منذ ايام قليلة كنت اتصفح كتابا للمبدعة جميلة الماجري صدر عن جريدة الحرية ( المرأة التونسية رمز الأصالة وعنوان الحداثة) واعجبني كيف قدمت دور المرأة التونسية الفاعل في الحياة منذ نشأة تونس ولحد الان ، كتاب كان فيه الكثير من المعاني والدلالات التي توضح اسهامات المرأة التونسية ودورها الخلاق ، في البناء والابداع ، كما يوضح سيرة تاريخية عميقة ، وحقيقة كنت سعيدة بالطواف مع هذه السيرة التي توضح بطولات ومواقف لنساء سيبقى التاريخ يذكرهن بأحرف من ذهب ، حيث يذكر لنا بعض الرموز النسائية والفاعلة في تاريخ تونس المشرق ومنهما على سبيل الذكر لا الحصر عليسة وكيف كان لهذه المرأة العقل الكبير والمفكر في تأسيس مملكة قرطاج ، كذلك أروى القيروانية ، كذلك أم ّ ملال وغيرهن من النساء التونسيات الرائدات في تونس واليوم نرى المرأة التونسية لها مساهمة في الحياة ترتقي الى مستوى الشراكة وبشكل واضح ومؤثر في الابداع والابتكار والانتاج ، فهي القاصة والروائية والمهندسة والطبيبة والمعلمة وعضوة في الحزب ، وهي صحفية لامعة كما هي امراة تتحمل مسؤولية اسرة وتقودها الى بر الامان محققه لهذه الاسرة كل انواع النجاح والازدهار ، وان هذه القوة التي منحت لها مدعومة بقانون يحميها ويحمي اسرتها ، فالحرية التي منحت اليها من قبل الدولة أثمرت شخصية ثابتة وفاعلة في المجتمع ، ولنا خير مثال سيدة تونس الاولى السيدة ليلى بن علي ...فهي الأم والزوجة وذات المسؤوليات الوطنية والمساهمات الاقليمية ، كما اهتمت السيدة ليلى بن علي بشكل كبير بشخصية المراة التونسية بشكل خاص والمراة العربية بشكل عام فدعت الى احداث لجنة المراة العربية للقانون الدولي الانساني وهذه بعض المقتطفات من كلمة السيدة ليلى بن علي في افتتاح اشغال المؤتمر الثاني لمنظمة المراة العربية والذي انعقد بقصر الامارات بابوظبي عام 2008 مفادها : ولا بد من الاشارة الى ان المراة التونسية تجاوزت مرحلة المساواة بالرجل فهي شريك كامل الحقوق والواجبات وفخرها مجلة الاحوال الشخصية التي ادخلت عليها العديد من التعديلات والاضافات لملاءمتها مع ما يشهده المجتمع من تحولات واثرائها بصفة متتالية لترتقي هذه المجلة الى مرتبة الدستور. ولايسعني الا ان التقي بعض النسوة ذوات الابداع اليومي والحياتي للمجتمع التونسي. - فتوجهت الى المهندسة المستشارة دليلة بن عمار من مقرن بولاية زغوان، حدثتني بكل فخر عن المراة التونسية وما وصلت اليه من منزلة رفيعة ينظر اليها العالم بكل الاحترام والاعجاب تقول دليلة : «خلال سفري المتواصل من اجل العمل والاستكشاف لما موجود في العالم الاخر من مستجدات ، كنت اسمع كلام مدح جميل بحق المراة التونسية وما وصلت اليه من مكانة رفيعة في المجتمع ولدورها الخلاق والمبدع في البناء والنهوض به الى مصاف الدول المتقدمة خاصة وان تونس تنعم والحمد لله بالامن والامان الضروريين لمواصلة الحياة ومن ثم الابداع والتقدم». وكانت تشاركنا الحديث الحاجة مريم بن يوسف والبالغة من العمر 58 عاما عن تجربتها اليومية في الحقل من خلال زراعة المحاصيل وجنيها في مواسمها ، تقول كنت انهض باكرا اقدم لعائلتي فطورها ومن ثم اتجه الى الحقل وانا محملة بالامل والفرح لمساهمتي في بناء هذا الوطن وهي فرحة بإنتاجات ابنائها الثلاثة بدءاً من ابنتها المهندسة وانتهاءاً بابنها الذي احب الزراعة والاهتمام بما يقدمه للسوق التونسي من منتوجات زراعية وفق اسس علمية متطورة» . -كما كان الحديث مع السيدة رجاء المصمودي والتي كانت تعمل في شركة مايكرو سوفت للكومبيوتر قسم هندسة البرمجيات في اميركا ، ذا شجون ومن شجون الحديث ذكرت لي السيدة رجاء كيف كانت تعيش وتعمل في اميركا مشيرة الى نقطة مهمة وهي لافرق بين المراة التونسية ومثيلاتها في اميركا الافي تمسك المراة التونسية بثقافتها وعاداتها واحترام تقاليد بلدها وكان هذا واضحا من خلال لبسها وسلوكها بما يعكس احترامها للثقافة العربية الاسلامية ، كما تعبر السيدة رجاء عن سعادتها في تربية اولادها وحرصها على ان يكونوا افرادا ناجحين في حياتهم ذوي مراكز متقدمة في العلم لخدمة تونس العزيزة والمساهمة في بناء هذا الوطن نحو الامام وان يكون دائما في مصاف الدول المتقدمة