اعتلى مساء أمس الاربعاء 19 جويلية 2017، "السوبر ستار" راغب علامة ركح المسرح الأثري بقرطاج وسط حضور جماهيري قياسي. هتافات الجمهور الذي توافد على الحفل قبل ساعتين وأكثر من بدئه بأعداد غفيرة لا تخال فضاء المسرح يسعها عندما تشاهدها خارجه، رجّت المدارج دون شك في انتظار لقاء "سفير الاحساس والرومانسية" مثلما يحلو لمعجبيه تسميته. وعلى الساعة العاشرة ليلا كان راغب علامة في الموعد مع جمهوره الذي اختار أن يغني له "اشتقتلّك أنا"، ثم خاطبه قائلا: "لما بشوفكم بيوقف قلبي" قبل أن يضيف "سألوني لوين رايح قلتلهم لحبيبة قلبي تونس"، جمل أسعدت الحاضرين وجعلتهم يتفاعلون معها أيّما تفاعل. علامة الذي وقف على نفس الركح لأول مرة بداية الثمانينات، عاد إليه بأغاني تعود لبداياته على غرار "يا ريت" و"أنا عاشق نور عينيك"، و"أنا اسمي حبيبك" و "بعدو لوحدي" و"انت الحب الكبير" و"يا بنت السلطان"، وأخرى من إنتاجاته الجديدة مثل "أنا مابهزرش" و "تركني لحالي" و"شفتك تلخبطت"، في مزيج بين القديم والجديد ألهب المسرح حتى أن صوته كاد يكون "مفقودا". ولعلّ المعجبين والمحبين استمتعوا بالحفل والجو الصاخب الذي ميزه خاصة وأن الفنان اللبناني حاول قصارى جهده إرضاء معجبيه من الجنس اللطيف بالدرجة الأولى سواء من خلال مصافحتهن أو أخذ الصور معهن حتى أنه جثا على ركبتيه من أجل صورة سلفي مع إحداهن واستجاب أكثر من مرة لالتقاط سلفيات بنفسه معهن. لا أحد يستطيع أن ينكر نجاح الحفل جماهيريا، كما لا يمكن، في المقابل، لمتابعي الحفل البارحة من عشاق الطرب الذي اعتاد "سوبر ستار العرب" أن يقدمه أن يتغاضوا على الهفوات التقنية التي ارتكبها محبوبهم خاصة وأن أغلبها يعود إلى قلة التركيز على الغناء مقابل التركيز على "جنيات تونس" كما وصفهن علامة عندما غنى لهن "انت تونسية وإلا جنية". راغب علامة نفسه لم ينكر وإن كان بطريقة غير مباشرة، أن نجم الحفل بامتياز البارحة كان الجمهور، حيث أسند إليه عدد 20 على 10 على أدائه المتناسق والمتجانس ككورال محترف، وذلك في رده على سؤال لحقائق أون لاين خلال الندوة الصحفية التي تلت السهرة حول تقييمه لأدائه في الحفل والعدد الذي يمكن أن يسنده لنفسه على عشرة. ولئن أكد علامة أن ما يتقاضاه من قرطاج أقل بكثير مما يتقاضاه من مهرجانات أخرى، مطنبا في شرح البعد الرمزي لهذا المهرجان الذي لا يقدر بثمن على حد وصفه، إلا أن الأكيد أن الجمهور أمس اقتطع تذاكر لحضور حفل غنى فيه المطرب أقل من نصف ساعة بكثير من "النشاز" في حين أنقذ هو بقية الساعتين اللتين أطلّ خلالهما السوبر ستار أيضا بكثير من النشاط والحيوية والإشراق الذي لا شكّ فيه.
