عاجل/ بطاقة ايداع بالسجن في حق هذه المسؤولة السابقة..    الإدارة العامة للأداءات تحدد آجال التصريحات الشهرية للموّلين    توننداكس يرتفع بنسبة 11ر4 بالمائة خلال شهر سبتمبر في ظل تحسن لحجم التداول ببورصة تونس    قابس: انطلاق اشغال مشاريع جديدة في قطاع الطرقات    اختطاف تونسيين من قبل الكيان: منظمة الأطباء الشبان تدعو الدبلوماسية التونسية للتدخل..    عاجل/ بعد ايقاف نشطاء أسطول الصمود: هذه الدولة تطرد أفراد البعثة الدبلوماسية لإسرائيل..    عاجل: مئات المشاركين من أسطول الصمود تم نقلهم إلى ميناء أسدود    عاجل: انهيار مدرسة في إندونيسيا.. مقتل 5 و59 لا يزالون تحت الأنقاض    فرص عمل في المؤسسة الوطنية لتحسين الخيل: كل المناصب والرابط للتسجيل    حادث خطير على الطريق السيارة الحمامات-سوسة: سيارات تتصادم وإصابات متفاوتة    تدشين مخبر الصناعة الذكية بساقية الزيت لتعزيز منظومة التكوين المهني في تونس    قرار قضائي برفض الإفراج عن مدير المركب الفلاحي "الشعّال"    الجامعة التونسية لكرة القدم تكشف عن القائمة الجديدة للحكام الدوليين    الجديد في التحكيم: شكون فما بين الحكام والحكمات الدوليين التوانسة؟    عندك جنسية مزدوجة؟ خدمة وطنية واحدة تكفي للتونسيين مع 3 دول    عاجل/ من بينهم الممثل محمد مراد: قائمة اسمية للنشطاء بسفينة "أنس الشريف" الذين تم اعتقالهم..    قتيلان في احتجاجات ''جيل زد'' في المغرب..شفما؟    عاجل : وفاة والدة نجم المنتخب التونسي السابق كريم حقي    عاجل: اضطراب متوقّع في رحلات اللود بين صفاقس وقرقنة اليوم ...وهذا هو السبب    أحمد العميري: لحوم ضأن مورّدة من رومانيا للبيع ب38.900 د في عدد من المناطق    على متنها الممثل محمد مراد والنائب محمد علي... فيديو يوثّق اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لسفينة "فلوريدا" ضمن أسطول الصمود    اليوم: أمطار متفرقة ومؤقتا رعدية بهذه المناطق..حضّروا رواحكم    سيدي حسين: حملات أمنية مكثفة بمحيط المؤسسات التربوية وإيقاف عشرات العناصر الإجرامية    عاجل: ابتكار لقاح جديد لعلاج الحساسية الشديدة قد يغيّر حياة الملايين    البيت الأبيض يحذّر من تسريح "وشيك" لموظفين حكوميين بسبب الشلل الفدرالي    أسطول الصمود.. 13 سفينة من 48 تمّ اعتراضها إلى حدّ الآن    بطولة العالم لبارا ألعاب القوى: القنيشي يحصل على الميدالية الفضية    النجم الساحلي الملعب التونسي 1 1 : حضرت «الحمراء» وغاب الانتصار    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة: نتائج الجولة الثانية    وزارة الصحّة تفتح باب الانتداب    أولا وأخيرا: نوار الدفلى    بورتريه: غوتسافو بيترو (رئيس كولومبيا): الفلسطيني... أكثر من كل العرب !!    مَكِينة السّعادة للكاتب التونسيّ «كمال الزغباني»    تحديد سعر بيع الموز .. 5 دنانير للمورد من مصر و7 دنانير من بقية المصادر    في أكتوبر الوردي: أليسا تكشف رحلتها مع السرطان وتوجه رسالة مؤثرة للنساء    المعرض الكوني أوساكا 2025: اختتام فعاليات أسبوع السياحة التونسيّة الإربعاء    بعد حادث رحلة نيس: جامعة الأسفار تدافع عن 'نوفلار' وتدعو للتريّث    عاجل/ الليلة: الامطار الغزيرة والرياح القوية متواصلة    الجولة الثامنة من الرابطة الأولى: البقلاوة تحافظ على الصدارة والترجي يشدد الخناق    بطولة الرابطة 1: النتائج والترتيب    وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية تحتفي باليوم العالمي للمعلم    أحلام: خضعت لعملية الأنف من أجل صوتي    العرض الكوريغرافي "طرب" في الافتتاح ما قبل الرسمي لتظاهرة "دريم سيتي"    دراسة صادمة : '' الشيميني'' مضرة للرئة بقدر التدخين    عاجل/ ظهور متحوّر جديد لكورونا وهذه أعراضه ومخاطره طويلة الأمد    حاتم عميرة م.