أكّد باولو جينتيلوني رئيس مجلس الوزراء الايطالي، خلال اللقاء الذي جمعه اليوم السبت 25 نوفمبر 2017، بقصر قرطاج مع رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي، التعاون الوثيق بين تونس وإيطاليا في مجال التصدي للهجرة غير الشرعية ومكافحة الارهاب، والذي يتطلب تكاتف الجهود وتسخير كل الامكانيات لإيجاد الحلول الكفيلة بتحصين المجتمع وتعزيز دوره في التصدي لهذه الظاهرة، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية. وأضاف جينتيلوني أن بلاده التي تُعد الشريك الثاني لتونس، على إستعداد لدفع الاستثمارات الايطالية وتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات، بما يساعدها على تحقيق النمو الاقتصادي والإجتماعي الذي تتطلع اليه، مشيدا بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين والتي تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. واعتبر أن تونس نجحت في إرساء ديمقراطية تعددية تقوم على الحوار والتوافق واحترام القانون وتمكين المرأة، منوها بالنموذج التونسي في هذا المجال. ولفت إلى تطابق وجهات نظر البلدين فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا، وحرصهما على إستمرار التشاور ودعم جهود المبعوث الأممي الى ليبيا للتوصل إلى حل سياسي دائم، وتحقيق الاستقرار المنشود في هذا البلد. من جهته أفاد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بأن تونس منكبة على توظيف كافة إمكانياتها لاستكمال الاصلاحات الاقتصادية الكبرى التي بدأت فيها، من أجل تجاوز الصعوبات الظرفية وتحقيق النمو الاقتصادي المنشود، معتبرا أن علاقات الصداقة العريقة والمتميزة التي تجمع تونس وايطاليا يجب أن تشكّل حافزا لمزيد الارتقاء بالتعاون الثنائي لما فيه مصلحتهما المشتركة. وفيما يتعلق بالملف الليبي، أوضح أن تونس تعتبر تحقيق الإستقرار في هذا البلد الشقيق عاملا حيويا لضمان أمن واستقرار منطقة شمال افريقيا والبحر المتوسط، مؤكدا أن تونس لا تتدخر جهدا من أجل حث الأشقاء الليبيين على مواصلة الحوار، وتوفير الأسباب الكفيلة بإيجاد تسوية سياسية شاملة ودائمة في اقرب الآجال. وأدان الجانبان بشدة الاعتداء الارهابي الغادر الذي جدّ أمس الجمعة بمسجد بشمال سيناء وأودى بحياة مئات الأبرياء، معربين عن تضامنهما المطلق مع مصر حكومة وشعبا ومع عائلات الضحايا، ومتمنيين الشفاء العاجل للجرحى والمصابين.