كشف أمس نضال الورفلي كاتب الدولة لدى وزير الصناعة المكلف بالطاقة والمناجم أن الوزارة اقترحت على رئاسة الحكومة إصدار منشور يقضي بإيقاف تشغيل مكيفات الهواء والتكييف نصف ساعة قبل مغادرة الموظفين للمؤسسات والمنشآت العمومية لعملهم بما يمكن من اقتصاد حوالي 100 ميغاواط من الطاقة الكهربائية وعدم إهدارها. كما كشف الورفلي خلال اللقاء الإعلامي الدوري لخلية الاتصال برئاسة الحكومة بالقصبة انه تمت مراسلة وزارة الشؤون الدينية لتحسيس الأئمة بترشيد استعمال المكيفات خارج أوقات الصلاة وصلاة التراويح. وبين في هذا الصدد أن هناك في تونس حوالي 5 ألاف جامع ومسجد وفي صورة ترشيد استهلاك المكيفات بالإمكان اقتصاد حوالي 100 ميغاواط. وأكد كاتب الدولة أن وزارة الصناعة والشركة التونسية للكهرباء والغاز (الستاغ) قد اتخذتا كل الإجراءات والتدابير اللازمة لتفادي ذروة الطلب على الطاقة الكهربائية في الصائفة الحالية مشددا على أن الوضع الحالي مطمئن لكن الحذر واجب للحد من الذروة الصيفية وتجنب حصول انقطاعات على الشبكة الكهربائية على غرار ما حصل في السنة الماضية بعد تسجيل العديد من الانقطاعات في العديد من المناطق بالبلاد. وتجدر الإشارة إلى أن «الستاغ» تعاني سنويا من إشكالية تزايد الطلب على الكهرباء في فصل الصيف بسبب الإقبال المرتفع على التكييف الهوائي وتزامن ذلك مع ذروة الموسم السياحي فضلا عن اشتغال مصانع الاسمنت والآجر لتلبية حاجيات البناء التي ترتفع بشكل ملحوظ في فصل الصيف. الوضع تحت السيطرة وقال إنه لم يقع إلى حد الآن تسجيل ذروة كبيرة على الكهرباء بسبب ملائمة العوامل المناخية وعدم تواتر أيام حارة إلى جانب أن العديد من الوحدات السياحية لم تشغل بعد كل جهودها القصوى في مجال التكييف علاوة على التراجع الملحوظ في النشاط الاقتصادي في البلاد. وأشار إلى أن الحدّ الأقصى للطلب على الطاقة الكهربائية تم تسجيله يوم الاثنين 15 جويلية 2013 على الساعة الواحدة بعد الزوال ب 2826 ميغاواط مقابل ذروة قصوى متوقعة في صائفة هذا العام ب 3600 ميغاواط. وتطرق كاتب الدولة إلى الإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها لمجابهة الذروة الصيفية من الطاقة الكهربائية وتتلخص أساسا في تقوية قدرة الإنتاج وإقرار برنامج صيانة مدقق بالإضافة إلى تنظيم حملة تحسيسية للتحكم في الاستهلاك. وأفاد في مجال تقوية الإنتاج بتوسعة محطة بئر مشارقة من ولاية زغوان بقدرة إجمالية ب 256 ميغاواط مشيرا إلى أن هذه المحطة دخلت حيز الإنتاج يوم 16 جوان الفارط، إضافة إلى كراء محطات متنقلة لإنتاج الكهرباء بقدرة إجمالية 120 ميغاواط ووقع تركيزها على مستوى 4 مراكز نقل للكهرباء. كما تم تركيز 120 ميغاواط من المحطة الهوائية بالكشابطة المتلين من ولاية بنزرت والتي دخلت حيز الإنتاج في شهر افريل 2013 فضلا عن توقيع عقد للتبادل التجاري مع الشركة العامة للكهرباء بليبيا بقدرة تبادل ب 100 ميغاواط بعد تلبية الحاجيات الوطنية. وقال إن القدرة الإجمالية المتاحة ستكون 3866 ميغاواط باعتبار عقد التبادل مع ليبيا إلى جانب تقوية قدرة الإنتاج بحوالي 40 ميغاواط إضافية من خلال تحسين كفاءة محطات الإنتاج عبر برامج الصيانة وإضافة 55 ميغاواط من محطة التوليد المؤتلف للطاقة والتي ستدخل حيز العمل قبل موفى هذه السنة. وأبرز أن القدرة الإجمالية للإنتاج ستكون في حدود 4 آلاف ميغاواط بما يتجاوز الذروة المتوقعة (3600 ميغاواط). حملة تحسيسية وأعلن أنه سيتم قريبا القيام بحملة تحسيسية للتحكم في استهلاك الكهرباء من خلال اقتراح تعريفة أربعة أوقات على حرفاء الضخ والري الفلاحي لتجنب استهلاك الكهرباء خلال ساعات الذروة وتعميم تعريفة الأربعة أوقات على حرفاء الجهد العالي وخاصة مصانع الآجر والاسمنت. كما ستقوم «الستاغ» بحملات تحسيسية لدى المستهلكين الخواص وكبار المستهلكين والمؤسسات العمومية للتقليص من الاستهلاك خلال ساعات الذروة وترشيد استعمال المكيفات خلال ساعات الذروة في الإدارات العمومية.