بينما يصعب على الكثير الحصول على عمل يقتات منه، نجد البعض الآخر يعمل في أكثر من مهنة خارج أوقات دوامه الرسمي للحصول على أجر إضافيّ وتحسّبا للظروف وقساوة الأيام إن صحّ التعبير والتغيّرات الإقتصادية، هناك من يمتهنون أكثر من مهنة لتغطية مصاريف العائلة ولتلبية رغباتهم. سائقو تاكسي أو عمال في القطاع الخاص لاحظنا أن معظم الذين يحالفهم الحظّ للحصول على عمل آخر إضافة إلى عملهم الأصلي هم أصحاب الوظائف العمومية لأن معظمهم يسمح لهم الوقت بذلك لأن عدد الساعات التي يعملون فيها محددة ومضبوطة على عكس الذين يشتغلون في الأعمال الحرّة أو في القطاع الخاص والذين لا يجدون وقتا إضافيا لإستغلاله في مهنة أخرى، الأمثلة عديدة نذكر منها خاصة رجال التعليم حيث نجد أغلبهم يدرسون حصص الدعم في منازلهم أو في منزل التلميذ خلال أيام الدراسة وحتى في العطل وتوفّر هذه المهنة أو حصص الدعم دخلا محترما إذ صرّح البعض أنه يتجاوز أحيانا كثيرة قيمة أجره الأصلي ويفضّلون حصص التدارك الخاصة عن الحصص القانونية التي يتمّ برمجتها من طرف إدارة المدرسة أو المعهد ومع أن الهياكل المعنيّة تسعى جاهدة للحدّ من هذه الظاهرة إلا أنها تتفاقم سنة بعد سنة الى جانب عملهم في المعاهد الخاصة أو الصحف أو... أما الأساتذة الجامعيّون فهم متعدّدو الإختصاصات ونجدهم مكلّفون بأكثر من مهنة الى جانب مهنة التدريس بالجامعة. ميدان آخر يجد المنتمي إليه نفسه في عدة مهن ألا وهو الطبّ فإلى جانب عمله كطبيب في احدى المستشفيات الحكومية نجده يدرّس في الجامعة إضافة الى ذلك يعمل في مصحّة خاصة أو في عيادة له، ليس بعيدا عن عالم الطب يقدمون ميدان التمريض حيث أن هناك كثيرا من أصحاب الضمائر الميّتة يستغلّون جهل بعض المسنين لأقسام المستشفى فيقومون بإرشادهم لكن بمقابل أو إسداء خدمة للقادمين من ولايات بعيدة وذلك أيضا بمقابل.. واختار البعض منهم طريقا آخر وهو على سبيل المثال فتح محلّ تمريض يعمل به بعد دوامه الرسمي أو يعمل «طهّار» أو غير ذلك من الأعمال خاصة في فصل الصيف..نجد أشخاصا آخرين يشتغلون في الوظيفة العمومية لكنهم يمتهنون خارج أوقات العمل الرسمية مهنة سائق سيارة أجرة أو شراء عقارات ومحلاّت ووضعها بأسماء أحد الأقارب.. عديدة هي المهن التي تخوّل لصاحبها العمل في ميدان آخر حتى وإن لم تكن مهنة مماثلة لمهنته الأصلية. مخالف.. لكن! يعتبر بعض خريجي الجامعات الذين لم يحالفهم الحظ في الحصول على عمل أن تقلّد شخص عدة مهام يحرم أشخاصا آخرين من فرصة الحصول على وظيفة في حين يرى آخرون أن كفاءتهم وخبرتهم تؤهلهم لذلك.. اذن هل يعود ذلك الى نقص في الكفاءات الشابة؟ من أهم الأسباب التي ذكرها بعض الأشخاص أن الحاجة المادية هي وراء السعي الى العمل في أكثر من مؤسسة أو في مجال آخر فمن يعمل خارج دوامه يكون بدافع الضرورة لذلك فلو كانت الوظيفة العمومية في مجملها توفّر الدخل الملائم لما اضطرّ للعمل خارج دوامه، هذا من ناحية.. من ناحية أخرى يسعى الكثير منهم الى توفير الكماليّات مثل السيارة وادّخار مبلغ محترم في البنك لأبنائه اذا كانت الظروف ملائمة لذلك على غرار متطلّبات العائلة التي أصبحت لا تتلاءم مع قيمة أجر الوظيفة فيصبح العمل الإضافيّ ضرورة لابدّ منها لتوفير حياة كريمة. لكن هل يجوز للموظّف أن يؤدي أو أن يعمل عملا آخر في غير أوقات العمل الرسمية؟ للإجابة عن هذا السؤال إستشرنا المحامي حاتم زقيرة فأفادنا أن القانون يمنع الأشخاص المنتمين للوظيفة العمومية من العمل خارج وظائفهم وبالتالي يحجّر إزدواجية الوظيفة العمومية وخاصة إذا تعلق الأمر بالعمل بالمهن الحرة