تخوّفات عديدة يعيشها العالم اليوم بل وتكثر هذه المخاوف كلّ ما اقترب فصل الخريف والشتاء بل وما يزيد مخاوفنا أكثر فأكثر هو ظهور 6 بؤر جديدة لأنفلونزا الطيور بين شهري ماي وجوان وظهور 10 إصابات جديدة في نفس الفترة بمصر أنفلونزا الطيور التي ضربت بقوّة في مصر وهذا ما تفيد به آخر الأرقام حيث تمّ إحصاء 443 حالة في العالم منذ سنة 2003 منها 38 حالة سنة 2009 نجم عنها وفاة 662 حالة أغلبها من مصر والإشكالية الكبرى هنا هي تلاقح أنفلونزا الخنازير مع أنفلونزا الطيور وإحتمال ولادة فيروس جديد إمكانية هذا التلاقح كبرى اذا تواصل إنتشار وباء أنفلونزا الطيور وتواصلت إصابة البشر بهذا الفيروس في مصر وهذا ما أشار إليه السيد مالك الزرلي مدير عام المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة في الإجتماع الذي انتظم مؤخرا بوزارة الصحة وذكرنا أن الإشكالية قائمة والإحتمال وارد وهذا ما دفع بلادنا الى تشديد المراقبة خاصة ونحن في موسم هجرة الطيور وضرورة توخي الحذر اللازم وفي هذا الصدد تمّ وضع المنشآت الخاصة بالدواجن الصناعية والعائلية تحت المراقبة المستمرّة وتفيد في هذا الصدد آخر الأرقام أنه تمّ منذ 1 سبتمبر 2008 الى غاية جوان 2009 تحليل 30 ألف و214 عينة بالمخابر اثر القيام ب7770 زيارة الى هذه المنشآت كما تمّ تعزيز الإحتياطات اللازمة بمراقبة السياح ومن بين الإجراءات التي تمّ إتخاذها أيضا تعزيز الوقاية وتوفير وسائلها كالأقنعة الواقية والتوجه نحو تصنيع أدوية Tamiflu المعالجة للمرض. إن الأرقام التي بلغتها حالات أنفلونزا الخنازير تدعو الى التخوّف والقلق خاصة اذا علمنا أنه يوجد حاليا 15 دولة في صفوف البلدان العربية تعاني من هذا الوباء نذكر منها السعودية على سبيل المثال التي عرفت تسجيل 69 حالة أما على الصعيد الأوروبي فحدث ولا حرج حيث بلغ عدد الإصابات بأوروبا 12.700 حالة توفي منها 211 حالة. الإمكانية جائزة فيما يخص إمكانية اختلاط الفيروسين ببعضهما فإن الإحتمال وارد حيث يقول الدكتور منذر البجاوي مسؤول عن وحدة المراقبة الوبائية والأمراض السارية أن إحتمال إختلاط مرض أنفلونزا الخنازير بأنفلونزا الطيور ممكن وعندما يصاب الشخص بهذين الفيروسين فإن الإحتمال جائز لولادة فيروس من نوع جديد يمكن أن يكون أشدّ خطورة أو أقل خطورة ويكمن الخطر حسب الدكتور منذر البجاوي في حصول تلاقح هذين الفيروسين ببضعهما وولادة فيروس من نوع جديد يحمل خاصيات جديدة. إن هذا الوباء الذي أخذ في الإنتشار تدريجيا يتطلب في بداية الأمر ضرورة تضافر الجهود بين مختلف الوزارات حتى يتسنى تطويق هذا الفيروس عبر أخذ الإحتياطات اللازمة خاصة أن العودة المدرسية والجامعية على الأبواب وحساسية هذه الفترة حيث تزامنت العودة المدرسية لهذه السنة مع برودة الطقس وتشتدّ خطورة أنفلونزا الخنازير في هذه الفترة