إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    نحو إنجاز مشروع جديد خاص بالشبكة الحديدية السريعة ..وزارة التجهيز توضح    سليانة: الأمطار الأخيرة ضعيفة ومتوسطة وأثرها على السدود ضعيف وغير ملاحظ    بسبب خلاف مع زوجته.. فرنسي يصيب شرطيين بجروح خطيرة    أخبار الملعب التونسي ..الجويني يعود والدو في امتحان جديد    أنس جابر في دورة روما الدولية للتنس : من هي منافستها ...متى و أين ؟    نادي ليفربول ينظم حفل وداع للمدرب الألماني يورغن كلوب    الكشف عن توقيت مباراة أنس جابر و صوفيا كينين…برنامج النّقل التلفزي    طقس الجمعة: امطار متفرقة بهذه المناطق    اليوم: طقس ربيعيّ بإمتياز    تسجيل 10 وفيات و396 مصاب خلال 24 ساعة في حوادث مختلفة    مفتي الجمهورية يحسم بخصوص أضحية العيد.. التفاصيل    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    خطبة الجمعة .. لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما... الرشوة وأضرارها الاقتصادية والاجتماعية !    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    دراسة تكشف...الفوضى ... ثقافة مرورية في تونس !    مدنين.. مشاريع لانتاج الطاقة    أبناء قرقنة ...سعداء بهزم الترجي ونحلم بالعودة إلى «الناسيونال»    أخبار النجم الساحلي.. الهيئة تُنهي الاضرابات والآمال معلّقة على «الكلاسيكو»    بلاغ هام للنادي الافريقي..#خبر_عاجل    شركات تونسية وأجنبية حاضرة بقوة وروسيا في الموعد...صالون الفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس يصنع الحدث    اتحاد الفلاحة: لوبيات القطاع سيطروا على الميدان    ولي يتهجم على أعضاء مجلس التأديب بإعدادية سهلول...القضاء يتدخل    المهدية .. تم نقلهم إلى المستشفى لتلقّي العلاج.. إصابة 5 تلاميذ في حادثة رشق حافلة بالحجارة    بلا كهرباء ولا ماء، ديون متراكمة وتشريعات مفقودة .. مراكز الفنون الدرامية والركحية تستغيث    أحمد العوضي عن عودته لياسمين عبدالعزيز: "رجوعنا أمر خاص جداً"    قوات الاحتلال تمنع دخول 400 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة..#خبر_عاجل    عاجل/ هجوم جديد للحوثيين على سفينة في خليج عدن عبر زورق مسلحين    المنستير...اجراءات لحماية الثروة الغابية والفلاحية من الحرائق    جندوبة...لقاء مع سفيرة كندا لبحث فرص الاستثمار    أضحية العيد: مُفتي الجمهورية يحسم الجدل    اليوم: تصويت مرتقب في الأمم المتحدة بشأن عضوية فلسطين    ممثلة الافلام الاباحية ستورمي دانيلز تتحدث عن علاقتها بترامب    صفاقس: الشركة الجهوية للنقل تتسلم 10 حافلات مزدوجة جديدة    المغرب: رجل يستيقظ ويخرج من التابوت قبل دفنه    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    حالة الطقس اليوم الجمعة    بعد معاقبة طلاب مؤيدين لفلسطين.. رئيسة جامعة كورنيل الأمريكية تستقيل    بنزرت.. الاحتفاظ بثلاثة اشخاص وإحالة طفلين بتهمة التدليس    نبات الخزامى فوائده وأضراره    وزير الخارجية: تونس حريصة على المحافظة على العلاقات التّاريخية والطّبيعية التّي تجمعها بالاتّحاد الأوروبي    استدعاء سنية الدّهماني للتحقيق    المرسى: القبض على مروج مخدرات بحوزته 22 قطعة من مخدّر "الزطلة"    أولا وأخيرا...شباك خالية    قابس : الملتقى الدولي موسى الجمني للتراث الجبلي يومي 11 و12 ماي بالمركب الشبابي بشنني    تونس تفوز بالمركز الأول في المسابقة الأوروبية لزيت الزيتون    اللغة العربية معرضة للانقراض….    تظاهرة ثقافية في جبنيانة تحت عنوان "تراثنا رؤية تتطور...تشريعات تواكب"    سلالة "كوفيد" جديدة "يصعب إيقافها" تثير المخاوف    سابقة.. محكمة مغربية تقضي بتعويض سيدة في قضية "مضاعفات لقاح كورونا"    دراسة صادمة.. تناول هذه الأطعمة قد يؤدي للوفاة المبكرة..    حماية الثروة الفلاحية والغابية من الحرائق في قابس....و هذه الخطة    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    مفزع: 376 حالة وفاة في 1571 حادث مرور منذ بداية السنة..    كشف لغز جثة قنال وادي مجردة    تونس تستقطب استثمارات خارجية بقيمة 517 مليون دينار خلال الثلاثي الأول من 2024    الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج – كلاسيكو الجولة السابعة) : الترجي للابتعاد بالصدارة والنجم لاعادة توزيع الاوراق    إذا علقت داخل المصعد مع انقطاع الكهرباء...كيف تتصرف؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجيب عبد المولى: تاريخ انطلاق الإصلاح التربوي لم يكن سوى تتويجٍ لمحطّات التمهيد التي أعدّت لها شبكة "عهد"
نشر في حقائق أون لاين يوم 25 - 00 - 2018

نظم المعهد العربي لحقوق الانسان وفريق عمل الأمم المتحدة للتربية على المواطنة ندوة وطنية بعنوان "التعليم والمواطنة: المنجز وقضايا الاستدامة"، وذلك يوم 31 جويلية 2018 بأحد النزل بتونس العاصمة.
