يسري اللواتي- ستنطلق وزارة التربية بداية من السنة الدراسية القادمة، في تطبيق برنامج تجريبي وهو "مدرسة الحظ الثاني"، لاستقبال وإعادة توجيه الأطفال المنقطعين عن الدراسة، وفق تأكيد مدير عام الدراسات والتخطيط ونظم المعلومات بوزارة التربية بوزيد النصيري. عن تفاصيل البرنامج أفاد النصيري في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الأربعاء 14 فيفري 2018، بأنه ياتي في إطار مجهود الوزارة لمقاومة ظاهرة الانقطاع عن الدراسة وخاصة الانقطاع المبكر، لذلك عملت الوزارة على بناء منظومة جديدة هدفها اعادة ادماج المنقطعين عن الدراسة الى احدى منظومات تكوين الموارد البشرية، وهي تنقسم إلى منظومة التعليم المدرسي والتكوين المهني، وفق تعبيره. مرحلة تجريبية بداية من السنة القادمة.. وكشف مدير عام الدراسات والتخطيط ونظم المعلومات بوزارة التربية، عن توجه الوزارة نحو تطبيق البرنامج عبر مرحلة تجريبية بداية من السنة القادمة، لنطبق في أربع مراكز نمودجية موزعة في تونس الكبرى والشمال الشرقي والشمال الغربي والوسط والجنوب. وبين أنه سيقع اختيار المواقع وفق معايير علمية مضبوطة منها اعطاء الأولوية للجهات الأكثر تضررا من ظاهرة الانقطاع المبكر عن الدراسة، مؤكدا أن هذه المراكز ستضم مبيتات للأطفال الملتحقين من جهات بعيدة، وفق قوله. برنامج لتدارك النقائص التي يشكو منها الطفل.. وذكر في السياق ذاته أن البرنامج سيخصص مراكز توجيه يتم فيها استقبال الأطفال المنقطعين عن الدراسة وقياس ممتلكاتهم وكفاياتهم التربوية والتعليمية واعداد مراجع افرادية لكل منهم حسب حاجياته الفعلية، مشددا على أنه سيقع تحديد حيّز زمني خاص لكل تلميذ يتلقى فيه الطفل برنامجا تعليميا قصد اكسابه الكفايات التي تنقصه. وتابع بأنه عند انتهاء هذه المرحلة يتم اعادة الطفل إلى المدارس العادية أو توجيهه إلى أحد مراكز التكوين المهني إن كان مستعدا لذلك، وبالنظر إلى قدراته وميولاته. مراكز متكاملة.. بين بوزيد النصري أن البرنامج الجديد للوزارة، سيضم فضاءات مخصصة للتعليم، وكل ما يستحقه الطفل من رعاية نفسية واجتماعية قصد ادماجه مجددا في الدورة الاجتماعية وذلك عن طريق توفير موارد بشرية مختصة في التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع في هذه المراكز. وأكد أن الفضاءات ستكون مخصصة كذلك للنشاط الثقافي والاجتماعي والرياضي، قصد توفير كل ما يستحقه الطفل، معتبرا أن الوزارة تعول على نجاح البرنامج بالاشتراك مع عدد من الوزارة والاطراف من بينها وزارة التكوين المهني والتشغيل ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة ووزارة المرأة والأسرة والطفولة من اجل ضمان عمل جماعي هادف، وفق تعبيره. وتشير أرقام وزارة التربية في السنة الدراسية (2014- 2015) إلى أن العدد الجملي للمنقطعين عن الدراسة بين المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية يقدر ب105175 تلميذا، تتمحور أبرز الأسباب حول ظروف اجتماعية أو مادية. وبلغت نسبة الأمية في تونس خلال احصائيات لوزارة الشؤون الاجتماعية خلال سنة 2015، 19 بالمئاة من مجموع السكان.