قررت رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء إقالة الناخب الوطني هنري كاسبارجاك منذ نهاية اللقاء الودي أمام المنتخب المغربي وقد كنا في "حقائق أون لاين" قد انفردنا صباح أمس بالخبر وتفاصيله باعتبار أن القرار قد اتخذ لأسباب تتجاوز الصبغة الفنية.. الجريء عاد إلى تونس متخذا قرار الاستغناء عن خدمات الفني البولوني وقد تم الحديث حول هذه الخطوة مع بعض الأعضاء الجامعيين ليكون هناك إجماع على هذا القرار كما أن التقارير التي رفعها يوسف الزواوي عن كاسبارجاك وطريقة تعاطيه مع المجموعة كانت أيضا متماهية مع الموقف الجامعي.. وفي تبرير قرار إنهاء التعاقد تؤكد مصادرنا أن الجريء وأعضاده انتهوا إلى أن كاسبارجاك لم يعد قادرا على الإحاطة بالمجموعة بعد أن انفرط عقد الانضباط وصار عاجزا عن فرض خياراته في المجموعة كما أن اختياراته الفنية والتكتيكية وطريقة تسييره للمقابلات كشفت أن مواصلة التجربة معه قد تقود النسور إلى كارثة.. ولم يعد يفصل الجامعة عن إعلان الانفصال إلا معطيين الأول هو الاتفاق مع المدرب الجديد والثاني يخص صيغة فسخ العقد مع كاسبارجاك وما يعنيه ذلك من جبر ضرر.. ولئن يبدو الجانب المالي غير مهم بالدرجة الأولى فإن اختيار المعوض هو المعطى الشائك باعتبار أن الجامعة لن تغامر بانتداب مدرب أجنبي في هذا التوقيت ما يعني أن الخيار سيكون تونسيا بالأساس وهو ما كنا أشرنا إليه منذ الأمس.. وفي خصوص الخيارات الجامعية لمعوض كاسبارجاك فإن ثلاثة أسماء مرشحة اليوم لقيادة النسور وهي نبيل معلول وفوزي البنزرتي وسامي الطرابلسي أما راضي الجعايدي فهو خارج دائرة المنافسة على الأقل في الوقت الراهن.. معلول المدرب الجديد ينطلق نبيل معلول بحظوظ وافرة لتدريب المنتخب لعدة معطيات من بينها أنه ظل وفيا للمكتب الجامعي ورئيسه عقب القطيعة التي حصلت بينه وبين المنتخب اثر مهزلة "مباراة الرأس الأخضر" في تصفيات كأس العالم 2014.. نقطة أخرى ترجح كفة معلول هو أنه الوحيد المتواجد في حل من كل التزام بين كافة المرشحين باعتبار أن فوزي البنزرتي في أوج المنافسة مع ناديه الترجي الرياضي محليا وقاريا فيما لا يزال عقد سامي الطرابلسي متواصلا لموسمين إضافيين مع السيلية القطري.. العامل الثالث الذي يرجح كفة معلول هو حصانته الإعلامية فمحلل قنوات "بي اين سبورت" القطرية يملك شبكة علاقات واسعة في الساحة الإعلامية من شأنها أن تكون في نصرته وهو الذي يحوز عداوات بالجملة في صفوف الجمهور الرياضي للأندية.. البنزرتي في المقام الثاني يحق للجامعة التونسية لكرة القدم أن تحول وجهة مدرب الترجي الرياضي فوزي البنزرتي في صورة الاختيار عليه ورفض هيئة حمدي المدب تسريحه ذلك أن قوانين الجامعة تمنحها حق الانتفاع بأي مدرب يقود فريقا تونسيا بمبدأ المصلحة الوطنية.. ولا تبدو الجامعة مستعدة لتفعيل هذا النص القانوني تفاديا لأي صدام مع نادي باب سويقة أو جماهيره وإذا تم الاختيار على البنزرتي فإن المكتب الجامعي سيتصل بهيئة حمدي المدب لاستشارتها وفي صورة رفضها فسيتم التخلي عن فكرة استقدامه.. وبحسب ما تأكد ل"حقائق أون لاين" فإن الترجي الرياضي قد رفع "الفيتو" في وجه الجريء وبالتالي فإنه فوزي البنزرتي لن يكون مدربا للمنتخب الوطني.. الطرابلسي من جديد وفي ما يتعلق بمدرب السيلية القطري سامي الطرابلسي والذي سبق له الإشراف على تدريب المنتخب تماما كما هو الشأن للمرشحين الآخرين فإن مصادرنا تؤكد أن وديع الجريء لم يتصل به لاستشعار رغبته في العودة إلى قيادة النسور.. الطرابلسي يتواجد كخيار ثالث بعد معلول والبنزرتي وهو ما يفسر عدم الاتصال به في الوقت الراهن لكن وبحسب مصادر مقربة منه فإنه سيقبل بالعرض لو وقع عليه الاختيار خصوصا أنه لا يزال صديقا شخصيا لرئيس الجامعة.. الكاستينغ وارد منذ نحو 4 سنوات أعلن المكتب الجامعي عن "كاستينغ" لاختيار الناخب الوطني الجديد وقد دخله كل من نبيل معلول وخالد بن يحيى وماهر الكنزاري.. "كاستينغ" السنوات الماضية قد يتكرر من جديد خصوصا أن أعمدته لا تزال قائمة فالمدير الفني حينها واليوم هو نفسه يوسف الزواوي ورئيس الجامعة في الفترتين السابقة والحالية هو ذاته وديع الجريء.. كما أن المرشح الأول حينها واليوم هو نبيل معلول أما المرشحان الآخران فلا حظوظ لهما رغم أن الجريء قد تحمس في السابق لماهر الكنزاري كما يتحمس اليوم للبنزرتي لكن في المرتين هناك "فيتو" من الترجي الرياضي.. على كل البت النهائي في هذا الموضوع قد لا يطول وقد تباغت الجامعة في أي وقت بإعلان خبر رحيل كاسبارجاك وتعيين بديل له تشير كل الدلائل أنه سيكون نبيل معلول..