وضم برنامج الندوة جلستين الأولى تحت عنوان "الخطة الوطنية للتربية على المواطنة: قضايا التربية على حقوق الانسان والمواطنة والاستدامة" والثانية تحت عنوان "مسار إصلاح التعليم: استدامة العمل حول إصلاح التعليم"، إضافة إلى تنظيم عمل 3 ورشات تمحورت حول "قضايا الاستدامة".
وعرفت الندوة حضور عدد من الخبراء في مجال التربية وحقوق الانسان، بما أتاح لحقائق أون لاين فرصة إجراء الحوار التالي مع الخبير في مجال حقوق الانسان والمتفقد العام للتربية والعضو بالمعهد العربي لحقوق الانسان محمد نجيب عبد المولى
فترة مرّت على انطلاق الإصلاح التربوي في صيغة تشاركيّة ضمت كلا من وزارة التربية والاتحاد العام التونسي للشغل والمعهد العربي لحقوق الإنسان، وقبل انطلاق الإصلاح هناك مراحل عديدة مهّد لها المعهد العربي لحقوق الإنسان، ماهي هذه المراحل؟
من بين مطالب المجتمع بعد ثورة جانفي 2011 القيام بعدّة إصلاحات من بينها إصلاح المدرسة والمنظومة التّربويّة، وكانت المقاربة التّشاركيّة تجسيما للخيار الدّيمقراطي الذي مثل أفقا للثورة ولرهاناتها وطموحات الأجيال القادمة في بناء مستقبل يليق بكرامة الإنسان. وبما أنّنا سنتحدّث عن تاريخيّة مسار الإصلاح نبدأ بأوّل تاريخ لهذا المسار وهو 23 أفريل 2015، تاريخ انطلاق مسار الإصلاح وكان ذلك في اجتماع عام ضمّ القيادات الثّلاث وآلاف الحاضرين والحاضرات من المهتمّين والمهتمّات بالشأن التّربوي في العاصمة والجهات من العائلة التّربوية. ولم تلتق هذه الأطراف في القيادة بمحض الصّدفة، وإنّما نبع لقاؤها من الحرص على أكبر قدر ممكن من النّجاح لهذا الإصلاح.
فالاتحاد العام التونسي للشغل هو أكبر طرف اجتماعي يضمّ مختلف الأطياف الفاعلة في الحقل التّربوي، وفي مشاركته في قيادة الإصلاح ضمانة لحضور تصوّرات منظوريه ومقترحاتهم في الإصلاح التّربوي. أمّا المعهد العربي لحقوق الإنسان الممثل لشبكة عهد النّاشطة في المجتمع المدني فيعبّر عن رؤية حاملة للقيم الوطنيّة والقيم الكونيّة والتّصوّرات الحداثيّة التي نريدها أرضية سلوك للفعل التّربوي في المستقبل. إن هذه القيادة الثّلاثية هي بداية كسر الصورة النمطيّة السائدة عن الوزارة باعتبارها سلطة حاكمة محتكرة عادة للقرارات ومصدرة للأوامر والتعليمات، لرسم صورة بديلة عنها، صورة السلطة المتجذّرة في محيطها المدني والمتفاعلة معه، شراكة حوّلت التفاعل بين المركز والجهات والتعامل بين الوزارة والمجتمع المدني إلى حقيقة، بل إلى إطار ترسم داخله خطوات الإصلاح التربوي.
ومن 15 ماي إلى 17 جويلية 2015، تم تنظيم حوار في الجهات بين مختلف أطراف العملية التربوية حول إصلاح المنظومة التّربوية دامت شهرين متّصلين تمخض عن ذلك صياغة تقارير جهوية رفعت من 26 مندوبية جهوية للتّربية وقد مثّل الحوار الوطني حول إصلاح المنظومة التّربوية أكبر استفتاء بعد الثورة شارك فيه حوالي مليونيْ تلميذ وعشرات الفاعلين التربويين وآلاف الأولياء، وشارف عدد صفحات التقارير الجهوية ثمانمائة صفحة. وأوكلت لجنة شكّلت من ممثّلين وممثّلات عن وزارة التربية والاتحاد العام التونسي للشغل والمعهد العربي لحقوق الإنسان لتضطلع بمهمّة تفريغ محتويات نتائج الاستشارة الجهوية تشخيصا ومقترحات وقد تمّ الاتفاق بين أعضاء هذه اللّجنة على أن يحمل التّقرير العام المواصفات التّالية: أن يكون أمينا وشاملا للنقاط الواردة في تقارير الجهات، وأن يحظى بأكبر قدر من الموضوعيّة فيقدّم المعطيات ويحصيها ويرتبها حسب تواترها في التقارير الواردة على اللجنة دون أن يقدّم حكما في الغرض لها أو عليها، وأن تكون صيغة وظيفيّة قابلة لكي تستثمر من اللّجان الفنية التي ستشتعل على مختلف محاور الإصلاح التربوي. تلك ثمرة أولى للمسار الإصلاحي تعكس جهود الأطراف المشاركة في الاستشارة. وهي مادة تتوفر لتكون معينا ثريّا للتشخيص والاقتراح وبناء منظومة إصلاح تربوي نابعة من القاعدة من أجل مدرسة جديدة موسومة ببصمة الخبراء والخبيرات التربويين المتشبّعين بمسارات التّجارب الإصلاحية التّربوية الناجحة.
