أطلقت الشركة التونسية للكهرباء والغاز منذ بداية الصائفة الحالية حملة للاقتصاد في الطاقة لحث المشتركين على ترشيد الاستهلاك لاسيما أثناء ساعات الذروة المحتملة. واعتمدت الشركة ضمن حملتها هذه طرقا عدّة أبرزها تخصيص إرساليات قصيرة موجهة للمواطنين من قبيل "استحفظ على الضوء.. يضويها عليك" و"نعدلو المكيف على 26 في الصيف باش تخف الفاتورة في الخريف". هذه الحملة لقيت تفاعلات مختلفة من قبل الشارع التونسي إذ استحسنها البعض لما فيها من حثّ على ترشيد للاستهلاك بما يعود بالمنفعة على الطرفين (المستهلك والشركة)، كما استهجنها البعض بدعوى ارتفاع أسعار الاستهلاك وتحميل العبء للمواطن العادي في كل مرة في حين تتحمل المجموعة العامة القسط الأكبر من مسؤولية التبذير. حقائق أون لاين تحصلت على مجموعة من الصور تبين الابقاء على الإنارة العمومية خلال النهار وهو ما يؤكد استهتار البلديات بما تشدد على ضرورة التقيّد به الستاغ وهو ترشيد الاستهلاك، كما تلقت عددا من الاتصالات والتعليقات على صفحتها الرسمية على الفايسبوك من مواطنين أرادوا إيصال أصواتهم للشركة التونسية للكهرباء والغاز حول الانقطاعات المتكررة للطاقة الكهربائية على المناطق والأحياء التي يقطنونها خاصة وأن بينهم من يحتاج للكهرباء كضرورة لا رفاهة كاستعماله في تشغيل جهاز تصفية الدم والأحشية الالكترونية الضرورية لبعض المرضى... وفي هذا السياق أكد الرئيس المدير العام للستاغ منصف الهرابي في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الجمعة خلال ندوة صحفية انتظمت حول مخاطر صيف 2017 وكيفية مواجهة الذروة القياسية لاستهلاك الكهرباء، أن الانقطاعات المسجلة في الكهرباء مؤخرا على عدد من المناطق والاحياء ليست اختيارية بل هي ناتجة بالضرورة على ظروف قهرية خاصة تلك المتعلقة بحصول أعطاب على مستوى شبكات الربط أو التوزيع، داعيا المواطنين إلى التوجه متى رأوا ضرورة في ذلك الى مصالح الشركة وإبلاغ تشكياتهم والاستفسار عن أي إشكال يعترضهم. وتابع بالقول: "أتحدى أي شخص يثبت أن هناك دولة في العالم لا تعرف انقطاعات في الطاقة الكهربائية، إذ أن الاخلالات والأعطاب تطال أي منظومة في أي بلد". من جهتها كشفت وزيرة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة هالة شيخ روحو أن رئيس الحكومة أذن خلال مجلس وزاري مضيق التأم أمس ببعث منشور لجميع الوزارات والإدارات العمومية لحثها على ترشيد الاستهلاك في الوضع الدقيق الذي يمر به القطاع في الوقت الحالي إضافة إلى اتخاذ قرارات مختلفة هدفها التسريع في إنجاز عدد من المشاريع المتعلقة بتوليد الطاقة الكهربائية. كما أشارت الوزيرة إلى أن نسق التقدم في مشاريع الاستثمار المخصصة لبناء محطات توليد جديدة حثيث حيث من المنتظر إنجاز نصف الاستثمارات التي ستوفر قرابة 1000 ميغاواط قبل ذروة 2019، إضافة إلى العمل على مزيد الاستثمار في الطاقات المتجددة لتوفير 1000 ميغاواط أخرى من الكهرباء من خلال مساهمة الخواص في ثلثي القيمة المطلوبة والستاغ في الثلث الآخر.
