في ندوة بعنوان "مستقبل الديمقرطية في تونس"،نظمت في معهد بروكينغ بالعاصمة الامريكيةواشنطن قال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة اول امس الجمعة 31 ماي في مداخلته التي دامت حوالي عشرين دقيقة و التي القاها باللغة الانقليزية(انظر الرابط اسفل المقال) ان انجاح المسار الديمقراطي في تونس و بلدان الربيع العربي يجب ان يتم عن طريق تحالف بين القوى الاسلامية المعتدلة و القوى العلمانية المعتدلة. و بعث الغنوشي رسائل طمأنة قائلا "ليس هناك تناقض بين الاسلام و الديمقراطية" و اضاف"لا نطمح الى اقصاء العلمانيين عن السلطة لانهم اقلية في البرلمان و نحن كاسلاميين لا نطمح الى الهيمنة على مفاصل الدولة لاننا اغلبية". و بين الغنوشي في مداخلته ان الانظمة الديكتاتورية في العالم العربي في السابق غذت الصراع بين الاسلاميين والعلمانيين و وظفته لصالحها من اجل ادامة حكمها. و قال الغنوشي ان هناك جملة تحديات تواجه التجربة الديمقراطية في تونس و البلدان التي عرفت ثورات مضيفا "لا نريد ان يتحول الربيع العربي الى خريف اصولي". وشدد الغنوشي في مداخلته على ان الثورة التونسية ليست للتصدير ولكنها تطمح لان تقدم نموذجا ديمقراطيا. و بين رئيس حركة النهضة ان انجاح الفترة الانتقالية يتطلب تجميع اكبر عدد من القوى السياسية لان اي طرف لا يستطيع ادارة البلاد بمفرده. و قال الغنوشي ان القوى السياسية في تونس نجحت حتى الان في ايجاد توافق سياسي حول الدستور. وحول الخلافات الجارية حول مضمون الدستور وخاصة في ما يتعلق بادراج بعض المصطلحات التي للمعارضة احترازات عليها قال الغنوشي "لم نورد مصطلح شريعة في الدستور لاننا نعتقد ان الدستور يجب ان يكون دستور كل التونسيين وليس دستور فئة منهم". و اقر الغنوشي بالصعوبات التي تواجه تونس وخاصة منها الاقتصادية والاجتماعية والتحديات الامنية وفي مقدمتها المرتبطة باعمال العنف التي ترتكبها بعض الجماعات السلفية التي وصفها رئيس حركة النهضة بالاقلية. و قال الغنوشي ان القانون سيطبق على الذين يخلون بالامن منهم آملا في دمج السلفيين في العمل السياسي مثلما هو الحال في مصر على حد رأيه. يذكر ان معهد بروكلينغ هو مؤسسة أمريكية تعنى بالتفكير والتأثير و وضع الاستراتيجيات و سميت ببروكلين على اسم مؤسسها.