داخلها طيبة وذات قلب حنون ومشاعرها دافئة... تحب الخير لكل الناس... خارجها امرأة شديدة البأس واثقة الخطوة تحب بلادها بشكل لا يوصف تفتخر بكونها مهندسة تونسية في كل محفل تكون فيه.. ولم لا وقد إحتلت المرأة التونسية المكانة الرفيعة في ظل سياسةحكيمة تؤمن بحرية المرأة وبقابلياتها الابداعية... وتحترم قدرتها على العطاء والبناء كذلك تؤمن بدورها المهم و الريادي في قيادة المجتمع إنها أول مهندسة تونسية عملت في مجال التحكم في الطاقة منذ 1985 وتحصلت إحدى مشاريعها لفائدة إحدى المؤسسات السياحية على الجائزة الكبرى لرئيس الجمهورية لسنة 2009 بعد أن مكنها هذا الإنجاز من الإقتصاد في الطاقة بنسبة 45٪ إنها المهندسة دليلة عمار لو تحدثينا قليلا عن نشأتك؟ - نشأت في قرية صغيرة بولاية زغوان، احدى الولاياتالتونسية الجميلة ذات الطبيعة الخلابة والأرض الزراعية المثمرة، المدينة التي أمّها شاعرنا الكبير ابو القاسم الشابي المتداوي بهوائها ومائها وقد مدحها كثيرا لما توحي بالراحة للزائر مهما كانت وجهته. * ما هو إختصاصك؟ - متخرجة من المدرسة القومية للمهندسين بتونس واعتبر ودون فخر أول مهندسة تونسية تعمل في قطاع التحكم في الطاقة منذ عام 1985، وقد قمت بعدة مهام أثناء انتمائي الى وكالة التحكّم في الطاقة كما قمت بعدة دورات تكوينية لصالح المصانع التونسية وخاصة مصانع الاسمنت.. وكان لي الشرف أن أكون لحمة قوية بين هياكل مصانع الاسمت وحتى الآن. * أنت مهندسة يشهد لها بالتميّز ترى ما هي أهم إنجازاتك النموذجية؟ - من أهم إنجازاتي قيامي بمشروعين الاول : التحكم في الماء والمشروع لفائدة مؤسسة تربوية يمكنها من الاقتصاد في الماء بنسبة ^٪60 ويتمثل في معالجة المياه بطريقة بيولوجية واستعمالها مرة ثانية بمصارف المياه بآلة ضغط وقد تمّ اقتصاد ٪60 من كمية الماء ويمكن أن يعمّم هذا المشروع ويوفّر لتونس كميات وافرة من الماء. المشروع الثاني : التحكم في الطاقة مشروع لفائدة مؤسسة سياحية مكنها من الاقتصاد في الطاقة بنسبة ٪45 وقد تحصلت هذه المؤسسة على الجائزة الكبرى لرئيس الجمهورية في ميدان التحكم في الطاقة لسنة 2009. كما أنجزت دليلا لفائدة الدراسات والمؤسسات لتبسيط الإجراءات وفهم كيفية الإستفادة من هذه الاجراءات التي ساهمت في المحافظة على البيئة والحدّ من التغيرات المناخية. * ترى ماذا حفّزت بداخلك هذه الجائزة الكبرى؟ - بلا شك حفزتني هذه الجائزة لمزيد من التقدم والابداع في مجال تخصصي لخدمة هذا البلد الذي وضع مكانتي كإمرأة ومهندسة تونسية مرتبة متقدمة أمام نساء العالم. كما أود القول أنني سعيدة بكوني المهندسة التونسية وأشعر بفخر واعتزاز لا مثيل له في كل محفل دولي كان أو إقليمي أكون مشاركة به كما أنني اعتبر أول مهندسة يكون لها مكتب دراسات في قطاع الطاقة والهندسة الصناعية (BCE) وذلك منذ عام 1991. * السفر واحد من مفاتيح الاندماج مع الآخر هل فتح لك آفاقا ونوافذ جديدة؟ - السفر دائما يفتح الآفاق من عدّة نواحي بشكل عام من الناحية النفسية يحقق التوازن النفسي بالإحتكاك مع حضارات وعوالم مدن متقدمة في كافة مجالاتها أمّا بشكله الخاص فإن السفر ومن الناحية العلمية فإنني أستفيد من خبرات ومستوى متقدم للآخر في العلوم والتكنولوجيا وخاصة اختصاصي وهذا ما يجعلني أكون مصممة على تقدم ما هو أفضل وأحسن لبلدي. فأنا تجدينني دائما في سفري ابحث عن الجديد والجديد في العمل وخاصة اختصاصي أكثر من أي امرأة أخرى مسافرة همها التسوّق مثلا أو ما يشغلها هو التسوّق هذه الامور اعتبرها الشغل الثاني في سفري إن توفّر الوقت. * لو عدنا الى نشاطاتك الاخرى؟ - كونت جمعية رياضية لكرة القدم بقريتي في ولاية زغوان * (أقاطعها مستغربة) : كيف يكون ذلك واختصاصك بعيد عن الرياضة؟ - لاحظت أطفال قريتي يرغبون ويهوون ممارسة كرة القدم بشكل كبير، فقلت في نفسي لا بأس أن اهتم بهم فهم رجال المستقبل وإذا ما أحسّوا أن امنياتهم متحققة ولو بجزئها البسيط سيدفعهم الى التفاني في الدراسة، كما أود أن أشكر السلط الجهوية في ولاية زعوان لمساعدتي وتقديم كل العون لخدمة ابنائنا الاعزاء. * هل تجدين أن هناك علاقة ضرورية بين المهندس والعولمة؟ - أكيد فالمهندس يحتاج الى هذه العلاقة فهو عنصر مهم ومساهم في هذه العولمة برأيي ولأنه خلاق ومبدع فنان ينطلق من انصهاره في العولمة ويقدم تنمية حسب متطلبات العصر في البناء والتقدم. * ما هي مشاريعك الحالية؟ - (تضحك المهندسة دليلة عمار وتقول مازحة): حاليا يشغلني زواج أخي وأختي في شهر واحد وذلك وحده مشروع اقتصادي وتنموي يشغلني ذهنيا ومكلف ماديا، فتعود لتؤكد لي مشاريعي وأفكاري المستمرة لخدمة هذا البلد فأنا دائمة القراءة والاطلاع على ما هو جديد في عالم الانترنات وطبعا فيما يخص مجال عملي يساعدني على الابتكار والتجديد. * شكرا لك وهل من كلمة أخيرة؟ - أعود وأقول أنني شديدة الفخر بكوني مهندسة تونسية تعكس صورة تونس المشرقة في كل محفل ومكان ومن الله التوفيق .