تونس 1 افريل 2010 (وات)- تتصدر الملفات الاجتماعية اهتمامات الرئيس زين العابدين بن على من منطلق الحرص على دعم مقومات المجتمع المتوازن والمتماسك الذي لا تبقى فيه فئة من المواطنين مهمشة او محرومة. وضمن هذه المقاربة ذات الابعاد الانسانية النبيلة اكتسبت العناية بكبار السن ابعادها التنموية والحضارية، اذ تقدمت تونس اشواطا هامة فى وضع البرامج والاليات التى تعزز مكانة المسن فى الاسرة والمجتمع لتجعل منه طرفا نشيطا في التنمية تستفيد المجموعة الوطنية من رصيد خبراته. وقد تدعمت المكاسب المحققة لفائدة هذه الفئة من خلال الاجراءات الجديدة التى اقرها المجلس الوزاري المخصص يوم الاربعاء لموضوع رعاية المسنين وسبل دعم البرامج المعدة للغرض وذلك في اطار التوجه الذي اقره رئيس الدولة والهادف الى تكثيف الإحاطة بالمسنين لاسيما فى اطار المحيط العائلي. وتتمثل الاجراءات بالخصوص فى الترفيع فى عدد الفرق المتنقلة للرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين من 33 الى 55 فريقا وتفعيل تدخل النسيج الجمعياتي في مجال رعاية المسنين وتكثيف النوادي النهارية لكبار السن الى جانب الترفيع فى منحة الايداع لدى العائلات البديلة بخمسين بالمائة وتحفيز المجموعات الاقتصادية واصحاب الاعمال لانجاز موءسسات ايواء المسنين فاقدي السند. كما اقر المجلس وضع خطة للتشجيع على الاستثمار في الاقامات التى تتوفر بها الخدمات الصحية الملائمة للمسنين فاقدي السند ودعم التكوين في مجال طب الشيخوخة وبعث وحدات جديدة لصحة المسنين بالمستشفيات العمومية. وتاتي هذه الاجراءات فى سياق خطة متكاملة الاهداف تضمنها برنامج رئيس الدولة للفترة 2009-2014 لمزيد النهوض باوضاع المسنين والاستفادة من خبراتهم بالتشجيع على احداث جمعيات تطوعية للمسنين والمتقاعدين وحفز المتقاعدين على العمل فى الحقل الاجتماعي الى جانب اصلاح منظومة التقاعد ووضع خطة للوقاية من التعكرات الصحية لدى المسن والتكفل الصحي به وتعزيز اندماجه فى محيطه الاجتماعي. وتجدر الاشارة الى ان الفرق المتنقلة التي تشرف عليها جمعيات رعاية المسنين والخدمات الاجتماعية والصحية لكبار السن فى بيوتهم تنشط فى جميع جهات البلاد وخاصة بالمناطق التي تسجل نسبا مرتفعة من المسنين. وتوءمن خدمات هذه الفرق اطارات طبية وشبه طبية واعوان اجتماعيون واعوان احاطة حياتية لفائدة 5651 مسنا 56 بالمائة منهم نساء. وخصصت وزارة شوءون المراة والاسرة والطفولة والمسنين لهذه الفرق سنة 2009 اعتمادات بقيمة 465 الف دينار. وفى نطاق التشجيع على احداث نواد نهارية خاصة لكبار السن ولمزيد ضبط الاطار الترتيبى لها وتحديد مهامها ومشمولاتها وطرق استغلالها تم اعداد مشروع كراس شروط لاحداث هذه الفضاءات المتخصصة. ويبلغ عدد النوادي النهارية حاليا 37 ناديا يوءمها حوالي 15 الف مسن. وهى تمثل فضاءات للترفيه والتثقيف لفائدة المسنين تسهم فى فك العزلة عنهم وتمكنهم من مواصلة النشاط والتواصل الاجتماعي فضلا عن مساعدة الاسر التى ينصرف افرادها للعمل او الدراسة على التعهد بمسنيها. ويمكن للنوادى ايضا تقديم بعض الخدمات الصحية والاجتماعية. اما الية تكفل اسر بديلة بالمسنين فاقدى السند فهى تهدف الى ضمان التوازن النفسى والعاطفى لهذه الفئة وتمكينها من العيش ظروف عائلية مريحة. وتتسع موءسسات رعاية المسنين وعددها احد عشر مركزا الى 720 سرير ويستفيد من خدماتها الاجتماعية والصحية 686 مقيم تسهر على خدمتهم اطارات طبية وشبه طبية واعوان احاطة حياتية باشراف جمعيات جهوية لرعاية المسنين. وفي مستوى الاستثمار الخاص في مجال كبار السن شهد القطاع منذ سنة 2001 احداث وحدة اقامة لايواء كبار السن وثلاث شركات خدمات صحية اجتماعية لفائدة كبار السن في محيطهم الطبيعي بكل من نابل وسوسة وتونس. وقد تم بالتنسيق مع وزارتي التربية والصحة العمومية اقرار برنامج تكوين مهني في اختصاص اعوان الاحاطة الحياتية بالمسنين انطلق منذ فيفري 2008 بمدارس علوم التمريض بدفعة اولى تضم 250 متكون. وللاستجابة لحاجيات السوق الوطنية والعالمية وقع تحيين البرنامج باضافة وحدتين تكوينيتين في الثقافة العامة واللغات. وتتمثل مهمة عون الاحاطة الحياتية بالمسنين في مساعدة المسن غير القادر على القيام بشوءونه في الحياة اليومية وتخفيف العبء على الاسر في رعاية مسنيها. وتكتسي تجربة تونس فى مجال ارساء وتطوير المشاريع والبرامج الهادفة الى توفير حياة امنة لهذه الشريحة من المجتمع وتامين الاستفادة من خبرات المسنين اهميتها فى كونها اصبحت مرجعا على الصعيد الاقليمي. وياتي فى هذا الاطار اعتماد مجلس وزراء الشوءون الاجتماعية العرب بالاجماع قرارا باحداث "يوم عربي للمسنين" في 25 سبتمبر من كل سنة، تجسيما لمبادرة السيدة ليلى بن على حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المراة العربية وهى مبادرة تعد لبنة جديدة في مسار اثراء العمل العربي المشترك واقرارا بدور كبار السن في بناء مجتمعات متماسكة ومتضامنة.