ماهو دور شبكة عهد في عملية الإصلاح التربوي؟
قبل هذه الجهود الثلاثية للجنة قيادة الإصلاح التّربوي، كانت لشبكة عهد أعمال مجتمعيّة مهّدت للإصلاح التربوي، ونذكر أهمّ التواريخ والمحطّات على النّحو التّالي: انتظمت ورشة التفكير الأولى لفريق التخطيط الاستراتيجي، الذي تدرب ضمن برامج المعهد العربي لحقوق الإنسان الخاصة بحملات المناصرة، لوضع تصور لمسار حملة إصلاح المنظومة التربوية في تونس وفق "منهجية التكتيكات الجديدة لحقوق الإنسان" أيام 17 و18 و19 جانفي 2014. تشكل فريق للتفكير يتكوّن من خبراء في مجال حقوق الإنسان وجامعيين لإعداد المواد المعرفية التي سيعتمدها النشطاء والنّاشطات في الحملة بالإضافة إلى مجموعة الفريق الاستراتيجي. ولقد جسّم هذا المسار المقاربة التّشاركيّة على اعتبار أنّ الخبراء كانوا يعتمدون دائما توصيات اللقاءات الجهويّة التي أثبتت أنّ أصحاب الرأي موجودون في كل مناطق الجمهوريّة، حيث اكتشف المنظّمون في كلّ مرة نساءً ورجالا مميزين وقادرين على حُسن التقييم والمساهمة في وضع التصورات وبناء المسارات وتَمثُّل أفق جديد للمدرسة التونسيّة.
وبمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال يوم 20 مارس 2014 انتظم لقاء بأحد النزل بتونس، حضره قرابة المائة شخص من مختلف فعاليات المجتمع المدني وكوادر وخبراء التربية والتعليم في تونس وممثلي نقابات التعليم وبعض ممثلي أجهزة الأمم المتحدة المعنية حيث تم عرض النسخة الأولى من "عهد التربية ومدرسة المواطنة" ومناقشة ما تضمنه من مبادئ ومداخل للإصلاح. جليّ جدّا إسهام شبكة عهد في التمهيد لانطلاق مسار الإصلاح التّربوي ولم يكن تاريخ انطلاق الإصلاح في أفريل 2015 سوى تتويج لمحطّات التمهيد التي كانت أرضية للعمل اللّاحق. هذه أهمّ التواريخ لمسار الإصلاح التّربوي. بعدها تشكّلت لجان للإصلاح وعددها 15، لا يتسع المجال لذكرها واحدة بواحدة، تخصّصت كلّ لجنة في جانب من الإصلاح. واشتغلت اللّجان على حدة ونُظّمت أيام تربوية لعرض الأعمال ومناقشتها ومن أهمّها: لقاء بالمركز الدّولي لتكوين المكوّنين والتجديد التربوي. بعد ذلك انصرفت اللّجان للعمل ونظّمت لقاءات دوريّة وكان من بينها لقاء لجنة القيادة لمناقشة مخرجات اللّجان ومن أبرز اللّقاءات كان لقاء المهدية لمناقشة عمل لجنة التشريعات والذي تمّ تنقيح بنوده بندا بندا والمصادقة عليه من الأطراف الثّلاثة ثمّ عرضه على ممثّلين وممثلات في مجلس نواب الشعب في مناسبتين. الأولى كانت في نزل المشتل والثانية في المركز الدولي بالبحيرة، والآن ينتظر هذا القانون المصادقة من مجلس نواب الشعب بصفة رسمية.
ماهي مقتضيات الاستدامة التي ترونها في اللحظة الراهنة؟
يجب المزيد من تدعيم اللحمة بين الأطراف الثلاثة والمزيد من تظافر الجهود لرسملة مخرجات اللجان ومتابعة البناء إضافة إلى تكثيف اللّقاءات بالأطراف التربوية لإعلامها ووضع دوريّة لقاء للجنة القيادة ودفع مسار الإصلاح إلى الأمام بمواصلة النّظر في مخرجات أعمال اللّجان وتعديلها والمصادقة عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.