108750 تلميذا غادروا مقاعد الدراسة للموسم الدراسي 20172018 في كافّة المراحل التعليمية وهو رقم يدعو الى التخوف والتوقف خاصة وأنّ العدد الجملي للمنقطعين عن الدراسة يبلغ 300 الف تلميذ 30 بالمائة منهم لم يتم التعرف على نوعية الأنشطة التي يقومون بها حاليا. تونس (الشروق): ورغم المجهودات مازالت منظومة التربوية عاجزة عن احتواء أبنائها ومنعهم من مغادرة مقاعد الدراسة مبكرا، فقد ارتفعت نسب التلاميذ الفاشلين دراسيا والتسّرب لأطفال دون السادسة عشر لوجهات غير معلومة. أطفال من كلّ المراحل التعليمية خارج أسوار المدارس بأعداد متزايدة ووضع ينذر بالخطر ويدق جرس الانذار. ويشار ان الوضع لم يعد يحتمل التأجيل و الاجراءات المتخذة سابقا باتت متآكلة أمام تفاقم المشكل وقد علمنا من مصادر في وزارة التربية انه تم اتخاذ توجه جديد عبر اطلاق البرنامج النموذجي ثلاثي الابعاد للتصدي للانقطاع المدرسي، الذي سيتم تنفيذه في 20 مؤسسة تربوية (مدارس ومعاهد) بتمويلات تقدر ب5,4 ملايين دينار وذلك على مدى ثلاث سنوات، بدعم من السفارة البريطانية والوكالة الايطالية للتعاون والتنمية واليونسيف. ويهدف البرنامج الى التّصدي للانقطاع المدرسي وذلك عبر تركيز آليات بيداغوجية وإحاطة صلب المؤسسات التربوية قصد الحدّ من ظاهرة الانقطاع و التسرب المدرسيين، وهو يرتكز على ثلاثة أبعاد يتمثل البعد الأول في آلية التّدارك والدعم البيداغوجي والتي يتلقى بمقتضاها التلميذ المساعدة البيداغوجية بصورة افرادية او ضمن مجموعة صغيرة من التلاميذ .ويتمثل البعد الثاني في تركيز مكتب للإصغاء والمرافقة صلب المؤسسة التربوية يتولى توفير الإحاطة المبكرة والمنفردة للتلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التأقلم داخل الوسط المدرسي. اما البعد الثالث فهو يهم التعليم الاستدراكي، وهي آلية توفر المرافقة البيداغوجية والافرادية داخل المؤسسة التربوية لفائدة الأطفال الذين يعودون إلى المدرسة بعد انقطاع طويل نسبيا عن الدراسة. وسينطلق البرنامج في مرحلة اولى بسبع مؤسسات مدرسية، موزعة على مختلف أنحاء الجمهورية (مدرسة اعدادية بالمصيدة من ولاية بنزرت ومدرسة إعدادية بقرية القنطرة من ولاية سليانة ومدرسة إعدادية بمدينة المنيهلة من ولاية أريانة ومعهد بمدينة الفوار من ولاية قبلي ومدرسة إعدادية ومعهد بمعتمدية المحرس من ولاية صفاقس ومدرسة ابتدائية بمعتمدية مارث من ولاية قابس). ويذكر ان وزارة التربية عملت خلال الفترة المنقضية في إطار توفير المرافقة اللازمة للتلاميذ الذين يشتكون من صعوبات تعليمية أو نفسية أو اجتماعية كما شجّعت الوزارة المدرّسين على تقديم دروس الدعم لفائدة هؤلاء التلاميذ وقامت بانتداب 52 أخصّائيّا نفسيّا بحساب اثنين لكلّ مندوبية حتّى يكون على ذمّة المؤسّسات التربوية للتدخّل في الحالات التي تستوجب توفير الإحاطة والمرافقة. شركاء لدعم المنظومة الوطنية لمدرسة الفرصة الثانية كما عملت وزارة التربية على إرساء منظومة الفرصة الثانية وذلك بالتنسيق مع وزارة التكوين المهني ووزارة الشؤون الاجتماعية بدعم من شركائها الماليين والفنيين وبالشراكة مع منظّمات من المجتمع المدني، وستعمل هذه المنظومة على تمكين المنقطعين (1218 سنة) من فرصة ثانية لإكسابهم المعارف والمهارات من أجل إدماجهم الاجتماعي وبناء مشروعهم المهني. وفي هذا الإطار سيتمّ إرساء مراكز الفرصة الثانية التي ستستقبل التلاميذ المنقطعين وتوفّر لهم الإحاطة النفسية والاجتماعية والتربوية وتساهم في تأهيلهم وإكسابهم المهارات الحياتية اللازمة وفق مقاربات جديدة تعدّ للحياة العملية.