ع شركات التأمين: رقم معاملات القطاع سجل خلال سنة 2024 نحو 3820 مليون دينار    بلاغ لجنة الإشراف على الجلسات العامة و المنخرطين لللنادي الإفريقي    تظاهرة صحية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة لتقديم خدمات وتوصيات لفائدة كبار السن    خطير: حجز بقرة مذبوحة مصابة "بالبوصفير" ومواد استهلاكية فاسدة في حملة مراقبة بهذه الولاية..#خبر_عاجل    عاجل/ بعد تداول صور لامرأة بزيّ أمني على فيسبوك.. بطاقتا إيداع ضد هؤلاء..    عاجل/ ستشمل هذه الولايات: أمطار غزيرة وتقلبات جوية بداية من اليوم..    الأدوية المحلية تغطي ثلاثة أرباع حاجيات التونسيين    الباحثة "مايا ماكينو": بين تونس واليابان... الطفولة تُصاغ عبر القيم العائلية والتحولات الاجتماعية    تونس تحتفي مع المجموعة الدولية باليوم العالمي للترجمة    بين المخدرات والتوظيف الإيديولوجي وتفكيك الوعي: حتى لا يكون التلميذ في مهبّ الصراعات السياسية    صورة وذكرى : صورة عمرها 86 عاما من المدرسة القرآنية الأدبيّة بصفاقس    انطلاق التسجيل في البرنامج العلمي للجمعية التونسية للعلوم الشرعية – فرع المرسى    قبل ما تبدا خدمتك.. هذا الدعاء يجيبلك التوفيق والرزق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اعتمد رسائل مشفرة جديدة: متى يتخلص قيس سعيد من رُهاب الخطاب المباشر؟
نشر في حقائق أون لاين يوم 22 - 03 - 2021

بدا رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال مواكبته صباح اليوم الاثنين 22 مارس 2021، عملية إطلاق القمر الصناعي التونسي "تحدي1" إلى الفضاء، وكأنه يوجه رسائل مشفرة لخصومه السياسيين أكثر من حديثه عن الحدث الذي كرر وصفه بالتاريخي أكثر من مرة.
ولئن عبر سعيد عن فخره بهذا الحدث وأمل تونس في أبنائها خاصة من الشباب إلا أنه تحدث كثيرا بضمير ال"هم" وصيغة الأمر، وبعيدا عن حدث اطلاق القمر الصناعي الأول من نوعه في تاريخ تونس وافريقيا، بطريقة كانت أشبه برسائل التحذير تارة والنقد تارة أخرى.
وشبه رئيس الجمهورية قيس سعيد انطلاق أول قمر صناعي تونسي إلى الفضاء، بالثورة التونسية في صورة مشوشة إن لم نقل غير مفهومة، قائلا: "خطر على بالي منذ قليل وأنا أتابع انطلاق هذا الكوكب إلى الفضاء الخارجيكيف انطلقت الثورة التونسية بمحركاتها الداخلية ثم تخلصت شيئا فشيئا من المحركات التي خرجت بها من الفضاء ولم يبق إلا مسبر في الفضاء لا علاقة له بالمحركات التي أخرجته مما كان فيه من الارض"، ثم انطلق في تسريب رسائله "قطرة بعد قطرة" تفصل بين كل منها عودة للاشادة بال"الحدث التاريخي".
ولم يتوقف قيس سعيد، الذي يعيش منذ تقلده منصب الرئاسة على وقع الخصومات السياسية آخرها مع رئيس الحكومة الذي كان اختاره بنفسه ليشكل ما عرف حينها ب"حكومة الرئيس"، لم يتوقف عن تكرار كلمات "الشعب التونسي" و"التونسيين" و"المواطن التونسي" طيلة خطابه الذي استغرق حوالي 20 دقيقة، والحديث عن "توقه للحرية والاستقلال والسماء والعلا والانعتاق بتناقضاته وصراعاته...".
