خلف قرار الهيئة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا القاضي بايواء 50 شخصا صباح اليوم بالحجر الصحي الإجباري في مبيت مركز التكوين المهني بمعتمدية القلعة الكبرى من ولاية سوسة حالة من الاحتقان والغضب في صفوف الأهالي ولدى السلط المحلية سيما وأنه لم يتم تسجيل أية حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد في المنطقة. وفي تصريح لحقائق أون لاين، لم يخف سالم الاوراجيني رئيس بلدية القلعة الكبرى اعتراضه عن الطريقة التي تم بها ايواء الوافدين في المبيت المذكور معتبرا ان عملية الايواء "قرار مسقط" وفيه مسّ من سيادة وشرعية "المجلس البلدي المنتخب من طرف الأهالي والمسؤول الأول على تسيير الشأن المحلي".
وقال الاوراجيني " كان من المفروض إعلامنا بالقرار حتى نتخذ الاجراءات المناسبة وحتى نتحمل مسؤوليتنا أمام الرأي العام المحلي وهذا أضعف الايمان".
ومن جانبه، عبر رئيس خلية مجابهة الأمراض الجديدة والمستجدة بالبلدية، الدكتور سهيل مليح، عن استيائه من "الطريقة المفاجئة" التي تم اعتمادها في ايواء المقيمين بالحجر الصحي خصوصا انه من المفروض ان تكون الخلية معنية بهذا القرار، معربا عن تخوفه "من مدى جاهزية هذا الفضاء في الوقت الحالي".
كما عبر رئيس بلدية القلعة الكبرى، الذي علم " بالموضوع عن طريق الصدفة عبر احدى الإذاعات الجهوية"حسب تعبيره، عن احتجاجه التام على هذا الاجراء معتبرا انه "لن يتم السكوت على هذا الوضع في انتظار الاجتماع الذي سيضم كافة اعضاء المجلس البلدي يوم الاثنين القادم لاتخاذ الاجراء المناسب في هذا ألموضوع".
وتأتي ردة الفعل هذه بعد التخوف الذي ابداه الاوراجيني من ردة فعل الأهالي خصوصا أن مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت محرارا حقيقيا لجس نبض الشارع تشهد حاليا موجة من التهييج والتجييش للتحرك ضد هذا القرار.
هذا التجييش اعتبره معتمد القلعة الكبرى محمد السبوعي في غير محله اذ "لا يجب تكرار نفس الخطأ مع حادثة نزل شط مريم اين خرج الاهالي احتجاجا على تركيز فضاء للحجر الصحي" حسب قوله. واعتبر السبوعي في تصريح لحقائق اونلاين في السياق ذاته أنه لا يجب الدخول في منطق "الجهويات" مؤكدا أنه "سيتم توفير كل الضروريات حتى يتم ايواء النزلاء في احسن الظروف الصحية كما سيتم تأمين المنطقة التي تقع في أطراف المدينة والحرص على عدم مغادرة اي شخص الفضاء المخصص للحجر ألصحي.
من جهتها اعتبرت والية سوسة رجاء الطرابلسي لحقائق أون لاين ان مسألة عدم تسجيل المنطقة لأية اصابة لا يعد مقياسا في تركيز فضاء للحجر الصحي من عدمه معتبرة أن "القرار تم اتخاذه من طرف الهيئة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا صلب رئاسة الحكومة بناء على خصوصيات وكذلك مقترحات من طرف السلط الجهوية التي تراسلها في خصوص الفضاءات المتاحة والمهيئة للحجر الصحي". وقالت رجاء الطرابلسي التي تم تعيينها مؤخرا على رأس السلطة الجهوية بولاية سوسة أن "الخصوصيات والمقاييس الصحية والبروتوكولات التي يتم اعتمادها بالتعاون مع الهلال الاحمر يتم ضبطها من طرف وزارة الصحة ووزارة السياحة وغيرها من الاطراف المتداخلة في الموضوع".
وهو ما أكده المدير الجهوي للصحة بسوسة سامي الرقيق في تصريح لحقائق اون لاين معتبرا أن هذا القرار "تم اتخاذه على مستوى مركزي". وعن دور الادارة الجهوية للصحة في هذا الاجراء، اعتبر الرقيق ان دورهم يقتصر على " تسخير اطار طبي لمعاينة الوافدين فقط".
ويبدو أن حادثة ايواء 50شخصا بالحجر الصحي بالقلعة الكبرى قد أماط اللثام مرة أخرى عن حالة من عدم الانسجام وربما التضارب بين عمل السلطتين المحلية والجهوية، وهي المرة الثانية التي يقع فيها تضارب او عدم اتفاق وهو ما يترجم القطيعة بين السلطتين في الجهة خصوصا بعد حادثة غلق المنفذ "الحدودي" بين مدينتي القلعة الكبرى وأكودة والتي كادت تؤدي الى حالة من الفوضى.