك على الإنطلاق في تكوين أعوان في الإحاطة الحياتية للمسنين لرعايتهم بمدارس الصحة العمومية، وفي ما يتعلق بالإيداع العائلي للمسنين من طرف العائلات البديلة التي تؤمن لهم جميع إحتياجاتهم فقد تمّ الترفيع تدريجيا في عدد المسنين المتكفّل بهم من سنة الى أخرى. الرعاية المؤسساتية في المخطط الحادي عشر للتنمية ومن جهة أخرى سوف تمكّن الرعاية المؤسساتية خلال المخطط الحادي عشر للتنمية من دعم جهود وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين على مستوى الخدمات وظروف الإقامة وتلبية طلبات الإيواء وذلك بمواصلة تهيئة وصيانة البناءات والتجهيزات وإعادة وحدات العيش بمركزي صفاقس ومنزل بورقيبة، كما سيتم بناء وحدات إضافية للترفيع في طاقة الإستيعاب من 720 الى 870 سريرا والإرتقاء بجودة الخدمات بتأهيل ورسكلة الأعوان العاملين بهذه المراكز وانتداب أعوان متكونين في الإحاطة الحياتية بالمسنين الى جانب تدعيم المراكز بأعوان مختصين في مجال التغذية والعلاج الطبيعي ومنشطين وأخصائيين نفسانيين. كراس شروط للتشجيع على بعث نواد للمسنين كما تعمل الوزارة على وضع أول كراس شروط لتشجيع الخواص وأصحاب الشهائد العليا على بعث نواد نهارية خاصة بكبار السنّ وإعداد أدلة غذائية تحتوي على النظام الغذائي المناسب للمسنّ قصد توظيفها في هذه الفضاءات والإستئناس بها مع أدلّة للتنشيط الرياضي من باب إثراء محتوى الأنشطة المقدمة الى هذه الشريحة، وقد جاءت فكرة تنظيم هذا القطاع بكراس شروط جديد نتيجة تنامي عدد المسنين ببلادنا وما تتطلبه هذه الفئات من خدمات واحتياجات تحميهم من أخطار العزلة والإستبعاد من ناحية وتعاضد مجهود الأسر في تأمين الخدمات والرعاية اليومية لمسنيها أثناء فترات تغيّبها للعمل أو الدراسة.. من ناحية أخرى وفضلا عن ارتفاع عدد هذه النوادي النهارية الى 19 ناديا تسيّرها جمعيات جهوية لرعاية المسنين وجمعيات المتقاعدين الى جانب انفتاح هذا القطاع على الإستثمار الخاص بما يشجّع على بعث مثل هذه الفضاءات من طرف الباعثين الشبّان من أصحاب الشهائد العليا، وستمثل هذه النوادي الفضاءات المناسبة للتلاقي والتواصل الإجتماعي تستقبل نهارا الأشخاص البالغين من العمر 60 سنة فما فوق والأشخاص المحتاجين لخدمات صحية ورعاية مثل المرافقة الى عيادة طبية والمساعدة على قضاء بعض الشؤون الإدارية وتوفير خدمات شبه طبية مثل المساعدة على تناول الأدوية وقيس ضغط الدم وإجراء بعض التحاليل السهلة كقيس السكر في الدم وتغيير الضمائد.. كما ستقدّم هذه الفضاءات أنشطة ترفيهية وتثقيفية وبدنية وفكرية ترمي أساسا الى الوقاية من فقدان الإستقلالية البدنية والذهنية لكبار السنّ من خلال توفير ألعاب فكرية وتنظيم ورشات لتنشيط الذهن والذاكرة بالإضافة الى أنشطة رياضية وبدنية تتلاءم مع قدراتهم وتنظيم الرحلات والخرجات الإستطلاعية، وينتظر أن يكون كراس الشروط الجديد جاهزا خلال السنة الحالية ويحدّد كل التفاصيل والجزئيات المتعلقة بهذا القطاع الواعد