صدمت الجامعة التونسية لكرة القدم الجمهور الرياضي وخاصة أنصار النادي الإفريقي واتحاد بن قردان مساء أمس بإعلانها عن تثبيت موعد المواجهة المنتظرة بينهما في نهائي كأس تونس عند موعد 17 جوان في الساعة الثالثة والنصف عصرا.. ولئن خلف اختيار تثبيت موعد الدور النهائي غضبا في صفوف أحباء نادي باب الجديد باعتبار أن فريقهم سيخوض بعد نحو 72 ساعة مباراة مصيرية على درب التأهل إلى الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإفريقي "كاف" أمام الفتح الرباطي المغربي إلا أنه ولد احتقانا في صفوف جماهير طرفي النهائي بخصوص التوقيت الذي حدد في "عز القايلة".. اختيار التوقيت كان غريبا للغاية باعتبار أننا نعيش في شهر الصيام والثالثة والنصف عصرا هو اختيار ظالم للجماهير واللاعبين على حد سواء باعتبار تأثير الصيام والحرارة على إنجاح هذا العرس.. الغريب أن الجامعة التونسية لكرة القدم تنصلت من المسؤولية بل أن هناك من أكد لنا أن المكتب الجامعي سعى إلى تعيين المقابلة ليلا في وجود الإنارة وقدرة ملعب رادس على أن يحتضن المواجهات الليلية لكن هذه المساعي فشلت في ظل إصرار وزارة الداخلية على أن تدور المباراة في موعدها لإجراءات أمنية وأخرى تتعلق بالبروتوكول الرئاسي.. نهائي كأس تونس أو "كأس رئيس الجمهورية" كما كان يصطلح على تسميته قبل الثورة حوّل بقرار "أمني" من عرس كروي إلى مباراة "مأزومة" فالتوقيت سيحرم من الجماهير من الحضور بالكثافة المطلوبة كما أنه سيلقي حتما بظلاله على أداء اللاعبين خصوصا أن "الصيام" له تأثير صحي كبير على اللاعبين يصل حد تهديد حياتهم.. ولعل الغريب أن تثبيت موعد الدور النهائي في مثل هذا التوقيت لا مبرر له خصوصا أن وزارة الداخلية ستؤمن مقابلة المنتخب الوطني التونسي ونظيره المصري المنتظرة ليوم 11 جوان (قبل النهائي بستة أيام) في توقيت متأخر وهو الحادية عشرة ليلا كما أنها ستعود لتأمين مقابلة النادي الإفريقي وضيفه الفتح الرباطي المغربي في كاس الكاف يوم 20 جوان (بعد النهائي بثلاثة أيام) في الساعة العاشرة ليلا ثم ستؤمن في ليلة 21 جوان مقابلتين في دوري الأبطال تجمع الأولى في صفاقس بين أهلي طرابلس الليبي ونادي كابس يونايتد الزيمباوي والثانية بملعب أولمبي رادس بين الترجي الرياضي وماميلودي صان داونز الجنوب إفريقي (وكلاهما بعد النهائي بأربعة أيام) وبالتالي أسئلة بالجملة تطرح حول التشبث بلعب المقابلة في "عز القايلة" طالما أن هناك مباريات قبلها وبعدها بأيام قليلة ستلعب ليلا.. جماهير نادي باب الجديد أبدت استغرابها من القرار فيما ذهب شقّ منها إلى الحديث عن تشفّ في ناديها بعد ما جدّ في مباراة دربي العاصمة التي استعمل فيها الأمن القوة المفرطة في "البطش" بأحباء الأحمر والأبيض دون نسيان طبعا الخلاف السياسي بين رئيس الدولة الباجي قايد السبسي ورئيس النادي الإفريقي سليم الرياحي.. طرح قد يكون "متطرفا" من فئة هامة أحباء النادي الإفريقي لكنه أخذ منحى كبيرا خصوصا في غياب أية مبررات للإصرار على هذا الموعد رغم سلبيته وتأثيره على حسن سير المقابلة وعلى الجماهير كذلك.. الجامعة وعبر ممثليها تنصلت من المسؤولية ولكنها لم تصدر أي توضيح في الخصوص في حين لازمت وزارة الداخلية ورئاسة الجمهورية لتحل التخمينات محل الحقيقة ففي غياب التواصل مع الجماهير لا يمكن حينها التنبؤ بما سيذهب إليه البعض في تأويلهم لقرار فاشل بكافة المقاييس ستكون له استتباعات سلبية على موعد كان بمثابة العرس الكروي الذي تنتظره الجماهير فإذا به ينحرف عن انتظارات الجميع وكأن الدولة تصر على ضرب الأفراح الشعبية بقراراتها الاعتباطية..