كما لفت رئيس الدولة إلى أنه كان من المفترض الاحتفال بهذا الحدث التاريخي تزامنا مع الاحتفال بالذكرى 65 للاستقلال "ليكون الاحتفال احتفالين" لولا حالت الأحوال الجوية دون ذلك، معتبرا أن ذلك كان "لن يمحي أبدا من وجدان كل تونسي غيور على البلاد ورافض لكل أشكال الاحتلال فوق أرضه"، وفي ذلك أيضا رسالة ورسائل خاصة عندما يربط كلامه هذا بالحديث عن قدرات الشباب التونسي وامكانيته وقدرته على تقديم درس للعالم كله بأنه "إذا كانت هناك إرادة ثابتة وعزيمة قوية فإنها لا تحقق الاستقلال في الأرض فقط ولكن أيضا تصبح مستقلة في السماء".
كما أن العودة إلى مناسبة إحياء ذكرى الاستقلال لم تكن اعتباطية إذ مرر في كلامه رسائل إضافية بقوله: "الاستقلال ليس وثيقة أو موكبا ينظم بل الاستقلال الحقيقي حينما تكون سيدا في الأرض تتعامل مع الآخرين على قدم الاحترام والمساواة.. أنا أريد التعاون والتعاهد مع من يقاسمنا قيمنا وأحلامنا.. لا نريد التعاطف دون احترام.. بل نريد الاحترام حتى وإن كان دون تعاطف".
فقيس سعيد الذي لم يخطر على بال أحد أنه سينجح في إقناع الناخب التونسي خاصة من فئة الشباب، أدرك أنه يحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى دعم قاعدته الانتخابية للخروج من الأزمة السياسية التي يواجهها بتعطيله، حسب البعض، مسار استكمال تركيز الحكومة لتستطيع العمل على تحقيق شيء من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، أو لعله أدرك أنه فقد بريقه الماضي في عيون هؤلاء الشباب.
وإن لم تخل كلمات سعيد من تحميل مسؤولية الأزمة التي تعيشها البلاد للاخرين في إشارة لخصومه السياسيين، فهي لم تخل كذلك من حث للتونسيين والشباب على رأسهم دائما، على ضرورة التصدي لهؤلاء الخصوم على أنهم اعداء للحرية والاستقلال، إذ قال ضمن ذات الخطاب: "يجب أن نتخلص من رواسب كل الماضي الذي أدى إلى الاستبداد والاستعباد والجهل والشعوذة التي لاتزال مظاهرها مستمرة.. نحن نتطلع إلى المستقبل في الأرض وفي السماء نتطلع لتطوير التعليم الذي كانت ومازالت للأسف تتقاذفه السياسة ويتلاعب به السياسيون.. التعليم هو الذي يمكن ان ينهض بالبلاد وأنا اليوم بين الشباب الذي يسيطر على كل التفاصيل وليس من الصدفة أن تكون كل قطعة من هذا القمر الاصطناعي من صنع تونسي 100%".
وفي الختام، لم ينس قيس سعيد وهو أستاذ القانون الدستوري أن يتحدث عن الدستور ويمرر في ذلك رسالته الأخيرة ويترك بها الكرة في ملعب خصمه لعله يسجل الهدف في الشباك المناسبة، قائلا: "الدستور بمقاصده وأهدافه لا بتأويلات تتغير وتتبدل وفق الأهواء والتحالفات ولن تقترن الشمس بالأرض مثل ما هو في السماء لأنه لا مجال للفصل بين الحق والباطل.. فالحق بيّن للجميع والباطل بيّن للجميع.. فلينظروا في الحق والباطل وليفصلوا بينهما".
لا يبدو أن رئيس الدولة يحبذ الكلام المباشر عندما يريد مواجهة خصومه أو لنقل من يخالفونه الرأي، إذ ليست هي المرة الأولى التي يتحدث فيها بلغة الألغاز والرسائل المشفرة، ولكنه آن الأوان، إن صح التقدير، ليتخلص الرجل من رُهاب الخطاب المباشر وينقذ ما تبقى لإنقاذه من هيبة المنصب ومستقبل البلاد والعباد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.