مع إقتراب موعد عرض مشروع قانون التحصين السياسي للثورة على انظار الجلسة العامة للمجلس التأسيسي،اختار رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي منهجا تصعيديا إزاء خصومه السياسيين وعلى رأسهم حركة النهضة التي تستعد لقطع الطريق أمامه من خلال تمرير قانون «تحصين الثورة». هذا المشروع لا شك انه إذا مرّر سيعيد السبسي من جديد إلى مربع التقاعد السياسي الذي عاشه في الفترة التي سبقت الثورة. فطوال العشريتين الماضيتين كان زعيم حركة نداء تونس يراقب المشهد العام دون ان يكون فاعلا فيه حيث اكتفى باصدار مذكراته بما فهم منه انتهاء لنشاطه في المجال السياسي. من الواضح أن السبسي أو «البجبوج» كما يحلو لأنصاره و مريديه تسميته، استشعر الخطر المحدق بمآربه السياسية،لذلك زاد في وتيرة خطابه المنتقد لحكومة العريض التي يرى انها عنوان للفشل في تسيير دواليب الدولة، وهو ما قد يفسر دعوته يوم الاحد الفارط في الإجتماع الشعبي الذي عقده حزبه بباريس إلى تشكيل «حكومة وحدة وطنية» تدير شأن الحكم إلى حدود نهاية الفترة الإنتقالية الحالية التي يرى السبسي أنه يكتنفها الكثير من الضبابية وفقا لتصريحات صحفية كان قد أدلى بها لوسائل إعلام وطنية و أجنبية. الاهم من كل هذا،هو التغيير الحاصل في التكتيك السياسي الذي ينتهجه السبسي في صراعه مع منافسيه،فالرجل لم يعد يكتفي فقط بمجرد خوض المعركة الإعلامية عبر التصريحات النارية و المدوية التي تحدث دائما ضجة لدى الراي العام،بل انه اضحى يعول على التعبئة الجماهيرية قصد النزول للشارع للتصدي لمشاريع خصومه. إن دعوة السبسي أنصاره للتظاهر يوم السبت القادم امام مقر المجلس الوطني التأسيسي تعكس تطورا نوعيا في خيارات و آليات العمل السياسي لحزب النداء وهو ما ينذر بمواجهة سياسية ساخنة بين الطرفين الاقوى في المعادلة السياسية الحالية و نقصد هنا حركتي النهضة و نداء تونس .