الأيام الأخيرة أثبتت فعلا أن ليس أهل الحبّ وحدهم «صحيح مساكين» بل جمهور واسع لا يرف له جفن ولا تُغمض له عين. فحين نقول فُلان بين المِطرقة والسّندان...أو أنه «هائم في الطريق» لا أنيس ولا صديق. فإننا نقصد هذا المسكين مُلوّن الوجه يمتلىء قلبه بالحسرة كلما ضاق الحال واشتدّت الغصرة وتراه مهموما كأن على صدره صخرة و «هِز ساق تُغرق لُخرى», ملفوفا برداء الهوان إذا تقدم خُطوة تأخر خُطوتين طبعا أنا أتحدث عن الشهّار ومن غيره « أبو العيلة» عديم الحيلة.سيل النفقات بدأ بشهر رمضان الكريم وهي نفقات أثقلت الكاهل وخلّفت وراءها ما خلّفت من شهوات عنيدة تركت الشهّار «على الحديدة» وفيما كان المسكين يترنّح داهمه العيد بما فيه من «أطباق الحلو» وأدباش الصغار ولُعبهم.وقبل أن يستردّ صاحبنا الأنفاس هلّت العودة المدرسية وهنا لا تسألوا عن مصير الشهّار فأغلب الظن بأنه سقط مغشيا عليه في عرض الطريق بعد أن حمّلته الظروف فوق ما يُطيق. ولا شك أن له رجاء وحيد أن تتكرّم دار الماء والضَو بتأجيل إصدار الفواتير فهل يُمنح الشهّار مُهلة استرداد الأنفاس حتى نستحق فعلا كلمة: ديما لا باس ؟؟.في انتظار أن تتكرّم شركتا الماء والكهرباء وتُيسّر المُهمّة فإن صاحبنا في مكانه حتى تزول الغُمّة