استغل الترجي الرياضي استضافة مستقبل قابس بالملعب الأولمبي بالمنزه للعودة إلى الإنتصارات والدخول في فترة الراحة على نتيجة إيجابية من شأنها أن ترمم المعنويات قبل الإنطلاق بعد أيام في الإستعداد للمرحلة الحاسمة من الموسم.. صحيح أن السيطرة الميدانية في هذه المباراة كانت ترجية وصحيح أيضا أن الفرص السانحة للتهديف كانت جلّها لفائدة أبناء عمار السويّح لكن الثابت والأكيد كذلك أن هذا الفوز كان شبيها لسابقيه من حيث صعوبة تحقيقه من جهة بعد شوط أول دون المأمول انتهى على التعادل السلبي وكان خاليا من عنصر الإقناع من جهة أخرى حيث لم يرتق آداء الفريق إلى المستوى الذي يطم1ح له كل الترجيين والذي يليق بإمكانيات المجموعة.. شوط أول دون المأمول.. وعقم البدري زاد الطين بلّة كان الترجي الرياضي عازما على تدارك عثراته السابقة وتجديد العهد مع الإنتصارات وهو ما تجلى منذ الدقائق الأولى للمباراة حيث تقدم الأحمر والأصفر إلى مناطق منافسه وضغط على دفاعه لينجح بعد سبع دقائق فقط من بداية اللقاء في خلق فرص سهلة سانحة للتهديف توفرت لأنيس البدري الذي كان وجها لوجه مع الحارس بن سعيد وذلك بعد عمل كبير وتمهيد دقيق من الخنيسي لكن التسديدة الأخيرة كانت عشوائية وضعيفة ارتطمت بحارس " الجليزة ".. وشكلت هذه الكرة الضائعة حسب رأينا منعرج اللقاء حيث كان الترجي الرياضي سيجد نفسه في طريق مفتوح لو تمكن البدري من استغلال الفرصة وإعطاء الثقة التي كان مفقودة بسبب الضغوطات لزملائه لكن إهدارها زاد الطين بلّة وأبقى على الشك في نفوس الترجيين الذين لم يتمكنوا طوال هذه الفترة من تجسيم سيطرتهم وإحداث الفارق حيث كانت تتوقف كل العمليات بمجرد وصولها إلى منطقة الجزاء سواء بتدخل دفاع مستقبل قابس أو بهفوة لاعبي الأحمر والأصفر سواء في التمريرة الأخيرة أو في اللمسة الحاسمة مثلما حصل في الدقيقة 12 حين لم يتمكن سعد بقير من تمرير الكرة إلى زعبية الذي كان طليقا وجها لوجه مع حارس المرمى وكانت كرته خاطئة واصطدمت برجل أحد المدافعين.. من جانب " الجليزة " فقد كان التركيز منحصرا على الجانب الدفاعي الذي اكتفى به أبناء القصري طوال الفترة الأولى التي سجلنا خلالها محاولة هجومية واحدة كانت محتشمة قادها لمجد عمار بشكل فردي وأنهاها بتسديدة ضعيفة في يدي بن شريفية. دخول قوي وموفق في الشوط الثاني يبدو أن كلاما كثيرا قيل في حجرة ملابس الترجيين في فترة الراحة بين الشوطين سواء بين المدرب عمار السويّح وأبنائه من جهة أو بين اللاعبين فيما بينهم أو خاصة من رئيس النادي حمدي المدب الذي لم يكن راضيا على الآداء.. المهم أن الدخول القوي والموفق للأحمر والأصفر في الشوط الثاني هو الذي حسم مصير اللقاء وقرّب الفوز من الترجيين بشكل كبير إذ في ظرف دقيقة واحدة ( الدقيقة 46 ) كان أبناء باب سويقة قريبين جدا من افتتاح النتيجة في مناسبتين الأولى عن طريق الخنيسي الذي سدد بجانب المرمى والثانية والأكثر وضوحا عن طريق زعبيّة الذي أدار له الحظ ظهره مرة أخرى حيث كان أمام مرمى شبه خالية وعلى بعد مترين من الشباك لكنه سدد على يمين الحارس بن سعيد وذلك بعد تمهيد دقيق من سعد بقير.. هذا الضغط من البداية كان ينبئ أن مصير الشوط الثاني سيكون مخالفا للأول من حيث اهتزاز الشباك وبالفعل إذ لم تمض ست دقائق عن بداية هذه الفترة حتى نجح سعد بقير في افتتاح النتيجة بتصويبة يسارية موفقة غالطت حارس " الجليزة ".. هدف في وقت ممتاز كان بالإمكان أن يعطي أكثر راحة لزملاء بن شريفية لإضافة أهداف أخرى لكن ذلك لم يحصل وهذا هو بيت القصيد والغريب في الأمر بالنسبة للترجيين الذين عادوا إلى السيطرة العقيمة دون إحراج يذكر للحارس بن سعيد ودفاع المستقبل لتعود المباراة إلى حيويتها في الدقيقة 80 والمخالفة الجانبية التي كاد الضيوف أن يعدّلوا النتيجة بواسطتها لكن رأسية المدافع القشي على خط ستة أمتار كانت ضعيفة وتلقاها بن شريفية بكل سهولة ليفوّت الضيوف على أنفسهم فرصة كبيرة للعودة في المباراة.. هذه المحاولة أشعرت الترجيين بالخطر ومن إمكانية تكرار سيناريو حمام الأنف وهذا ما جعلهم يبحثون عن الهدف الثاني للإطمئنان على الفوز وكان الشعلالي قريبا في الدقيقة 84 من مغالطة الحارس بن سعيد لكن هذا الأخير نجح في تحويل الكرة إلى الركنية قبل أن يحسم الخنيسي أمر اللقاء في الدقيقة 89 بهدف ثان من رأسية صائبة بعد توزيعة من الماجري.. تشكيلتا الفريقين: الترجي الرياضي: بن شريفية – المباركي – الربيع – المشاني – بالقروي – ساسي – الشعلالي – بغير ( الرجايبي ) – البدري ( كوليبالي ) – زعبيّة ( الماجري ) – الخنيسي مستقبل قابس: بن سعيد – القشي – بن ابراهيم – الزرلي – الدراجي – النفطي ( بن رمضان ) – فهمي قاسم ( العمراني ) – عامر – السديري – المليتي – الزكار ( المدب ) أداء التحكيم: تحكيم غير مقنع لأمير لوصيف نظرا لضعف شخصيته وسماحه لكل اللاعبين بالإحتجاج عليه على أبسط اللقطات دون أن يحرّك ساكنا ويأخذ بزمام المباراة بالصرامة اللازمة التي تجعل قراراته محل قبول دون كل تلك التصرفات التي رأيناها..