تحدث طبيب الانعاش زكريا بوقيرة في فيديو تناقله رواد موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك منذ مساء أمس، عن إمكانية أن يكون عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في تونس أكثر بكثير من العدد الرسمي المعلن عنه (20 حالة بتاريخ 15 مارس 2020)، وذلك بمجرد القيام بعملية حسابية مقارنة بالنموذج الصيني، متوقعا وجود أكثر من 256 إصابة في تونس حاليا، وتسجيل أكثر من 4آلاف حالة في موفى الشهر الجاري. وفي هذا الإطار، اعتبر مدير عام الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة شكري حمودة، في تصريح لحقائق أون لاين اليوم الاثنين 16 مارس 2020، أن أي مقاربة أو نمذجة حتى تحاكي أرض الواقع، يجب الأخذ بعين الاعتبار كل المعطيات المؤثرة فيها وخصوصياتها الاجتماعية والاقتصادية وعادات وسلوكات كل مجتمع. وتابع بالقول: "وبالتالي لا يمكن إسقاط نموذج مغاير للمجتمع والسلوكيات على أي مجتمع آخر، وحتى إذا اردنا ذلك علينا دوما اعتماد آلية التنسيب". وفي رده على ما جاء في حديث طبيب الانعاش المذكور، قال حمودة: "بإمكان أي شخص قول ما يريد.. ولكن تبقى الكلمة الفصل لأهل الاختصاص والمهندسين في المجال وهم الوحيدون الذين يستطيعون تقديم معطيات علمية دقيقة في الغرض". وعن حالة الهلع التي يمكن أن تحدثها مثل هذه التصريحات خاصة عندما تصدر عن أهل القطاع من الإطار الطبي وشبه الطبي، لفت مدير عام الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة شكري حمودة، إلى أن دخول الانسان في حالة من الهلع يجعله لا يستطيع استعمال قشرته الدماغية وبالتالي تصبح تصرفاته غير ملائمة للحاجة، وهو ما لا يمكن الوصول إليه، مشددا على ضرورة اتباع توصيات الوقاية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد لكن دون الوقوع في حالة الهلع، وفق تقديره. أما عن إمكانية تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات اليوم، فاكتفى بالقول إن ذلك منطقي. وبالنسبة لتصريحه سابقا بإمكانية وجود بؤرة للفيروس في تونس، أكد محدثنا أن الأمر حاليا لا يرتقي إلى مفهوم البؤرة بقدر ما هي حالات عائلية متفرقة. وتجدر الإشارة إلى أن تونس تتبع الآن اجراءات المرحلة الوبائية الثالثة لمكافحة انتشار فيروس كورونا وتستبق اجراءات المرحلة الرابعة المتقدمة رغم وجودها في خانة المرحلة الثانية لمحاربة هذا الفيروس على أرض الواقع، خاصة وأن القطاع الصحي في تونس يشكو نقصا في المعدات الطبية اللازمة لمكافحة المرض، وفق تصريحات سابقة لشكري حمودة. وتتبع وزارة الصحة اجراءات المرحلة الثالثة التي تتسم بوجود حالات متفرقة وبؤر وباء ولا يوجد انتشار نشط للفيروس، وتبرمج إجراءات استباقية للمرحلة الرابعة التي تتميز بانتشار المرض في كل مكان.