لا أعتقد أبدا انه ثمة ما هو أخطر من إعصار مدمر يأتي على كل ما في الارض ليسحقه ولا يبقي اصلا للبنايات الشاهقة ولا الآلات مستحدثة الصنع ومُحكَمته.. ولا اي شيء مهما تكن قوته أو التصاقه بالأرض. ولا أتخيل الحياة بلا ماء ... حيث تجف الارض ولا يبقى للخضرة مكان ولا امكانية لعرض الطبيعة على الشاشات الكبيرة ... اكره أيضا أن أتذكر ما فعله بنا الفيروس سيء الذكر عندما بدأ في اقتفاء أثر انفاس البشرية كافة من خط الاستواء الى راس العقب.... لم نعد نخاف الموت بقدرما تخفينا الطريقة التي سنموت بها: ان نفقد الاكسجين أو ان تجرفنا رياح عاصفة أو ان نموت بسبب العطش كلها قرارات الطبيعة .. حيث يجن جنون الأرض وتكشر السماء عن انيابها غاضبة ... كسيدة في فيلم هندي بائس... نعم نعيش هذه السنة فيلما طويلا سيء السيناريو ... محكَمَ الإخراج....وقد تعبنا لوهلة...وفقدنا الأمل في رأفة الكون بسكانه ... وكأنه حان الوقت لنغادر غير مأسوف علينا ... لا سياسة انقذتنا .. ولا جغرافيا و لا أرشيف ولا صحافة ولا اعلام ولا الايقاظ العلمي حتى ... العلم أيضا يواجه اخطر مراحله ... على العلماء أن يثبتوا نجاعتهم ولكن .. لا أحد يعلم اي اللقاحات انجع للقضاء على فيروس كورونا ... مؤبدا لا بشكل وقتي ...
يذهب الاعصار دائما في طريقه الخاص .. وأحيانا يعود إلى طريقك ! وبدلا من البكاء على الاطلال فكرت في البكاء للأطفال... وإيجاد حلول لهم؟
كيف يمكن إنقاذهم... كيف يمكن أن نشعرهم بالامان ... ؟ علينا اذا ان نفكر في حلول جذرية وجماعية .. كل من موقعه ..لإنقاذ البشرية ... ان الكون في خطر ... علينا إنقاذ الأرض وإنقاذ الأجيال القادمة من خطر تغيرات مزاج الطبيعة . لنحرص مبدئيا على حفظ بيئتنا من أخطار التلوث ... ودراسة الأخطار المحيطة بنا والتركيز إعلاميا على مثل هذه المواضيع بدلا من مراقبة المشاهير وكيفية صرفهم لثرواتهم فقد شاهدنا ان حتى الأموال المكدسة لم تقدر على حمل عبئنا ... عندما لم تتوفر لنا أسرة بالمستشفيات ... كما لم يكن لدينا الوقت لمشاهدة ما يجري مع المشاهير عندما كان أحدهم يموت امامنا، ولم يتوفر لنا المجال للتفسح.. عند الحجر الصحي ...
اعتقد انه آن الوقت منذ زمن لنفكر مليًّا بدراساتنا ... السياسية فبدلا من تعقب سير الانتخابات في بلد ما يمكننا اليوم الحديث عن نظريات سياسة جديدة من قبيل هل انتهينا من الحديث عن الحروب الباردة ؟ اي نوع من الحروب نواجه .. هل الحرب اليوم هي بالأساس بيولوجية ؟؟
ربما من الأفضل أيضا إلغاء برامج الميوعة التي تعرض على الشاشات المحلية والدولية والتي تعرض سكاتشات غير مضحكة تجسد علاقة البنت بصالونات التجميل والرجل بما تلبس كارينا ... أو كيم ...
نحن بحاجة فعلية إلى الحديث عن برنامج استقبال أحداث الطبيعة .. وكيفية مواجهة الكوارث الطبيعية وعرض افلام وثائقية مكثفة عن الأمراض والفيروسات المستجدة .. وعن تقوية المناعة البشرية وتكوين حلقات نقاش علمية واستدعاء الخبراء للحديث عن اهمية المياه في حياتنا .. ان غياب القدرة على تلبية الطلب على المياه لن يكون حكرا على الجهات الداخلية التي مازال متساكنوها يجلبون مياها عكرة غير صالحة للشرب على ظهور احمرتهم من اقصى البلاد ومن الآبار القديمة والعيون البعيدة ... بل سيتحول إلى المدن . ثلث سكان العالم يعيشون ندرة المياه خلال شهر واحد من كل عام على الأقل.. وهذا اخطر ما يمكن أن يحدث.
عدم التكافؤ في توزيع المياه بعضنا أمام اشكالات عديدة بالنظر إلى عدم التوافق الجغرافي والزمني بين الطلب على المياه ووفرتها ... نحن أمام واقع جديد وشديد اللهجة ، بسبب التغيرات المناخية وتداعياتها على مختلف بلدان العالم . سبق أن سجلت الجزائر الشقيقة مثلا أحد أسوأ حرائق الغابات عام 2012 تسببت في خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة ... غير أن عدم اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة أعاد الكرة هذه السنة بسبب فترات طويلة الجفاف وارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة .. اي بفعل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم . يتوقع الخبراء في العالم اننا سنواجه المزيد من موجات الحر والحرائق وايضا الفياضانات .. مصادر رزق العديد من المواطنين في تونس هتكتها الحرائق الأخيرة بكل من القصرين وجندوبة . وهم يؤكدون أن الجفاف يجعل التربة غير قادرة على امتصاص مياه الفيضانات واحتواءها و أنه يتعين علينا كبلدان لها سابقية مواجهة مثل هذه الأخطار ان تكون لجهاتنا الرسمية قرارات شديدة في ما يتصل بتوزيع واستخدام المياه المتوفرة ما بين استخراج المعادن وقطاع الطاقة وتبريد أنظمة الطاقة الشمسية وتلبية حاجة السكان للمياه . تقول الباحثة في المركز الأوروبي لإدارة السياسات التنموية، صوفي دوسميدت، عن المخاطر التي تواجهها المنطقة والحلول الممكنة لتفاديها. ان هناك ثلاث مخاطر اساسية لابد من أخذها بعين الاعتبار وهي :النقص في توفر الثروات الطبيعية مثل المساحات الخضراء والمياه وزيادة التوفيق حول كيفية استخدام هذه الثروات! ثانيا قد نرى زيادة في اللامساولة بين كبار المنتجين الزراعيين وصغار الفلاحين وكذا بين المناطق الحضرية والريفية . ثالثا نواجه خطر انتشار الاحتجاجات ضد الحكومات لسوء تطبيقها لسياسات التغيير المناخي . وهي تقترح على صناع القرار إعادة النظر في استهلاك المنتجات على المستوى المحلي لعل أزمة التغير المناخي تدفع بلدان شمال أفريقيا إلى إعادة النظر في علاقاتها السياسية والاقتصادية والاستثمار في الطاقات المتجددة إضافة إلى دفع اللامركزية بحيث تزود السلطات المحلية ونزل لمواجهة تحديات التغير المناخي.