ما تزال أعداد المهاجرين غير النظاميين نحو السواحل الايطالية، في ارتفاع مستمر، إذ أنه على عكس ما كان متوقّعا في هذه المرحلة، لم تؤثر كثيرا العملية الإرهابية التي وقعت في مدينة نيس نهاية شهر أكتوبر والتي تورط فيها أحد المهاجرين التونسيين، على أعداد الهجرة، رغم ما رافقها من حملات وصم للمهاجرين بفرنسا وإيطاليا، وفقا للتقرير الشهري حول الاحتجاجات الجماعية والانتحار والعنف والهجرة الذي أعده المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. ومن جملة 1298 مهاجرا وصل الى السواحل الإيطالية خلال شهر نوفمبر 2020، منهم 93٪ وصلوا خلال النصف الأول من الشهر، في حين وصل اقل من 100 مهاجر خلال النصف الثاني، وذلك نتيجة العوامل المناخية التي شهدتها تونس وحوض المتوسط، وهو ما أثر بطريقة غير مباشرة على التدفقات الواصلة الى السواحل الإيطالية.
وقد سجّل شهر نوفمبر 2020 أرقاما استثنائية للهجرة ليتضاعف أكثر من 13 مرّة مقارنة بنوفمبر2019 من حيث عدد الواصلين إلى السواحل الايطالية، وارتفع عدد العمليات المحبطة من 22 عملية في نوفمبر من سنة 2019 الى 63 عملية اجتياز محبطة خلال نوفمبر 2020. وقد بلغ عدد المجتازين للحدود البحرية، منذ 1 جانفي 2020 الى نهاية نوفمبر، 12512 مهاجرا أي بزيادة %365 مقارنة بسنة 2019، وزيادة ب %149 مقارنة بسنة 2018. كما سجلت عدد عمليات الاجتياز المحبطة ارتفاعا ب %300 وارتفع عدد المهاجرين الذين تم منع اجتيازهم ب %211 مقارنة بسنة 2019، وهي موشرات تعكس تنامي الرغبة في الهجرة اصافة الى كثافة نشاط الحرس البحري التونسي.
ولم تمثل النساء سوى نسبة 2.73 بالمائة من جملة الواصلين من الجنسية التونسية الى السواحل الإيطالية ونسبة 18.89 بالمائة من جميع الجنسيات. ومثل القصر من الجنسية التونسية %17.37 من جملة القصر الواصلين الى إيطاليا من جميع الجنسيات، منهم 1400 قاصر دون مرافق. وبخصوص نقطة الانطلاق، مثل صفاقس النقطة الأبرز التي يتم منها احباط عمليات الاجتياز، حيث بلغت نسبة العمليات المحبطة من صفاقس 49.5 بالمائة تليها جهة المنستير بنسبة 18.86 بالمائة.