أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، خلال كلمته التي ألقاها اليوم الجمعة 05 جويلية 2013 في المجلس الوطني التأسيسي، عن قرار اتخذته الحكومة الفرنسية يقضي بفتح الأرشيف الخاص باغتيال الزعيم النقابي و الوطني فرحات حشاد وذلك بغية الكشف عن ملابسات هذه الجريمة التي تمت صبيحة يوم 05 ديسمبر 1952 على يد منظمة اليد الحمراء التي كانت بمثابة الجيش السري للجمهورية الفرنسية وفقا للتعبير الذي إستعمله أحد قدمائها المسمى انطوان ميليرو في مؤلف له. كما أضاف هولاند أنه سيزور ضريح حشاد في منطقة القصبة في حركة رمزية لرد الاعتبار للزعيم حشاد، علاوة على لقائه بأرملته و ابنه نورالدين حشاد. و يعد فرحات حشاد الاب المؤسس للاتحاد العام التونسي للشغل في جانفي 1946، وهو أيضا أحد أبرز القيادات الوطنية في فترة ما قبل الإستقلال حيث تزعم الحركة الوطنية في مطلع خمسينات القرن الماضي إبان غياب قادتها السياسيين خاصة الحبيب بورقيبة و صالخ بن يوسف اللذين طالتهما موجة الإعتقالات و القمع وقتذاك. و قد ظلت فرنسا طوال ال 60 سنة الماضية ترفض فتح الارشيف الخاص بقضية اغتيال حشاد باعتباره سرا من اسرار الدولة الفرنسية حيث جابهت كل محاولات الباحثين و القوى الوطنية الساعية لمعرفة الحقيقة بالتسويف و المماطلة وذلك رغم انقضاء الفترة القانونية التي تسمح بالولوج إلى الارشيف. و في تعليقه على هذا القرار الذي اعلن عنه هولاند،قال المؤرخ الجامعي عبد الواحد المكني صاحب كتاب «فرحات حشاد: المؤسس الشاهد القائد الشهيد» في تصريح خاص لحقائق أون لاين:"إن هذه الخطوة تعتبر إيجابية في مسار الكشف عن كل الملابسات التي حفت بحادثة اغتيال الزعيم فرحات حشاد لاسيما وان هناك بعض القوى السياسية التي تقوم بمحاولات ساذجة لتصفية خصومتها مع بورقيبة من خلال اتهامه بالتواطؤ في هذه الجريمة" مضيفا "ان هذا القرار يعزى بالاساس إلى الضغط الذي مارسته بعض قوى المجتمع المدني التونسي على فرنسا". و شدد المكني على ضرورة أن يفتح أرشيف حشاد للباحثين لا إلى رجالات السياسة و ذلك احتراما للقواعد الاكاديمية و العلمية .كما ذكر بقضية اغتيال الامين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد شكري بلعيد الذي قال عنه"إن قضيته تتشابه مع ملف حشاد و بالتالي لا بد ان تاخذ نفس المنحى من اجل الكشف عن كل خيوط الجريمة بما في ذلك الاشخاص او الجهات التي خططت و دعمت العملية."