وجّه رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي رسالة من سجنه إلى رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي، مشيرا إلى أن وجُوده في زنزانته أوهم النهضة بأنّه في موقف ضعف فهاجموه وحزبه. وشدّد على أنه يرفض التحالف مع حزب النهضة، موجها لها عديد الاتهامات. وفي تصريح مقتضب لحقائق أون لاين، قال القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري: "إنه لم يطلع على الرسالة.. لكن كان أولى بالقروي أن يدافع عن براءته ويتحدث عن قضايا أخرى تهمّه عوض الخوض في الشأن السياسي". من جانبه اعتبر المحلّل السياسي صلاح الدين الجورشي أن رسالة نبيل القروي لراشد الغنوشي جاءت لتعكس حالة من الغضب والشعور بالخيبة لأنه حاول منذ سنوات بناء علاقة ايجابية ومفتوحة مع النهضة وتحديدا مع الغنوشي، لكنه من خلال متابعته لما يحدث تبيّن له أن الغنوشي قد "نفض يده منه" وقطع اي علاقة معه". وتابع في ذات السياق بأن ردّة فعل القروي جاءت قويّة وحازمة ورأى بأنه مؤهل أكثر من الغنوشي بأن يصرح بأنه لن يتحالف مع النهضة ولن تكون له معها أيّة علاقة، مشيرا إلى أن هذا الوضع يعكس أزمة ثقة بين الحزبين ويقطع الطريق حول بناء حكومة ائتلافية بين النهضة وقلب تونس. وبيّن أن هذا الوضع يمكن أن يدفع بالغنوشي إلى التفكير في الانتقال من الحكم إلى المعارضة، وهو أمر يتأكّد يوما بعد يوم، وسيتوضّح أكثر بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية. وبخصوص تشديد نبيل القروي في رسالته لأكثر من مرّة على عدم تحالفه مع النهضة، أفاد صلاح الدين الجورشي بأن القروي يغازل العديد من الأطراف وأكثر من ذلك فقد دعا من قبل معظم مكونات الاسرة الوسطية الحداثية للالتفاف حوله وقال إنه سينسى الصراعات السابقة وسينقد المنظومة التي أصبحت مهددة. وتابع الجورشي بأن نبيل القروي جعل النهضة خصما له، وهو ما تأكد من خلال قوله بأن له شكوك قوية حول تورط النهضة في الاغتيالات، معتبرا أن الموقف متشنج وسابق لأوانه ويوؤكد القطيعة مع النهضة.